أقبل المصريون على الادلاء بأصواتهم بشكل سلمي في أول انتخابات تجرى في البلاد منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك متحدين مخاوف حدوث أعمال عنف بعد أسبوع من اضطرابات سقط خلالها 42 قتيلا- حسب ما جاء في شبكة العربية-.. وتستمر عملية التصويت يوم الثلاثاء لليوم الثاني في تسع محافظات بعد اقبال كبير ومناخ سلمي يوم الاثنين في انتخابات قد تخفف قبضة الجيش على السلطة وتجيء بالاسلاميين -الذين ظل نشاطهم محظورا طويلا- الى المجلس التشريعي. وقال ضياء رشوان المحلل السياسي ان السلطة ستكون في أيدي القوى السياسية وان السياسة الحقيقية سيقررها البرلمان. وقالت الولاياتالمتحدة التي حثت حلفاءها القدامى في الجيش المصري على تسريع نقل السلطة الى الحكم المدني ان التقارير الاولية عن اليوم الاول من الانتخابات المصرية كانت "ايجابية الى حد بعيد." كان التصويت السلمي حدثا سعيدا بعد أسبوع من الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين المطالبين بانهاء حكم المجلس العسكري والتي حولت منطقة وسط القاهرة الى مسرح للمعارك أعادت للاذهان المشاهد التي صاحبت الانتفاضة ضد مبارك. ويتوقع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين واسلاميون اخرون ان يجيء أداؤهم جيدا في الانتخابات البرلمانية لكن يصعب التنبؤ بنتائجها في اطار نظام انتخابي معقد مزج بين القوائم النسبية والترشيح الفردي. وتمتد عملية التصويت الى ستة اسابيع قادمة. وسيؤثر التغيير السياسي في مصر -أكبر الدول العربية سكانا- في منطقة الشرق الاوسط كلها حيث تطالب أجيال جديدة بالتغيير الديمقراطي والتي أسقطت أو تحدت زعماء تونس وليبيا وسوريا واليمن.وسيكون مجلس الشعب في البرلمان المصري أول مجلس منتخب منذ سقوط مبارك وهذا الامر وحده هو الذي قد يمكنه من تخفيف قبضة الجيش على السلطة. ويتعرض قادة المجلس العسكري بالفعل لضغوط من جانب الشبان المصريين الذين عادوا الى الشوارع بعد اصابتهم بخيبة أمل من بطء عملية الانتقال الى الديمقراطية. ومن غير المرجح ان تختفي قريبا هذه الحركة التي يقودها محتجون معتصمون في ميدان التحرير بوسط القاهرة. ويمكن لبرلمان حاصل على تفويض من الشعب ان يتناحر على السلطة مع السياسي المخضرم كمال الجنزوري الذي عينه الاسبوع الماضي المجلس العسكري ليرأس حكومة يأمل الجنزوري ان يكشف عن تشكيلها يوم الخميس القادم. وقال نبيل عبد الفتاح المحلل السياسي المصري ان هناك احتمال حدوث توتر بين البرلمان والجنزوري والمجلس العسكري وبين الثلاثة مجتمعين والفصائل الثورية في الميادين المصرية. وعلى الرغم من تقارير عن عدد من التجاوزات الانتخابية ونقص في الاشراف استغلته بعض الجماعات الا ان مراقبي الانتخابات لم يرصدوا اي حملة منهجية لتزوير الانتخابات مثل تلك التي كانت تحدث في عهد مبارك.وحرص الاخوان المسلمون والاحزاب الاسلامية المنافسة لهم على التواجد أمام اللجان لاقناع الناخبين المترددين بانتخاب مرشحيهم. وأشارت منى ذو الفقار من المنظمة المصرية لحقوق الانسان الى انتهاكات واسعة النطاق للحظر المفروض على الدعاية الانتخابية قرب مراكز الاقتراع وقالت متهكمة انه لم يكن هناك على الاقل توزيع للفاكهة داخل اللجان الانتخابية. ولم يمنع طول الطوابير المصريين من المشاركة في انتخابات يعتقدون ان صوتهم سيفرق فيها لاول مرة في حياتهم. وقالت هدى عبد الحميد (43 عاما) وهي تقف في طابور طويل للناخبين في حي شبرا الذي تعيش فيه اعداد كبيرة من الطبقة العاملة "يجب ان نشارك. يجب ان ننتخب حتى لو وقفنا هنا خمس ساعات حتى تتقدم مصر. ومن ناحية أخري ، أكد المرشح المحتمل للرئاسة حمدين صباحى أن المصريين لم يكن ينقصهم سوى الاحساس بالطمأنينة حين يتوجهون للجانهم وللثقة بأن أصواتهم ستحدد خريطة البرلمان ليثبتوا كذب من ادعوا أنهم لن يستطيعوا ممارسة الديمقراطية، مشددا على أن سلاح المال لم يؤثر فيهم رغم فقرهم وصبروا على الانتظار فى طوابير طويلة دون احتداد أو مشاحنات. ووجه صباحي التحية لشهداء الثورة ناسبا الفضل إليهم وإلى الجيش المصري والقضاة،وقال على حسابه الشخصى بموقع تويتر : "سلاما على شهداء الثورة وجرحاها من غرسوا بدمائهم الذكية أول حجر فى طريق الحرية وتحية للقضاة وللجيش المصرى الذى أدى واجبه فى تأمين اللجان والناخبين". وأعرب صباحى عن فخره واعتزازه بالمصريين لإقبالهم على لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى أول انتخابات بعد الثورة، مؤكدا أنه قام أمس بالمرور على اللجان فى البرلس بكفر الشيخ ليطمئن بنفسه على سير العملية الانتخابية وشهد الفرحة التى عمت الناخبين أمام اللجان والحرص على أن يدلى كل ناخب بصوته طبقا لاختياراته ودون مؤثرات من المرشحين. قال إنه رغم الازدحام إلا أن الدوائر الانتخابية خلت تقريبا من المشاحنات، مؤكدا أنه مهما كانت النتيجة ومهما كان من سيحصل على الأغلبية ، المهم أن المصريين عرفوا الطريق الصحيح وأثبتوا قدرتهم على تنظيم أنفسهم والمشاركة الفعالة فى اختيار من يمثلهم.