ممثلة وحرامي ومجنون ومتحرش وموظف وبواب وأرستقراطي وفتاة يائسة وزوجة خائنة.. كلهم يعيشون 90 دقيقة بين الموت والحياة صلاح أبوسيف وزوجته تعطل بهما الأسانسير وكادا يختنقان.. فروى الواقعة لنجيب محفوظ ليحولها إلي فيلم عمارة "ليبون" بالزمالك التي شهدت تصوير الفيلم كان يسكنها المشاهير.. وتضم حالياً أغلى شقق في مصر الفيلم يحتل المركز ال58 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية ورغم ذلك فشل في الصمود جماهيرياً أمام "سر طاقية الإخفاء"! بخلاف دور الممثلة.. تعمد المؤلف أن يترك كل شخصيات الفيلم بلا أسماء في ظاهرة لم تتكرر في تاريخ السينما الحل السحري للنجاة في رأي "المجنون" هو: إحنا اتعزلنا عن العالم.. يا ترى نستسلم ولّا نقاوم ونكافح علشان نعيش؟! المشوار الفني لمخرج الواقعية صلاح أبوسيف يمتد لنحو 50 عاماً قدم خلالها 50 فيلماً منهم 40 فيلماً نال عنها جوائز وأوسمة كثيرة في مهرجانات عربية ودولية، كما أنه يتصدر قائمة مخرجي أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية برصيد 11 فيلماً، واشترك أبو سيف في كتابة السيناريو لجميع أفلامه لأنه كان يعتبره أهم مراحل إعداد الفيلم.. فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيئ ولكن العكس غير ممكن، ورغم روعة أعمال أبو سيف الواقعية مثل "ريا وسكينة" و"الفتوة" و"بداية ونهاية" و"الزوجة الثانية" و"القاهرة 30" و"المواطن مصري" وغيرها، لكن أغربها وأكثرها دهشة وروعة هو بالتأكيد "بين السماء والأرض" والذي كان تجربة فريدة من نوعها امتزج فيها الواقع بالخيال في قالب سينمائي ممتع سنتوقف مع كواليسه في السطور التالية. البداية الواقعية عند صلاح أبوسيف كانت تعني أن ترى الواقع وتنفذ ببصرك وبصيرتك في أعماقه وتدرك وتعي جذور الظاهرة، وليس فقط أن تكتفي برصد ملامحها أو تمر عليها بحيادية، وفيلمه "بين السماء والأرض " من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية ككل، والفيلم يجمع خفة الكوميديا والدراما الاجتماعية ذات الصبغة الإنسانية، وهو مأخوذ عن قصة للأديب العالمي "نجيب محفوظ "، وتدور معظم أحداث الفيلم داخل أسانسير احدى العمارات والذي يتعطل فجأة ليصنع سجناً صغيراً لشخصيات الفيلم الذين يصبحون في مأزق وتتعرض حياتهم للخطر، فيدفعهم الاقتراب من الموت إلى التعبير عما بداخلهم بلا أي رتوش حتي ولو وصل الأمر لفضحها فيما يشبه مشهد "الاعتراف" والذي تكرر بعدها ب5 سنوات في مسرحية "سكة السلامة"، 15 إنساناً داخل أسانسير لكل منهم حكايته، منهم الممثلة والحرامي والمجنون والمتحرش والبواب والأرستقراطي والفتاة اليائسة والزوجة الخائنة والخائن لصديقه، كلهم موجودون في مساحة لا تتعدي أمتاراً قليلة، وهذا الموقف يتيح لنا التعرف إلى شرائح اجتماعية مختلفة وتصرفات وسلوكيات تتشكل بظروف هذه اللحظة النادرة. رمزية الأسانسير الفيلم بطولة هند رستم، محمود المليجي، عبدالسلام النابلسي، سعيد أبو بكر، عبد المنعم مدبولي ونخبة كبيرة من نجوم المسرح وقتها، وكتب له السيناريو والحوار "السيد بدير" و"صلاح أبو سيف" وتم إنتاجه عام 1959 وهو يحتل المركز ال58 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، والغريب أن عام 1959 شهد منافسة كبيرة بين أفلام متميزة حققت إيرادات ونجاحاً جماهيرياً مثل "سر طاقية الإخفاء" و"العتبة الخضراء" و"صراع في النيل" و"أنا حرة" و"حسن ونعيمة" و"بين الأطلال" و"إسماعيل ياسين في الطيران".. لكن اللافت أن أقلهما نجاحاً وإيرادات هما في رأي النقاد الأكثر قيمة فنية وعمقاً وهما "دعاء الكروان" و"بين السماء والأرض" والذي كان مؤلفه ومخرجه وأبطاله واضحين في رسالتهم سواء بشكل مباشر أو عن طريق الاسقاط.. الأسانسير يرمز للمجتمع المسجون بداخله كل الفئات والأنماط، وتشتبك أزمتهم العامة وهي سجنهم داخل "أسانسير عطلان" مع أزماتهم الشخصية، والطريف أن وقتها بعض الصحف الفنية اعتبرت هذا الفيلم لصالح السلطة ومعبرا عن الطبقة العاملة الجديدة الصاعدة، ولكن الحقيقة - ومن سوابق كثيرة لصلاح أبو سيف ونجيب محفوظ - كان العكس هو الصحيح، والنتيجة النهائية أن مبدعي هذا الفيلم وضعوا المجتمع نفسه بكل سلبياته في"سجن الأسانسير"، واللافت هنا أنه بخلاف الممثلة.. تعمد المؤلف أن يترك كل شخصيات الفيلم بلا أسماء في ظاهرة لم تتكرر في تاريخ السينما.. وكأنه يعتبرهم مجرد رموز لنماذج تتكرر كثيراً بغض النظر عن تفاصيلهم. رسائل إذا قررت مشاهدة الفيلم الآن فحاول أن تتوقف عند بعض المشاهد التي قد تمر عليك سريعاً، يبدأ الراوي – وهو صوت الممثل سعيد أبو بكر– في تمهيد للحكاية بأننا في القاهرة في عز الصيف.. فتخيلوا حال الموجودين بداخل الاسانسير فيما بعد ودرجة الحرارة اصلاً تقترب من الأربعين؟ ولمن يدعون أن "الزمن الجميل" كان الجميع فيه يتعامل مع المرأة بلطف ولم يكن موجوداً ما يعرف بالتحرش.. الفيلم في بدايته عندما ظهرت هند رستم وهي تجر كلبها نحو مدخل العمارة الكل تهافت وراءها سواء بالنظر أو المعاكسة التي كانت بمقاييس عصرنا "لطيفة".. ثم امتد الأمر إلي اللمس وهو ما جعلها تقولها صراحة "فيه أفلام لكن مفيش أخلاق"، والغريب أن سعة الاسانسير13 فرداً فقط بالإضافة إلي العامل.. وبالفعل تم الالتزام بهذا الرقم ولكن بعد ذلك صمم شخص واحد علي الركوب "عبد السلام النابلسي" ليصبح العدد الفعلي 15 شخصاً، في بداية الأحداث يظهر مجرم يقف في مدخل العمارة ويلقي تعليمات صارمة على أحد مساعديه "لو باظت عملية النهارده روحنا في داهية"، الرجل هو محمود المليجي الذي كان يخفي وجهه بصحيفة الجمهورية الصادرة بمانشيت عريض يقول: "كيف ترشح نفسك؟"، أحد الركاب "شفيق نور الدين" أصلاً كان في طريقه للنزول من الأسانيسر لكنه من الزحام صعد مرة أخري ليواجه مصيره مضطراً.. وهو تقريباً كان يمثل "وجه الخير" الوحيد بالمكان، وعرفنا في نهاية الفيلم أن ما اعتقدها "كارثة" كانت نعمة لأن صديقه الذي كان سيوصله عمل حادثا بسيارته ومات، وخلال سجن الجميع هناك مواقف شديدة الرمزية.. مثلا الوحيد الذي كشف "الحرامي الصغير" هو "حرامي أكبر" وأكثر خبرة، وفي الوقت نفسه هناك شاب على سطح العمارة ويحاول الانتحار بالقفز من أعلى، البواب كان مشغولاً بالحلاقة ثم الحديث مع أصحابه بخصوص الرهان علي "بلبل أو نبوية" في سباق الخيل.. علماً بأنها كانت قديماً عادة الباشاوات وهو ما يوحي بتغير الزمن، بينما وكيل العمارة كان مشغولاً بالمعاكسة في التليفون، حتي الصبي "محمدين" الذي ذهب الساعة 3 لنادي الترسانة ليبحث عن المهندس الذي سيصلح الأسانسير نسي كل شيء وجلس لمشاهدة مباراة كرة قدم، وقتها كان "الشواكيش" من أقوي الفرق المصرية وأقوى منافسي الأهلي والزمالك قبل أن يستقر حاله الآن بدوري المظاليم في هذا العصر، وحين يغيب "الخبير" القادر على الإنقاذ.. يصبح البشر ضحايا لتجربة عشوائية يقوم بها بواب جاهل فيدفع الأسانسير للصعود والهبوط بجنون ثم يتعطل بهم تماماً.. هم كما يقول الوصف "يتدحرجون"، وهنا نجد "الأونطجي" الذي يدعي أن محفظته كان بها ألف جنيه بينما كل ما فيها 170 قرشا فقط، وفي اللحظة التي يأتي فيها طفل بريء للحياة داخل الأسانسير.. يغادر فيها عجوز متصابي الدنيا، ورغم أن النجمة السينمائية كانت في طريقها لتصوير فيلم علي "سطح العمارة".. جاء مشهد النهاية موحياً جداً وهي تقنع المخرج الذي كان ينتظرها بعد إنقاذها "علي الأرض" بأن يحول قصة الأسانسير الواقعية لفيلم، حيث ظل المصعد معلقاً نحو 90 دقيقة تقريباً توحدت فيها مصائر ممثلين عن كل الطبقات.. وكعادة صلاح أبو سيف ترك لنا خيطاً مفتوحاً خاصا بدور "المجنون" الذي كانت كل تصرفاته طوال الرحلة تدل علي عدم اتزانه.. لكنه في المشهد الأخير يتصرف بعقلانية مؤكداً أن زوجته أبلغت عنه مستشفي المجانين بسبب خلافات بينهما.. وانتهي الفيلم ولم نعرف هل هو عاقل أم مجنون؟!.
واقعية سحرية الفيلم ليس مثل واقعية "الفتوة" مثلاً، لكنها واقعية ممزوجة بالسحر يفقد معها المشاهد القدرة على التمييز بين الواقع والخيال، تتر الفيلم وبداية الموسيقى التصويرية لفؤاد الظاهري فيها من الروعة ما يكفي لأن يجعلك تركز سمعك وبصرك مع الأحداث منذ اللحظة الأولى، مشاهد افتتاحية وثائقية للشارع المصري في فصل الصيف ورصد لوجوه حقيقية من المصريين العاديين، بطولة جماعية لم نجد معها أي شخص يطغى على الآخر، الكل له حكاية يرويها وإن كانت في كلمات قليلة أو لقطات معدودة، عبقرية اللقطات قبل دخول المصعد في أنها كانت تهتم بالمجموع وليس بنجم أوحد، مثلاً رغم نجومية هند رستم إلا أنها كانت جزءًا من المشهد ليس أكثر، موضوعنا هنا لم يكن انتصار الخير وهزيمة الشر بل تشريح الواقع كما هو، كادرات مدير التصوير وحيد فريد كانت مثل اللوحة المرسومة، تستمتع بمشاهدة كل شخص في ظل المجموع فلا يوجد بطل للكادر، "خلجات نضيفة وقلوب عالم بها ربنا" ربما هذه هي أقوى جمل الحوار التي قالها السفرجي تلخيصاً لما يعاني منه المجتمع من زيف وتصنع في رأي صناع الفيلم، حوار آخر جاء علي لسان "المجنون" في عز الأزمة جاء فيه: الزعل مش هينفع يا جماعة.. لازم نفكر في مستقبلنا.. إحنا اتعزلنا عن العالم خالص.. يا ترى نستسلم ونسلِّم؟! ولّا نقاوم ونكافح علشان نعيش؟ أحنا نقسِّم نفسنا فرق فرق فرق، ناس تقلع، ناس تزرع.. الستات تعجن، الرجالة تخبز.. نعمل بطاقات تموين، عشان القوي ماياكولش الضعيف.. بعد شوية هانتخانق على الهوا! يمكن نقتل بعض الموجودين، علشان الهوا يكفي الباقيين.. بس فيه عيب واحد في المشروع ده.. جثث القتلي هاتخلي ريحة الأسانسير وحشة خالص!، الناقد السينمائي محمود عبدالشكور لخص الحكاية قائلاً: الفيلم كوميديا سوداء فى حدودها الرفيعة، 15 شخصية بين الموت والحياة، ومع ذلك، نضحك ونتأمل، بل ولا يعدم الفيلم بعدا سياسيا واضحا: مجتمع تحت الميكروسكوب، معلّق فى الفراغ، قواه القديمة ما زالت تتصارع مع قواه الجديدة الصاعدة، طبقات مختلفة تختبر تعايشها الجديد، فى ظروف استثنائية، إلى حد كبير، تتغلب الفردية والأنانية، يبدو المجتمع وكأن أفكارًا وقيما جديدة تجذبه إلى أعلى، بينما تصارع القيم والأفكار القديمة لكى تشدّه إلى أسفل، السيناريو وبراعة المخرج تدخلان المتفرج فورا إلى قلب الأسانسير، تجعلانه جزءًا من لعبة الصعود والهبوط، كاستنج مذهل، وأداء لا ينسى من كل الممثلين، تكثيف رائع للزمن من خلال المونتاج، أظن أن المشكلة الأكبر التى واجهها المتفرج أنه لم يجد بطلا للفيلم، أقصد هنا البطل السوبر الذى يضرب ويحقق الخير فى معظم أفلام الأبيض والأسود، أو البطل الرومانسى الذى يفوز بقلب المحبوبة، ليس هذا فحسب، فقد اكتظ الفيلم، بديلا عن صورة البطل التقليدية، بعدد كبير ممن يستحقون لقب البطل الضد: لص خزائن، نشال، زوجة تخون زوجها، ممثلة متعالية، مدير عمارة يلهو مع صديقته، بوابون أقرب إلى الأطفال فى سوء تصرفهم ونزقهم، ارستقراطي يثير السخرية، مجنون هارب من المستشفى، مخرج متشدد متفرنج، رجل عجوز يريد الزواج من شابة صغيرة، امرأة على وشك الوضع، امتلأ الفيلم بنقيض البطل التقليدى على طول الخط، أما المنقذون من رجال المطافئ فهم شخصيات لا يعرفها أحد، كان الفيلم، دون قصد، على عكس الموجة بشكل كامل. المكان كثيرون لا يعرفون أن قصة الفيلم واقعية، في عدد لمجلة آخر ساعة صدر في أكتوبر 1959 وقبل عرض الفيلم بأيام سرد تقرير كواليسه، وجاء فيه "تسبب موقف تعرض له المخرج صلاح أبوسيف، في ظهور فيلم جديد علي شاشة السينما العربية، فيلم لم يسبق للسينما في العالم أن تعرضت لفكرته أو عالجته، البداية عندما مرضت زوجة أبوسيف، وكان لابد من عرضها علي طبيب أخصائي فاصطحبها صلاح إلي عيادة الطبيب الكائنة بالدور الثامن بإحدي العمارات الشاهقة، وركبا الأسانسير بمفردهما، ولم يكد الأسانسير يصل إلي الدور الخامس ويتعداه إلي السادس حتي توقف بين الدورين، بدأ صلاح أبوسيف وزوجته بالصراخ داخل الأسانسير، وأخذا يدقان الباب بقوة ولكن دون جدوي، وبدأ القلق يتسرب إليهما وشعرا بالضيق والتوتر، وكادت زوجته أن تفقد وعيها، وازدادت عليها آلام المرض نتيجة قلقها النفسي، مرت الدقائق بطيئة علي صلاح أبوسيف، وتضاعفت ثورته، وبدأ سكان العمارة يشعرون به، وحاولوا مساعدته وزوجته، وخلال ذلك إذا بالأسانسير يعود للعمل فجأة فيرتفع صاعدا، وينجو صلاح وزوجته من الخوف من الموت الذي واجههما ما يزيد علي الساعة، دخلت زوجة صلاح إلي الطبيب وجلس هو يفكر في الموقف ويتساءل ماذا كان يحدث لو أن الأسانسير كان مزدحما بالناس وتعطل بهم أكثر من ساعة، وماذا يكون موقفهم وهم معلقون بين السماء والأرض في انتظار مصيرهم في قلق وفزع؟! وسجل أبوسيف خواطره وأحاسيسه وصور ما رآه من انفعالات زوجته وجزعها ولهفتهما إلى الخروج من هذا المأزق وإنقاذ نفسيهما من هذا المصر المؤلم، سجل كل شيء بسرعة ودقة وصراحة، ليجد بين يديه فكرة رائعة لفيلم جديد أكثر جرأة وإثارة"... وقد روي صلاح أبوسيف بعد ذلك أنه اتصل بالأديب الكبير نجيب محفوظ وروي له ما حدث له فصاغه في قصة الفيلم، وتم تصوير مشاهد الأسانسير من خلال ديكور قابل للفك والتركيب لتصبح هناك 4 زوايا للتصوير، أما العمارة نفسها التي كان يتجه إلي مصعدها كل الفنانين فهي عمارة "ليبون" في الزمالك، ومن الغرائب أن هذه العمارة ونحن في 2019 وبعد 60 عاماً من تصوير الفيلم هي أغلي عمارة سكنية في مصر، ومنذ 8 أعوام فقط كان سعر المتر في العمارة 40 ألف جنيه.. ولكن مؤخراً تم عرض إحدى شققها للبيع وكانت مساحتها 300 متر مقابل 26 مليوناً و500 ألف جنيه.. أي أن سعر المتر الواحد تقريباً يساوي 90 ألف جنيه! والعمارة تطل علي النيل بشارع الجبلاية بجانب حديقة الأسماك، وصممها المهندس المعمارى أنطوان سليم نحاس فى بداية الخمسينات، والخواجة تشارلز ليبون الذي سميت باسمه العمارة كان من عائلة يهودية فرنسية سمح لها محمد علي والى مصر بالاستثمار، فتأسست شركة ليبون لتوفير النور الكهربى لشوارع الإسكندرية فى عام 1865 وبعدها حصلت علي امتياز إنارة شوارع القاهرة، بعد عرض الفيلم بعامين فقط انتقلت ملكية العمارة للحكومة المصرية بعد تأميم الممتلكات الأجنبية، ومن أشهر سكان هذه العمارة فاتن حمامة وليلى فوزى وفريد الأطرش وساميه جمال ورشدي أباظة ومحرم فؤاد ونجاة والكاتب الكبير علي أمين وشيريهان وغيرهم.