فى رائعة جديدة من قصائد تخليد ذكري شهداء ثورة 25 يناير الأبرار .. نشرت جريدة الأهرام أحدث قصائد الشاعر الكبير فاروق جويدة .. هانتْ على الأهلِ الكرامِ دمانا وتفرَّقت بين الرفاقِ خُطانا عُدنا إلى الميدان نسأل حلمنا بكتْ الربوعُ وحزنها أبكانا أينَ القلوبُ تضىءُ فى أرجائهِ وتزفُّ شعبًا فى الصمودِ تفانى؟ ! أينَ الرفاقُ وأينَ صيحاتٌ بدت للكون بعثًا عاصفًا أحيانًا؟ ! أينَ الشبابُ وقدْ توحّد نبضهم وتجمّعوا فى بأسهم إخوانا؟! أين الحناجرُ كيف قامت صرخةً كمْ أيقَظَت بصهيلها الفُرسانا؟! وجهُ الشهيدِ وقد تناثرَ فى المدى وغدا نجومًا فى دُجى دنيانا جسدٌ يحلِّق فى الأيادى سابحًا فى حُضنٍ أمٍّ أشبعته حنانا هانتْ على الأهلِ الكرامِ دمانا *** نامتْ على الدربِ الحزينِ جوانحٌ وتجمّدَت خلف الرؤى أجفانا والناسُ تسألُ: ما الذى يَبقى لنا بعد الشهادةِ موطنًا ومكانا؟ يومًا غرسنا الحِلم فى أعماقنا حتى غدا فى يأسنا بُركانا أن نُطلِق الشمسَ السجينةَ بيننا ليطلَّ صبحٌ من خريفِ صبانا فى ساحةِ الميدانِ كُنّا أمةً وهبت رحيقَ شبابها قربانا أجسادُنا كانت تلوذ ببعضها حزن الترابِ يعانقُ الأكفانا يتعانقُ الدمَ الجسورِ على الثرى كُنّا نراه كنيسةً وأذانا فى ساحةِ الميدانِ صلينا معا قمنا حشودًا نرجمُ الشيطانا وتطوفُ فى الميدانِ أرواحٌ بدت فوق البيوتِ أزاهرا وجِنانا الكونُ صلَّى.. والربوع تطهرت من رجس عهدٍ مظلمٍ أعمانا هانتْ على الأهل الكرام دمانا *** هل تذكرونَ شبابنا وصبانا والأرضُ تحضنُ بالدموعِ دمانا؟! ونطوف فى صخب الشوارع لا نرى غير الرصاص على المدى يلقانا وقذائف القناص تطفئ أعينا فيتيهُ بين جنودهِ نشوانا لم يرحم العينَ السجينةَ فى الأسى رسمَ النهايةَ خسة وهوانا يلقى علينا النار وهى خجولة والنارُ ترحم بعضها أحيانا كُنّا نرى أن الوفاءَ ضريبةُ حق لمن وهبَ الحياةَ وعانى عُدنا إلى الميدان نسأل: ما به؟ صرخَ الحزينُ وبؤسه أدمانا حين انتفضنا فى الشوارعِ لم يكن سوقُ الغنائمِ مطمعا أغرانا هانتْ على الأهلِ الكرامِ دمانا *** أتُرى نسيتم دمعنا ودمانا عرس تبدل بيننا أحزانا ما عادت الأيدى تصافحُ بعضها حتى خطانا.. لم تعدْ كخطانا كيفَ الدماءُ تمردت فى مهدها وبكلِ قلبٍ مزَّقت شريانا؟ صِرنا أمامَ الناسِ خدعة صبيةٍ هدموا البلاد.. وخرَّبوا الأوطانا هانتْ على الأهلِ الكرامِ دمانا *** عادَ الزمانُ الوغدُ يعبثُ خلسةً ويدور حول دمائنا ظمآنا وطنٌ يساومنا.. وعهدٌ فاجرٌ وفسادُ طاغيةٍ.. وشعبٌ عانى وتسابقت للثأرِ عصبةُ قاتلٍ حشدوا الفلول.. وحاصروا الفرسانا فرعونُ فى صخب المزاد يبيعنا ويطلُّ خلف جنودهِ سكرانا وعصابةُ التدليسِ ترتعُ حولَهُ وتشيّدُ من أشلائنا التّيجانا فإذا انتشى الفرعونُ قام رجالُه سحلوا النساء.. وضاجعوا الشيطانا ركْبُ العبيدِ الساجدين بعرشهِ ألغَوا الأذان.. وحاصروا القرآنا وعلى بقايا النهرِ جاعت أمةٌ كم أطعمتْ من خيرها بلدانا نهبوا ثمار الأرضِ.. باعوا سرَّها الذئبُ يعوى.. واللصوص حزانى تتنكّرون لمن أضاءوا ليلَكم وتبايعون الإفك والبُهتانا! من شردوا وطنًا وباعوا أمةً وتواطأوا فى غيّهم أزمانا هانتْ على الأهلِ الكرامِ دمانا *** هل تذكرونَ دموعنا ودمانا الركبُ ضلَّ.. فمن يُعيدُ خُطانا؟! الموتُ لمْ يهزم جسارةَ عمرنا لكن ظُلم الأهلِ قدْ أشقانا حتى الأماكن هاجرتْ من حلمها وتبدلت أشواقها هجرانا فى كلِّ ذكرى سوف نرفعُ رأسنا لنرى المفارقَ كلَّها ميدانا فإذا غفا يومًا وشاخ شبابُهُ أو عادَ يشكو العجزَ والنسيانا وأفاقَ فى صخبِ الجموعِ وقدْ رأى فرعون آخر يجمع الكُهّانا سيطلُّ من صمت الحناجر يمتطى زمن الإباء.. ويعلنُ العصيانا ويعودُ يحكى عن شبابٍ ثائرٍ وهبَ الحياةَ لشعبنا وتفانى كانوا رجالاً فى الخَطوب وأنجمًا كالبرقِ لاحتْ فى ظلامِ سمانا كانوا دعاءَ الأمِّ.. فرحة عيدها ونقاءَ أرضً أنجبت فرسانا فإذا خَبتْ فى ليلكم ذكرانا وغدا الشبابُ محاصرا.. ومُهانا لا تسألوا كيف الرفاق تفرَّقوا ولتسألوا: من فى الضمائر خانا؟ عودوا إلى الميدان.. قوموا فتِّشوا عن عاشقٍ فى حُبه كَمْ عانى هو لم يكن جيلاً طريداً ضائعاً بَلْ كانَ شمسًا أيْقَظَتْ أوطانا مَنْ قامَ يومًا يرفضُ الطُغيانا لا.. لن يكونَ منافقًا وجبانا فاروق جويدة