د. منال عمران: التحصن بالأخلاق أساس حماية الأبناء.. والفيسبوك أصبح أداة قتل! د. هبه العيسوى: الطالب شريك مهم فى صناعة سمعة جامعته التحليل النفسى يؤكد: "الشاب" هوائى واندفاعى واستعراضى.. و"الفتاة" وسطحية ومقلدة طلاب الجامعة: ما حدث مجرد "سلوك فردى" سببه غياب القدوة والتربية مرت علينا مشاهد سينمائية كثيرة كنا نري فيها جلوس الحبيب علي ركبتيه ليقدم باقة ورد أو خاتماً وهو يطلب يد حبيبته للزواج، هذا في السينما.. لكن أن يتكرر المشهد واقعياً داخل الحرم الجامعي .. فهذه كارثة أخلاقية بكل المقاييس، وقد شاهدنا طالباً بالسنة الأولي بجامعة المنصورة بكلية الحقوق وهو يحمل زميلته التي تدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية ويحضنها أمام كل الطلبة دون أن يراعي أى أخلاق، بل ويتم نشر فيديو لهما عبر "السوشيال ميديا"، وهذا أمر ينذر بوجود أخطاء في تربية هؤلاء الأبناء الذين لم تتعد أعمارهما 18 سنة، وقد أصدر مجلس تأديب جامعة الأزهر أصدر قرارا بفصل الطالبة قبل أن يطلب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر الشريف- من مجلس التأديب الأعلى للطلاب بجامعة الأزهر إعادة النظر فى العقوبة، بينما تم رفد طالب الحقوق لمدة عامين، لكن بعيداً عن تفاصيل هذه الحكاية.. سنحاول في السطور التالية بحث ما وراءها. الدكتورة هبة العيسوي- أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس- تري أن الطالب المشهور ب "فيديو الحضن" وكذلك الفتاة لم يتعلما أن يكونا عضواً مهماً في أسرة الجامعة، وشريكاً فاعلاً في صناعة سمعتها وهيبتها في المجتمع، لذا فإنها تنادي بأهمية وجود سمات للطالب المثالي في الجامعة، وضرورة تحلي طلابها بها، ومحاسبتهم عليه، كما تري أن ما تم تناوله علي السوشيال ميديا لطالب وطالبة جامعة المنصورة يتلخص في عدة نقاط مهمة وهي التقليد السينمائي الغربي بدون النظر للمحيط الاجتماعي، والاستعراض لميكانيزم غير سوي للتميز، وقد أراد الشاب أن يكون هو محط أنظار وانجذاب من المحيطين لكن للأسف بطريقة غير مقبولة اجتماعيا من هؤلاء الطلبة الذين لازالوا في مرحلة مبكرة جدا من عمرهم فهم في السنة الأولي من الجامعة ويغيب عنهم الصواب والخطأ داخل الحرم الجامعي، لكن قطعا هذا لا يعفيهم من المسئولية، والمشهد الذي جسده الطالب تقليد اعمي لا ينتمي من قريب او بعيد لعاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، والتعبير عن المشاعر شيء جميل ولكن أساس الحب هو الاحترام خصوصا أنهما من محافظة ريفية لها تقاليد وأعراف وكان يجب عليهما التفكير قبل الإقدام علي فعل غير مقبول، وهذا الشاب من الناحية النفسية بأنه هوائي واندفاعي واستعراضي ايضا ويشعر بنفسه أكثر من اللازم ، أما الفتاة فهي بسيطة وسطحية وهستيرية ومقلدة، وأوضحت أن هناك اختلافاً من جيل للآخر والاختلاف مقبول ولكن لابد ان نحافظ علي القيم ونغرس في الشباب كل أسس الأخلاق التي لا تتجزأ أبدا مهما مرت علينا أزمنة كثيرة. وأرجعت الدكتورة منال عمران- أستاذ مساعد علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث- ما حدث إلي صغر سن الطالبين، مشيرة إلي أنهما أحد مصادر المشكلات التي تحدث في الحياة الجامعية، وبالتالي فإن تصرفات البعض منهم تستند إلى مبدأ المحاولة والخطأ، وللبعض الآخر على قلة الاكتراث، فطلبة الجامعة تواجههم تحديات تؤثر في فكرهم ومنطقهم وأفعالهم، ويرتكبون أفعالاً تتسبب في سوء علاقتهم بجامعتهم ومجتمعهم..أما في حالة تحصينهم بالأخلاقيات التي يجب أن يلتزموا بها فإنهم يستطيعون أن يواجهوا هذه التحديات باقتدار، وتري أن ما حدث بسبب سيطرة الثقافة الغربية علي العقول الشابة بدون مواجهة حقيقية فأصبحت جزءاً أصيلاً في المجتمع الشرقي وتهاجم قيمنا وعاداتنا، مشيرة إلي ضرورة أن نحمي شبابنا من الغزو الثقافي الغربي الذي هدفه هدم قيم مجتمعنا وحصاره ليس بالفقر فقط وإنما بالأفكار ونشر الرذيلة وضرب ثقافتنا وقيمنا والبعد عن الدين والتربية، وهي تري أيضا أن ما حدث بجامعة المنصورة موقف فردي ليس من طبيعة مجتمعنا ولا أولادنا، مؤكدة أن هناك خطراً يتعرض له المجتمع ولابد من إعادة الحسابات في تربية الأبناء واهتمام الأسرة- منذ الصغر- بالأبناء ومتابعتهم- أولا بأول- ومناقشتهم للتعرف علي وعيهم وفكرهم وثقافاتهم وإصلاح الخطأ منهم، كما حذرت من وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تمثل خطرا علي شبابنا وأصبحوا يأخذون ثقافاتهم ويتعلمون منها وهذا أسوأ شيء يمكن أن يهدد الأبناء والفيسبوك واحد من الوسائل المدمرة والقاتلة لأخلاقهم، وقالت: إنها ضد العقوبة التي حصل عليها الطالبان في بداية الأمر وضد أن تحميل الفتاة كل شيء ورفدها بصورة نهائية لأن هذا علاج خطأ بخطأ أفدح، بل اللوم الأكبر علي الولد لأنه لم يحترمها، وهي راضية تماما عن عقابهما برفدهما لمدة تيرم وهو عقاب قاسٍ للأهل قبل الأبناء. وسألنا بعض طلبة الجامعة عن رأيهم فيما حدث، فقال علي حسن- طالب بكلية تجارة القاهرة الفرقة الرابعة-: أرفض هذا التصرف غير المسئول وهو دخيل علينا تماما، وبصراحة الإعلام والدراما مسئولون عما حدث ويحدث للشباب في مصر ، ومن الصعب أن يكون محمد رمضان مثلا قدوة للشباب، وأتمني أن يكون بالجامعة انفتاح حقيقي ورقابة في نفس الوقت وتوعية تثقيفية، فالجيل الأقدم منا كان محظوظاً لأنه تربي علي القيم والتقاليد وكانت هناك نماذج رائعة أمامهم . وتوضح نورهان فتحي- طالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة- أنها ضد هذا السلوك الفردي الذي حدث من طالبين اقل ما يوصف عنهما أنهما "لم يتربيا بصورة جيدة"، وتضيف: لسنا في أوروبا.. نحن شرقيون ولا توجد أسرة تقبل بوجود هذا الفعل، فأنا كنت مخطوبة رسميا ومع ذلك كانت هناك حدود وقواعد للتعامل مع الخطيب ولم أسمح له بمسك يدي حتي ولو من باب السلام، فما حدث واقعة فردية لا يجب تعميمها علي بقية الطلاب بالجامعات. ويقول أسامة سمير الفقي- طالب بالسنة الرابعة تجارة انجليزي جامعة القاهرة- : الجامعة مكان للعلم فقط وليست مناسبة للحب أو الارتباط، ولابد أن يكون هناك حدود بين الزملاء بعضهم البعض، ومن لا يعرف معنى الحرم الجامعي لا يستحق دخوله، وعلي الجامعات ألا تقدم العلم فقط .. بل التربية والأخلاق أيضاً. وترى أسماء مراد- خريجة جامعة عين شمس العام الماضي- أن التعليم ما قبل الجامعي له الأثر الكبير في نشأة الطالب التربوية، والمدرسة والجامعة ليسا للعلم فقط، ولكن هناك المثٌل العليا والقيم والأخلاق بجوار المعرفة والعلم، وتصف ما حدث بانعدام للقدوة.