تزامنا مع حالة الجدل الداخلي التي أثارتها تصريحات "محمود أباظة" رئيس حزب الوفد حول أن برنامج الحزب الجديد سوف يطرح كبرنامج انتخابي للوفديين وغيرهم، كشفت قيادات وفدية - في المقابل - عن أن البرنامج سيكون متاحًا للوفديين وغير الوفديين "حتي لو كانوا إخوانًا" أو أعضاء بالأحزاب الأخري مستبعدين أن يتسبب ذلك في اختراق للوفد من جانب الجماعة المحظورة! وأكدت القيادات أن دعوة الوفد ومبادرته باتاحة برنامجه الجديد للجميع علي حد وصفهم تأتي كرغبة منه في استقطاب مزيد من الأصوات، رافضين الربط بين الأطروحة الجديدة للحزب وبين نزول الإخوان علي برنامج الوفد في 84 أثناء التحالف الذي عقد أثناء الانتخابات البرلمانية آنذاك! اللافت أن التحركات الوفدية كشفت عن غموض وارتباك سياسي يعاني منه الحزب إذ وصف البعض ما قيل بأنه مجرد فرقعة هدفها اشغال الجماهير بقضايا غير حقيقية ليثبت الحزب أنه موجود علي الساحة ويجذب مزيدًا من انتباه الجماهير له بعد عزوفهم عنه! وقال المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد إن الهدف من كلمة التزام غير الوفديين بالبرنامج هو استقطاب الأغلبية الصامتة التي تمثل عددًا كبيرًا من الشعب المصري الذي يعزف عن المشاركة السياسية نافيا أن يكون الهدف من هذه الكلمة إعلانًا غير مباشر عن التنسيق مع أي قوي سياسية بعينها خاصة جماعة الإخوان المحظورة. وأضاف الطويل: لا يمكن أن يقبل الإخوان المبادئ الوفدية لأنهم يعتبرون شعار الإسلام هو الحل هو طوق النجاة الذي يجعلهم يفوزون في الانتخابات البرلمانية المقبلة، الأمر الذي يتنافي مع الوحدة الوطنية التي يدعو لها الوفد متابعاً: إذا أيدت عناصر من خارج الوفد البرنامج الجديد سواء كانوا إخواناً أو غير ذلك فليخوضوا الانتخابات علي أساسه.. لأننا نريد أصواتاً مؤيدة لنا بقدر الامكان مؤيداً استخدام أسلوب القائمة النسبية لأنه سيعطي فرصة أكبر للمعارضة في الحصول علي عدد من المقاعد. واستبعد الرئيس الشرفي للحزب أن يكون السماح لغير الوفديين باستخدام برنامج الوفد الجديد في الانتخابات البرلمانية المقبلة عنصراً مساعداً علي اختراق الوفد سواء من الإخوان أو غيرهم، فالإخوان - علي حد قوله - لا يمكنهم اختراق الوفد، ولكن يمكن أن يحدث هذا مع الأحزاب الصغيرة الورقية لأن بعضهم يتمني الانضمام لعباءة الإخوان لينجح منهم واحد أو اثنان وهذه أحد مساوئ أسلوب القائمة النسبية لأنه يجعل "اختراق الأحزاب" هدفاً ملحاً من جانب عناصر الجماعة مستبعداً قبول الأحزاب الكثيرة لمثل هذه الأفكار خاصة الوفد الذي اعترف بخطئه عندما نسق مع جماعة الإخوان المسلمين في "84" بهدف الحصول علي عدد كبير من المقاعد لتشكيل هيئة برلمانية. وعلق فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب علي تأكيد جريدة الحزب علي وجود اتجاه داخل الإخوان للتنسيق مع الأحزاب قائلاً "لم يعرض الإخوان فكرة التنسيق من الأساس واتخاذ قرار في هذا السياق مرهون برأي الأغلبية داخل الهيئة العليا للحزب والتي من المفترض أن تحدد رأيها النهائي وفقاً للظرف السياسي العام للدولة. وقال أحمد عودة عضو الهيئة العليا للحزب أن الدعوة تستهدف الوفديين من منطلق الالتزام الحزبي وغير الوفديين من الذين يرون في مبادئ وثوابت برنامجه الجديد ما يقنعهم ويجعلهم يتبنونه في خطابهم مع الشارع السياسي. وأضاف عودة من حق أي فرد أن يدافع عنه أو يطبقه مادام ذلك يستهدف المصلحة العامة سواء كان إخوانياً أو ينتمي لأي تيار سياسي آخر أو حتي مستقلاً" مشدداً علي أنه يرفض فكرة تنسيق الوفد مع قوة سياسية لأنه يجب أن يخوض المعركة بزراعه والمهم هو نزاهة الانتخابات. وأشار رمزي زقلمة عضو الهيئة العليا إلي أن ما قاله رئيس الوفد لا يجب أن يؤخذ بشكل حرفي.. فالبرنامج يتبناه من يراه يصب في صالحه مستبعداً فكرة التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين من جانب الوفد. وشدد أحمد عز العرب عضو الهيئة العليا أن حدوث تنسيق مع الإخوان قد يتوقف فقط عند حد القضايا العامة. مرحباً بفكرة استعانة الأحزاب والقوي السياسية الأخري بمن فيهم الإخوان ببرنامج الوفد الجديد في الانتخابات البرلمانية المقبلة!