كثيرا ما نسمع عن اكتشاف سرداب أثري بالإسكندرية.. وبالأمس تم اكتشاف سرداب يمر أسفل قصر الأمير عمر طوسون بمحرم بك.. بعد حدوث هبوط أرضي.. وكشف الحي أن هذا الهبوط ناتج عن أعمال حفر وتنقيب عن الآثار أسفل قصر الأمير عمر طوسون.. فما هي حكاية سراديب الإسكندرية والتي ينسج حولها الأهالي العديد من الأساطير؟.. هذا ما نجيب عنه في التحقيق التالي.. في البداية أكد الأثري جمال صديق أن الإسكندرية بنيت منذ عام 334 ق.م وكانت عاصمة مصر لقرن من الزمن وشهدت بناء المدينة في العصر البطلمى ثم عصر الرومان وأخيرًا بعد الفتوحات الإسلامية، وفي كل عصر كانت تبنى فيه البلد فوق آثار وصهاريج مياه، وقد تتحرك المياه الجوفية أو تنفجر ماسورة صرف فتتحرك الأتربة أو الطبقات الرقيقة من التربة وتدخل في فتحات السراديب والكهوف الموجودة في باطن الأرض، ومع كثرة هذه المواد تتم زحزحة في الطبقات السفلية ما يؤثر على الطبقة السطحية فتحدث ظاهرت الهبوط. كما يؤكد الدكتور عادل الكردي- أستاذ الهندسة بجامعة الإسكندرية- أن الإسكندرية بها مناطق آثار عديدة ويوجد بها سراديب كثيرة وقد يحدث تسرب من مواسير المياه أو الصرف الصحي مما يؤدي إلي نزول المواد الناعمة داخل السراديب، وأضاف أن الإسكندرية الحالية أسفلها مدينة أخري وبها سراديب وكهوف عديدة، وأن الأرض بها فراغات وفجوات. ويؤكد بعض المتخصصين أن هذه السراديب كانت مصممة خصيصا لهروب الملك عند حدوث ثورات مفاجئة. وتوجد أيضا سراديب الموتى، أو مقابر كوم الشقافة، الواقعة في حي كرموز، والتي تعتبر من أشهر السراديب التي تحوي الكثير من الألغاز والأسرار التي ترجع إلى العصر الروماني، وتم اكتشافها بالصدفة عام 1900، عندما غاصت أرجل حمار في بئر كان مدفونا، وهي ترجع إلى القرن الثاني الميلادي والعصر الروماني. وينسج كثير من أهالي الإسكندرية العديد من الأساطير حول هذه السراديب، ومنها ما حدث في 2007 عندما اختفى أحد الأشخاص في ظروف غامضة داخل محل لبيع الأحذية يمتلكه في شارع النبي دانيال، وأكدت زوجته أنه وجد حفرة كبيرة ابتلعت كل البضاعة، ونزل أسفل الحفرة الموجودة في المحل ولم يصعد مرة أخرى إلى سطح الأرض. وأشهر حادثة اقترنت بشارع وسراديب النبي دانيال، هي واقعة اختفاء فتاة جميلة بصحبة خطيبها في وضح النهار، إذ ابتلعتها الأرض، واختفت ولم يُعثر عليها، وأكد البعض وقتها أن السراديب ابتلعتها. ويعتقد البعض أن هناك لعنة بالشارع من فعل الإسكندر المقدوني عندما بنى الإسكندرية، حتى لا يتمكن أحد من معرفة أسراره، وهناك من يؤكد أن هناك أشباح موجودة أسفل سرداب وشارع النبي دانيال، وهذه الأشباح هي التي كانت تخرج وتبتلع الفتيات. ومنذ عقود كان هناك شخص يوناني يدعى" ستيليو" كان يعمل جرسونا بالإسكندرية، وكان لديه هوس شديد للبحث عن مقبرة الاسكندر الأكبر، وأنفق كافة أمواله للوصول إلى السرداب الذي يوصله لهذه المقبرة ومات دون أن يعثر على شيء. كما حاول الدكتور جان إيف إمبرور، مؤسس مركز دراسات الإسكندرية، منذ أكثر من مائة عام حل لغز سرداب النبي دانيال أو البحث عن منارة الإسكندرية القديمة، ووضع عدة أبحاث تاريخية توضح تجربته الاستكشافية، وأكد أن الإسكندرية منذ بدايات الامتداد الساحلي للإسكندرية السفلية، أو الجزء الغارق من المدينة القديمة، يمتد من أبي قير شرقًا، إلى أقصى غرب المدينة وبذلك الشريط يوجد نحو 28 مدينة ساحلية غارقة، على طول الساحل الغربي للإسكندرية، من العجمي حتى مدينة السلُّوم الحدودية.