يختلف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من دولة إلى أخرى ومن شعب إلى شعب آخر ولكن يُنسَب الفضل بظهور الاحتفال بعيد الأم في الولايات المُتّحدة إلى امرأة تدعى آنا جارفس إلا أنَّ الفكرة بدأت في الحقيقة مُنذ عام 1872 ففي تلك السّنة اقترحت المُؤلّفة الأمريكيّة جوليا وورد هوي اعتماد هذا العيد الوطنيّ ولم يكُن الهدف الأصليّ الاحتفال بالأمّهات بقدر ما كان إيجاد وسيلة للتّرويح عن النّاس من مآسي الحرب الأهليّة الأمريكيّة ولكن فى مايو 1907دعت سيدة امريكية تدعى " انا جارفس"الى الاحتفال بعيد الام كمناسبة وطنية حيث اقامت تجمع فى كنيسة فى ولاية فرجينيا وبفضل جُهودها وخلال خمس سنوات من ذلك التّاريخ فحسب أصبحت جميع مُدن الولايات المُتّحدة الكُبرى تحتفل بمظاهر عيد الأم و في سنة 1914 أعلن الرّئيس الأمريكيّ "وودرو ويلسون" عن تحويل عيد الأم إلى عطلة وطنيّة رسميّة في أمريكا وانتشر بعدها التّقليد ليصل مُعظم بلدان العالم. أول من فكر في عيد للأم في العالم العربي كان الصحفي المصري على امين حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي "فكرة" طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار ولم تتزوج وكرست حياتها من اجل أولادها وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها و انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيد للأم وهو أول أيام فصل الربيع ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر ومن مصر خرجت الفكرة لكل البلاد العربية الاخرى. مواعيد عيد الام فى كل دول العالم يختلف ميعاد الاحتفال بعيد الام من دولة الى اخرى مثلا فى اثيوبيا عيد الام فيها غير مرتبط بيوم معين طوال العام ولكنة مرتبط بشئ غريب وهو انتهاء موسم المطر وفى الارجنتين يتم الاحتفال بعيد الام فى 15 اكتوبر وفى امريكا ثانى "أحد" من شهر مايو وهو نفس يوم الاحتفال فى كلا من في اليابان، وسنغافورة، وهونغ كونغ، وتايوان، وبريطانيا، وألمانيا، وكندا، والدّنمارك، والنّمسا، وتركيّا، والهند، وجنوب أفريقيا أما فى النرويج يتم الاحتفال بعيد الام ثانى يوم "أحد"من شهر فبراير ولكن البرتغال واسبانيا يتم الاحتفال بعيد الام فيهم اول شهر مايو وفى فرنسا يتم الاحتفال به الاحد الاخير من شهر مايو مايو الذي يوافق عادةً يوم 26 إلى 30 من الشّهر، وقد يؤجّل الاحتفال إلى الأحد الأول من شهر يونيو لو تعارض موعده مع عيد قوميّ آخر . أما فى صربيا يتم الاحتفال بيعد الام اخر شهر فى السنة وتحديدا يبدأ الاحتفال به في آخر ثلاثة أيام قبل عيد الميلاد أو الكريسماس، ويكون الاحتفال به مُركّزاً قليلاً على الأطفال وليس الأمّهات وفي المكسيكوأمريكا اللاتينيّة يُحتَفل به في العاشر من شهر مايو في عددٍ من دول الكاريبي هي المكسيك والسّلفادور وجواتيمالا كما يُحتَفل به في الخامس عشر من الشّهر بدولة الباراجوي، وفي السابع والعشرين بدولة بوليفيا أغرب عادات الاحتفال بعيد الام في الهند الاحتفالات بعيد الام مختلفة فبدلاً من شهر مارس يحتفل الهنود بهذا العيد في الأسبوع الثاني من شهر مايو وذلك بإعطاء المال للأمهات وغسل ملابسهن. اما فى السويد يعتبر تجهيز وجبة الإفطار للأمهات وإحضارها للفراش من أهم معالم الاحتفال بعيد الأم فالنساء السويديات في هذا اليوم لا يفعلن أي شيء سوى الاستلقاء في الفراش وطلب ما يحلو لهن وعلى الزوج والأبناء تنفيذ ما تتطلبه الوالدة من طلبات وفى كرواتيا يبدو أن الأطفال في كرواتيا يتمتعون بجينات غريبة بعض الشيء في الاحتفال بأمهاتهم، ففي أحد أيام شهر ديسمبر يصعد الأطفال إلى غرفة نوم الوالدين ليقوموا بتقييد الأم، وهي لا تزال نائمة وعند استيقاظها من النوم تجد نفسها غارقة في الكثير من الهدايا، التي تم وضعها بجانبها وفى اليابان يحتفل اليابانيون بعيد الأم في يوم الأحد الثاني من شهر مايو، وفي اليابان يسمى عيد الأم باسم "ها ها نو هاي"؛ حيث يقوم الأطفال بطهي بعض المأكولات إلى أمهاتهم، بالإضافة إلى إهدائهم ورود القرنفل الأحمر الشهيرة في اليابان وفى المكسيك يتشابه تاريخ الاحتفال بعيد الأم في بتاريخ الاحتفال به في اليابان، ولكن يبدو أن المكسيكيين أكثر حباً لأمهاتهم من باقي دول العالم؛ حيث تتوقف جميع مصالح الدولة عن العمل للاحتفال بهذا اليوم، وتمتلئ جميع شوارع المكسيك بالألوان المبهجة و باكستان يتم تنظيم صلاة ضخمة على أرواح جميع الأمهات اللائي فارقن الحياة للتعبير عن الولاء والإخلاص لما قدمنه من عطاء قبل رحيلهن، ثم تقدم الهدايا والمساعدات المادية إلى الفقراء والمحتاجين بعد انتهاء الصلاة.