هذا هو اسم الماركة الجديدة التي يروج لها تجار المخدرات معلنين التحدي.. ليتحول الوضع إلى معركة بينهم وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، بعد الحملة التي قاموا بها تحت شعار" أنت أقوى من المخدرات" والتي يروج لها النجم محمد صلاح، وأيا كانت مدى جدية الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن الحكاية ليست مجرد اسم أو شعار، فالأمر أصبح مثل السباق بالفعل للوصول إلى المدمن أو أصحاب الكيف، وللأسف أحيانا يسبق تجار المخدرات وخصوصا في المناطق العشوائية أو الشعبية.. حملة محمد صلاح حققت نجاحا بالتأكيد، ولكن مازال ينقصها الكثير، ويلخص هذا النقص حالة اقتربت منها منذ أيام، فقد زرت إحدى المناطق بحي المطرية، والمعروفة بتجارة وتعاطي المخدرات، لإجراء تحقيق صحفي ينشر في العدد القادم من مجلة الشباب، وقابلت أطفال مدمنين يتمنون العلاج، ولكنهم لا يستطيعون فعل ذلك وهم يعيشون وكل ما حولهم يدعو للإدمان، ويؤكدون أن حملة أنت أقوى من المخدرات لا يعرفون عنها شيئا سوى الإعلان، فهي لم تصل إليهم
كما أن الأمر ليس مجرد مدمن يشتري مخدر، ولكن هناك أحوال اجتماعية دفعت هؤلاء للإدمان، لخصها أحد الأطفال بكلمتين الفقر والجهل، وعندما سألت عن كيفية شراء هؤلاء الأطفال للمخدرات، فعلمت أن هناك امرأة اسمها" أم عبده" تجمع الأطفال للعمل في" الزريبة" وهي مكان يتم تجميع القمامة به، وكل طفل يحصل على 50 جنيها، وتوفر أم عبده من يبيع لهم المخدرات، ويبيتون عندها، يعني خدمة أم عبده 5 نجوم.
أم عبده أصبحت تتحدى محمد صلاح، وتجارة المخدرات في المنطقة أمر طبيعي، وشراءها مثل شراء أي سلعة من محل بقالة، فعندما سألت على أماكن البائعين كان البعض يشير إلى منازلهم بمنتهى السهولة.
وهذه الحكاية تلخص ما ينقص الحملة من اهتمام تتحمل مسئوليته هي والدولة في مواجهة هؤلاء المجرمين أمثال أم عبده، والاهتمام بهؤلاء الأطفال بشتى الطرق، لأنه في الغالب الشباب المدمن بالمنطقة كانوا في الأساس أطفال مدمنين مثلهم
كما أن الحكاية وإن اختلفت تفاصيلها تتكرر في مناطق أخرى كثيرة، وقد تعرفت على تفاصيل مختلفة بمنطقة بطن البقرة على سبيل المثال، فالمواجهة يجب أن تكون شاملة، وليس فقط بالاكتفاء بإعلان قد يكون بالفعل حقق الكثير، والجهود كلها مشكورة، ولكن الحكاية أكبر من إعلان، فيجب الوصول إلى هذه المناطق التي قد تكون للبعض مجهولة، ولكنها موبوءة.