بعد احتفال بطعم الحزن العام الماضي.. يحتفل الأخوة الأقباط هذا العام بعيد القداس بطعم الثورة.. وذلك على الرغم من وجود بعض المخاوف.. تحدثنا مع المفكر القبطي جمال أسعد عن أوضاع المسيحيين في هذا العيد. كيف ترى الاحتفال بالعيد هذا العام؟ بالتأكيد الاحتفال هذا العام مختلف بشكل كبير وخصوصا أنه أول عيد بعد ثورة 25 يناير، فأشعر بأنه له مذاق مختلف تماما عما كان قبل الثورة، وخصوصا أن العام الماضي الاحتفال كان حزينا بعد حادث كنيسة القديسين، هذا بجانب أن هناك مناخا مختلفا به أساس واضح، وقد أسقطنا حاجز الخوف وأزلنا كل الخطوط الحمراء، وأصبحنا مواطنون كاملي الأهلية، ونستطيع أن نعبر عن أنفسنا كمواطنين سواء مسلمين أو مسيحيين، ولا رجعة في ذلك أبدا برغم وجود مشاكل تعطل مسيرة الثورة، ولكن هناك أمل واسع بأننا لن نعود لما قبل ثورة يناير، وبهذا الضمير الثوري سيتم تجاوز كل المشاكل التي تواجهنا. ما تعليقك على سيطرة الإسلاميين على البرلمان بجانب تصريحات البعض بتحريم تهنئة الأقباط بعيدهم؟ هؤلاء أساءوا للتيار الإسلامي، وخصوصا بعد صعودهم للبرلمان، وقد كانت هذه بداية لإصلاح موقف والتعرف على نظام سياسي في الحكم بدلا من وجودهم في مقاعد المعارضة، ولكن أقول لهم أن الاستكبار والغرور لا يصلح للحكم، فلابد أن يكون هناك توافق وطني على كل قراراتهم، لأن الحاكم مسئول عن كل الشعب وليس عن التيار الإسلامي فقط. وما رأيك فيما قام به الإخوان والسلفيين من تأمين للكنائس؟ هذا شئ مقبول بالطبع حتى يتم عمل تهدئة لهذه التصريحات التي تحمل الفزع لدي الأقباط، وحتى المسلمين غير المنتمين للتيار السلفي أو الأخوان ويخشون من هؤلاء بشكل كبير. ولكن هل مازال المسيحيين يشعرون بالخوف؟ المواطن العادي يجب أن يشعر بالخوف طبعا، فعندما نسمع عن عدم تهنئة الأقباط لأنهم كفار، فأقول لهم أن هذا ليس له علاقة بصحيح الإسلام، فهؤلاء يعيشون في زمن مضى، فابن تيمية قال(من يفتي الناس في غير زمانهم فهو ظالم)، فعلى هؤلاء أن يعوا هذا المسار الفقهي ويخضعوا لفقه الواقع، ولا يحرفون ذلك. وما هي دعوتك وأنت تحتفل بالقداس؟ أدعو للحب والسلام والمحبة، وفي إطار التمنيات فالأمنية الحقيقية أن تنتشر ثقافة الثورة بين المواطنين حتى نحقق الثورة على أرض الواقع، فيجب أن تكون هناك ثقافة ثورية صحيحة.