خبراء التدريس يقولون أن الطالب عندما يحضر مُحاضرة لمادة لا يكرهها, فإنه بنهاية تلك المُحاضرة يكون قد إستوعب حوالى 60% مما شرحه المُعلم, وعندما يعود الطالب إلى منزله فسوف تنخفض نسبة ما قد إستوعبه مِن المُحاضرة إلى 40%, وعند مرور اليوم الأول على المُحاضرة بدون مراجعتها فإن النسبة تنخفض مرة أخرى لتصل إلى 25%, وبمرور الوقت تنخفض النسبة أكثر وأكثر إلى أن ينسى الطالب كل ما تم شرحه, بل ربما ينسى أيضاً إسم المادة وإسم مُعلمها, وقياساًعلى ذلك فعندما يُقص على إنسان مِن عصور مضت, ولنفترض مُنذ 5000 عام مِن اليوم, عندما يُقص عليه قصة ما ناجحة ومُلهمة, وقام بأحداثها أشخاص صالحون, فإنه سوف يتذكر مِن تفاصيلها ما يُعادل 60%, وبمرور الزمن وبإختلاف الأشخاص سوف تختلف أحداث تلك القصة, والتى هى بالأساس لم يتم إستيعاب مِن أحداثها سوى 60%, وال40% المتبقية سوف يضطر السامع إلى تأليفها عند حكيها على آخر, والتالى يوماً بعد يوم ستتلاشى القصة بأحداثها وبتفاصيلها وبقيمتها التى جعلت مِنها قصة مُلهمة, خاصة إذا ما أخذنا فى الإعتبار عدم تسجيله لأحداثها تسجيلاً مرئياً أو صوتياً أو حتى تسجيلاً بالكتابة, أو أنه ربما يكون قد سجلها ولكن وقع ذلك التسجيل فى يد مَن لا ضمير لهم, وأصبح رهينة لأهواءهم وتحريفاتهم لأحداث القصة, نفس الشئ حدث مع رسائل الله الإلهية لبنى الإنسان, ففى البدء كان يرسل الله الرسالة مع نبى ما فى زمان ومكان ما وإلى قوم معينين, ومِن هؤلاء القوم أناساً يستوعبون الرسالة بنسب مُختلفة, كُلّ حسب مستوى إدراكه وإستيعابه, ولكن بمرور الوقت يختفى النبى وتتعاقب الأجيال, وتصلهم نسخة الرسالة بها تشويه عفوى أو مُتعمد, ولا فرق فالنتيجة واحدة, وبمرور الوقت مرات ومرات يسوء الوضع أكثر, ويزداد تشويه الرسالة إلى الحد الذى يجعل مِنها خرافية عبثية فاقدة للقيمة, وربما تُصبح ضد الإنسان ذاته ومدمرة لحياته, بالإضافة إلى أنها سوف تجعل مِن مُتبعيها أناساً بُلهاء سُذج, يؤمنون بأشياء غير منطقية, أناساً حولوا أشخاصاً عاديين مِن منزلتهم الطبيعية إلى منزلة الإنبياء أو الملائكة, أو ربما يرفعونهم إلى مرتبة الإلهة, أو جعلتهم يتحزبون لصفات شئ ما وينسون الشئ نفسه, مثلما حدث في شبه الجزيرة العربية قبل نزول الإسلام, أو ما بات يعرف بفترة الجاهلية, وذلك حينما كان سكان تلك المنطقة يصنعون التماثيل ل360 إله هم في الأساس أشخاص عاديون أو ربما ظواهر طبيعية أو ما شابه ذلك, وكل ذلك ناتج عن إختلاف مستويات الإدراك والإستيعاب مِن شخص لآخر, والذى مِن خلاله يستوعب كُلّ مِنا الرسالة, بالإضافة إلى إختلاف إمكانيات وقدرات كُلّ مِنا, والتى مِن خلالها يطبق كُلّ مِنا الرسالة طبقاً لمدى فهمه لها, وعليه سنجد المتطرف والمتشدد والوسطى والمتساهل واللامُبالى, ومثل تلك الأشياء هى التى تُفسر لنا ما حدث قبل وأثناء حكم إخناتون. - مَن هو إخناتون؟ "نفر خبرو رع" أو إخناتون أو آمنوفيس الرابع أو آمنحتب الرابع هو أحد ملوك الأسرة ال18, والتى بدأ عصرها فى القرن ال16 قبل الميلاد بعد طرد الهكسوس, وتعتبر هى أولى أسرات عصر الإمبراطورية المصرية, ويُعد إخناتون أحد أشهر الملوك فى التاريخ, فلازمه الصخب ورافقته الألغاز حياً وميتاً, والده هو الملك آمنحتب الثالث وقد سبقه فى الحكم مباشرة, ووالدته هى الملكة العظيمة تى, وقد كان لها باع عظيم فى شئون السياسة والحكم فى عصرها, تزوج إخناتون مِن الملكة الجميلة الذكية نفرتيتى, وأنجب مِنها 6 فتيات جميلات, بالإضافة إلى إنجابه لولده الوحيد توت عنخ آمون مِن زوجة ثانوية كانت تُدعى كيا, حكم إخناتون البلاد ومعه نفرتيتى لمدة 17 عام, هذا بالإضافة إلى إشتراكه فى الحكم مع والده لمدة تتراوح ما بين ال9 وال12 عام, وكل ذلك كان فى مُنتصف القرن ال14 قبل الميلاد, كان إخناتون شخصاً متأملاً مِن صغره, وعقله يحمل العديد مِن الأفكار والتصورات والرؤى عن توحيد الإله والإبتعاد عن التحزبات لصفاته, وأيضاً رؤى حول أخوية البشر ووحدتهم والمساواة بينهم, حاول إخناتون تطبيق مفاهيمه وتصوراته ورؤاه, وأصاب وأخطأ, وسنرى ذلك فى السطور التالية. - ثورة إخناتون الدينية: بعد أن طرد الملك أحمس الهكسوس من مصر وأسس بذلك الاسرة ال18, إسترجع المصريين أمجاد الماضى وأصبح من الضرورى عليهم تأمين البلاد ضد خطر عودة الهكسوس مرة أخرى أو ضد أى خطر آخر, فكان لزاماً عليهم السيطرة على الممالك المجاورة لمصر, وتمت تلك السيطرة بأساليب عدة, فكانت إما سياسياً وإقتصادياً بإقامة العلاقات والتحالفات, أو بالقوة العسكرية, وذلك ليس طمعاً فيما لديهم لأن مصر أغنى بكثير, وأيضاً ليس لإستعبادهم وتسخيرهم فى أعمال الإنشاء, لأن عدد المصريين كان بالملايين مِن آلاف السنين, فضلاً عن أن إقامة الأعمال الإنشائية لم تتم بالسخرة, بل كانت تتم مِن مُنطلق وطنى وإيمانى تَعبُدى بحت, أما بالنسبة لعملية السيطرة فكانت تطبيقاً لما أصبح معروفاً فى عصرنا بالحفاظ على المجال الحيوى للدولة أو بالأمن القومى, وكل ذلك كان يتم تحت راية آمون, مما أدى إلى تقوية نفوذ كهنة طيبة مركز عبادة آمون. ذلك النفوذ الذى جعل كبير الكهنة حينها تتخطى ثروته مجمل ثروة الأسرة الحاكمة, وأصبح يتحكم فى جيش جرار, ليس فقط من الجنود والضباط, بل مِن صغار الكهنة والكتبة والموظفين وبعض رجال الدولة, الأمر الذى أقلق الملوك بشدة وقرروا إتباع سياسة تقليم الأظافر مع كل رجال الدين لتقليل سلطاتهم, وذلك عن طريق تقوية عبادة (رع) فى الشمال فى مدينة عين شمس, فى مواجهة عبادة (آمون) فى الجنوب, وذلك لكى يحدث التوازن بين رجال الدين, وظل أغلب الملوك يحاولون الموازنة بين الفريقين, بالعنف تارة وبالسياسة تارة أخرى, ومن أمثلة ذلك بناء الملكة العظيمة "حتشبسوت" معبد لأتباع رع فى الدير البحرى بالجنوب, وأيضاً إزلة تحتمس الرابع الرمال من حول تمثال أبو الهول كما رأى فى منامه, وإستمروا هكذا حتى زاد الشحن هنا وهناك, وبدأت المؤامرات تُحاك من كلا الفريقين ضد بعضهما البعض. ⦁ ملحوظة : ليس معنى أنهم عبدوا "آمون" فى الجنوب, و"رع" فى الشمال أن هناك تعدد للآلهة, كل ما فى الأمر أنها صفات للإله الواحد الأحد (الله), وتحزبوا لها بدلاً مِن أن يتحدوا حول الإله ذاته, فمعنى لفظ آمون هو الإله الخفى أو الإله في صفته الخفية, ومعنى لفظ رع هو الإله الظاهر أو ظهور قوة الإله, مثل الظاهر والباطن فى أسماء الله الحسنى فى الإسلام, فليس معنى أنهم 99 إسم أنهم أصبحوا 99 إله. وحدث ما لا يحمد عقباه, فقد إنقسمت المملكة دينياً وسياسياً, فأصبح الملك وجزء من الشعب يدعمون "رع", وكهنة طيبة وأحزابهم والباقى من الشعب يدعمون "آمون", وإشتعلت نيران الحرب بينهما, وفى ظل هذا تدهورت أحوال البلاد, وفقد المصريين جوهر عبادتهم, وتحزبوا للمسميات الطائفية, وربما نستشف مِن تلك الحالة السيئة أنهم رفعوا شعارات طائفية وعنصرية ك { أنا أعبد آمون والاخر كافر لانه يعبد رع }. وإستغل الكهنة من كلا الجانبين حالة التخبط هذه وشجعوها, لانها أكسبتهم الكثير مِن السيطرة والكثير من الأموال, فمن مصلحة الكهنة أن تتعدد الآلهة, لان ذلك يعنى تعدد المعابد, وبالتالى تزيد المطالبة بإرضاء الألهة, وسينتج عن ذلك زيادة القرابين, والمتحكم فى مصير تلك القرابين والمستفيد الأوحد منها هم الكهنة. وظل الوضع يزداد سوءاً أثناء فترة حكم الملك أمنوفيس الثالث "امنحوتب الثالث", وتفاقم بعد وفاته وتولى من بعده إبنه أمنوفيس الرابع "امنحوتب الرابع", الذى بدوره إنقلب على الجميع, وقرر أن يوحد العبادة مرة أخرى, ومِن هنا ظهر "آتون", أى خالق الشمس أو القوة المتحكمة فى الشمس, وعليه فقد رمز له بقرص الشمس المنبسطة منه أشعه في نهايتها كفوف ترمز للعطاء والخير الإلهي, وعندما عرض الأمر على الكهنة من كلا الطرفين رفضا رفضاً شديداً, وذلك لأن هذا التحول الدينى سوف يفقدهم مكاسبهم الدينية, سواء كانت تلك المكاسب مكاسب مادية, أو مكاسب سلطوية ناتجة عن إستغلالهم السئ للدين تجاه الشعب, وعليه إضطر آمنحوتب الرابع إلى نقل مقر الحكم من طيبة مقر آمون, إلى مدينته الجديدة في تل العمارنة "خوت آتون / آخت آتون" أى أفق قرص الشمس, والتى بناها خصيصاً ل "آتون", وإضطهد كهنة "آمون", ودمر العديد من المعابد, ومنع تداول إسم "آمون" فى أرجاء المملكة, وقام بتغيير إسمه من "امنحوتب الرابع" أى حبيب آمون أو آمون مسرور, إلى "خون آتن / إخناتون" أى مرضى آتون أو هذا يرضى آتون. حكم "إخناتون" كما قلنا لمدة 17 عام, ساءت فيهم أحوال البلاد إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً, وبالطبع ساءت دينياً, لأنه إهتم فقط وعلى عجل بنشر مفهومه الجديد للألوهية, وإصطدم بالثقافة الموروثة من عقود الصراع الدينى, وبجهل العامة, وبمؤامرات الكهنة ضده لأنهم أصحاب مصلحة مباشرة, وأضاع بتصرفاته أمجاد أسلافه من علاقات وتحالفات سياسية وإقتصادية, كما فرط فى مجاله الحيوى بضياع السيطرة والإنتصارات العسكرية التى ورثها, الأمر الذى لم يقتصرعلى ضياع كل نفوذ مصر فى الممالك المجاورة, بل وصل إلى تمرد حكام الأقاليم عليه وعلى أوامره, ورفضهم الكامل لكل ما يفعل, وتحالفهم مع الكهنة وبعض ملوك الممالك الأخرى ضده. عَبَدَ "إخناتون" وزوجته "نفرتيتى" الإله "آتون", ومن أناشيد مناجاته للإله يظهر جلياً أنه لم يعبد الشمس نفسها, أو أشعتها كما فسر البعض, وإنما كان يعبد القوة الخفية الخالقة والمتحكمة فى قرص الشمس, وهو الخالق الواحد الأحد الأبدى السرمدى اللامتناهى وهو الله عز وجل. مات "إخناتون" وحكم من بعده "سمنخ كا رع", ثم من بعده حكم "توت آتون" إبن "إخناتون" من زوجته الثانوية "كيا", والذى تولى العرش فى سن التاسعة, وغير إسمه ليصبح "توت عنخ آمون" بضغط من الكهنة, ورجعت عبادة "آمون" مرة أخرى, وماتت بذلك الآتونية, ثم توفى الفرعون الشاب "توت عنخ آمون" فى سن التاسعة عشرة, وحكم من بعده ملك ضعيف إسمه "آى", ثم جاء من بعده أحد أعظم الفراعين, وصاحب أول قانون لحقوق الإنسان فى التاريخ, وقائد جيوش الإمبراطورية المصرية ألا وهو الفرعون العظيم "حور محب". - الإجابة على السؤال : هل كان إخناتون نبياً أم مُهرطقاً أم فرعوناً مَارقاً؟ - أولاً هل كان نبياً؟ ما وصلنا عنه مِن معلومات كفيلة بأن تشير لنا إلى أنه كان رجلاً حالماً مؤمناً, رأى فى الصراعات الدينية والطائفية خسارة كبيرة للإنسان, وعليه آمن بعقله ووجدانه ووصل إلى نتيجة مفادها أن بنى الإنسان أخوة لبعضهم البعض, وأن كل الأمم والشعوب يجب أن تترابط وتتحالف إنطلاقاً مِن محبتها لبعضها, وعبادتها لإله واحد أحد, بدلاً مِن أن تجتمع عنوة أو قهر بالسيطرة العسكرية, وكل تلك الأفكار والرؤى هى مبادئ كلية إنسانية, وإذا نظرنا إليها نظرة دينية فربما نعتبر الناطق بها نبي أو أحد الصالحين, أو على أقل تقدير سنعتبره مُصلح ومجدد دينى مِثل مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتى في أوروبا, أما إذا نظرنا إليها نظرة علمية فسوف نكون أمام فيلسوف عظيم إرتقى بعقله وفكره, وقفز وتخطى حدود القبلية والعرقية والطائفية, وإخترق برؤاه حاجز المألوف, وقرر إصلاح مجتمع الإنسان بتلك الأفكار, وعليه فالجزم بأنه نبى ونفى أنه فيلسوف أو العكس, هذا أمر شبه مستحيل حالياً, وذلك لأن القرآن يقول : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ, (غافر 78), وبالتالى ليس بالضرورة أن نكون على عِلم بكل الأنبياء, وأيضاً ما وصلنا مِن معلومات عن إخناتون لا تُجزم بأنه كان حقاً فيلسوفاً, وعليه يظل السؤال مطروحاً للأجيال القادمة, فربما يكتشفون أدلة وبراهين تثبت أحد الأمرين. - ثانياً هل كان مُهرطقاً؟ الهرطقة كلمة غريبة على مسامع المُسلم, ويفهمها بشكل أكثر المسيحى, ذلك لأنها ناتجة عن ثقافته الدينية, ويُوصف بِها كُل مَن شذ بفكره أو بتصوره مِن رجال الدين فى أمر معين يخص اللاهوت, وهذا تقييم رجال الدين له, فقط لأنه خالفهم فى الرأى أو التصور, ويوزاى كلمة الهرطقة فى الثقافة الإسلامية كلمة زندقة أو بِدعة, ويُقال شر الأمور مُحدِثاتها, فكُل مُحدِثة بِدعة, وكُل بِدعة ضلالة, وكُل ضلالة فى النار, فالمُهرطق هو المُحدِث المُبتدع فى نظر الأصوليين, اللذين هم أصحاب المصلحة والمستفيدين الأساسيين مِن الوضع القائم, سواء بالعوائد المادية أو بالتسلط والسيطرة على أتباعهم بالدين, وعليه عندما يَصف الكهنة إخناتون بأنه مُهرطق فيجيب علينا أن نسأل السؤال البديهى, وهو لماذا وصفوه بهذا الوصف اللعين؟! هل حقاً أتى إخناتون بكلام فارغ وأفكار لا تستحق المُناقشة؟! أم أنهم أرادوا تشويهه, والتسفيه مِن رؤاه وتصوراته أمام العامة خوفاً مِنه على مصالحهم؟!, وعليه سوف يعى كل عاقل أنه لم يكن إمعة أو مُهرطق, بل كان متبنياً لرؤية وفكر عظيمين, ولكن ربما يكون قد أساء تقدير الموقف, أو تعجل التغيير, أو أن تكون المقاومة والمؤامرات قد حالت دون نجاح ثورته. - ثالثاً هل كان فرعوناً مارقاً؟ المروق هو الشرود أو الإنحراف أو الخروج على المألوف أو التغريد خارج السرب, وفى حالتنا هذه فقد قرر إخناتون سلك مسالك مغايرة ومختلفة عن المسالك التى سلكها مَن سبقوه فى السياسة والدين, وفى كافة شئون الحكم, ولأن ذلك أثر بشكل سلبى على مصالح البعض فدبروا له المؤامرات, بالإضافة إلى آخرين رفضوا التعاون معه لخبرتهم الواسعة فى السياسة والعسكرية, وغيرهم وغيرهم ممن رأوا فى إدارته ضرر لمصالح البلاد, وهى بالفعل أضرت بالبلاد, ولكن لم تكن تلك الإدارة هى السبب الوحيد, وعليه فقد إلتقت مصالح وأهداف معارضيه, سواء كانوا مُنتفعين أو وطنيين مخلصين, ووقفوا جميعاً ضده, وإعادوا عقارب الساعة إلى الخلف, ولكن بالإصلاح نوعاً ما كما فعل الملك حور محب لاحقاً, وليست إعادة للوضع كما كان عليه حرفياً, وعليه ربما لو كانت الظروف غير الظروف, ولو كانت نظريته السياسية القائمة على التوحيد والإخاء والمساواة بين الأمم تبلورت بشكل أكثر واقعية, لكانت ربما تحل محل النظريات السياسية القائمة آنذاك, وأخيراً فى رأيى ان إخناتون لم يكن حاكماً مارقاً بالمعنى الذى نفهمه, بقدر ما كان يعتبر الرجل المُناسب فى المكان المُناسب, ولكن فى الزمان ومع الأشخاص غير المناسبين, وبالتالى فشلت مجهوداته, وإنهار حلمه بعد وفاته. سليل الفراعنة - Hesham Nady المراجع : - تاريخ مصر منذ أقدم العصور الى الفتح الفارسى - جيمس هنرى برستد - من ص235 إلى 282. - الادب والدين عند قدماء المصريين - أنطوى زكى من ص83 إلى ص92 - الشرق الأدنى القديم مصر والعراق - عبد العزيز صالح - من ص291 إلى ص325 - موسوعة مصر القديمة - سليم حسن الجزء الخامس