ذهب البعض إلي أن أخناتون ما هو الا نبي من أنبياء الله؛ واعتمدوا علي تأكيد القرآن الكريم علي وجود أنبياء لم يخبر عنهم المولي عز وجل لم تكن ثورة العمارنة في تغيير عاصمة مصر السياسية والدينية فقط من طيبة إلي تل العمارنة؛ بل كانت ثورة دينية حيث هجرت عبادة الألهة وعلي رأسها عبادة اله الدولة الرسمي أمون رع وذلك لعبادة الإله الواحد أتون المسيطر خلف قرص الشمس. ولقد استطاع علماء المصريات والكتاب المتخصصون وغير المتخصصين في وضع المؤلفات التي تتحدث عن أخت أتون أو "أفق أتون" كأول مدينة كاملة بدأت في عبادة الإله الجديد أتون؛ والتي انتهت مع موت أخناتون. وقد ذهب البعض إلي أن أخناتون ما هو الا نبي من أنبياء الله؛ واعتمدوا علي تأكيد القرآن الكريم علي وجود أنبياء لم يخبر عنهم المولي عز وجل. وقد أشار عالم المصريات جيمس هنري برستد إلي التشابه بين أنشودة آتون وبين ما جاء في المزمور 104 و105؛ بمعني أن الديانة اليهودية قد أخذت من أنشودة أخناتون. صحب ظهور الديانة الجديدة والانتقال إلي العاصمة الجديدة ظهور طراز فني مميز يختلف كليا عن التقاليد المصرية الفنية؛ وربما كان السبب هو ما أطلقه أخناتون علي نفسه من أنه "الذي يحيا في الحقيقة". وقد صور أخناتون وزوجته وبناته علي لوحات العمارنة وهم يتعبدون إلي قرص الشمس التي تنتهي أشعته بأيدي بشرية تسدد العنخ "الحياة" إلي أنف أخناتون وعائلته. وقد جاء في الأنشودة: "بديع هو شروقك.. يا أتون الحي.. سيد الأبدية". وقد حاول العديد من الباحثين عن الشهرة والمجد الزائف ولو علي حساب الحضارة المصرية العظيمة القول بأن أخناتون هو نفسه نبي الله موسي عليه السلام. وهؤلاء هم أنفسهم من قالوا أن يويا هو سيدنا يوسف عليه السلام. وقال أحد هؤلاء المخرفين أن ملوك الأسرة 15 من العبرانيين؛ هذه الكتب تم نشرها بالفعل باللغة الإنجليزية وكان مصيرها بالطبع مزبلة التاريخ. بل وقد أشارت باحثة إنجليزية اعتادت علي إطلاق التصريحات المزيفة أن المومياء الموجودة في مقبرة أمنحتب الثاني بوادي الملوك هي مومياء الملكة نفرتيتي. ومؤخرا أعلن الباحث الإنجليزي نيقولاس ريفز من خلال فحص صور المسح الذي أجري بمقبرة توت عنخ أمون أن هناك مقبرة أخري مخفية خلف جدران حجرة دفن توت عنخ أمون. وقد أشار ريفز إلي أن صاحبة هذه المقبرة هي الملكة نفرتيتي. وللأسف الشديد تحولت تهيؤات ريفز إلي كشف أثري مثير عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.. وسنقوم بمناقشة أراء ريفز بالتفصيل في مقالات قادمة. لقد أصبح أخناتون ونفرتيتي من أكثر الشخصيات التاريخية تأثيرا في التاريخ؛ الأمر الذي دفع مخرجي السينما العالمية إلي التفاعل مع فترة العمارنة وملكها الغامض؛ وهناك من مخرجي السينما العالمية من أنصف أخناتون؛ ومنهم من انتقده بل واتهمه بالجنون. وكثيرا ما تتم مقارنة شخصيات تاريخية عظيمة بعضها ببعض مثل تحتمس الثالث وأخناتون ورمسيس الثاني. وللإنصاف فإن ما شهدته مصر خلال عصر أخناتون لم تشهده طوال تاريخها القديم لأنه فيلسوف حالم استطاع مواجهة خطر كهنة آمون بكل ثبات وجلد وبناء عاصمة جديدة يعبد فيها الإله الواحد أتون.