استطاع أن يحقق نبوءة المخرج الراحل سعد أردش له بأنه سيكون ممثلاً جيداً.. ووصل إلى مكانة متميزة.. وبالرغم من أنه قدّم البطولة المطلقة خلال الأعوام الماضية إلا أنه عاد ليشارك في الأدوار الثانية مع ياسر جلال في مسلسل"ظل الرئيس" ويسرا بمسلسل"الحساب يجمع"، وهو يؤكد أنه يبحث عن الدور البطل وليس بطولة من الجلدة للجلدة.. فالأهم له أن يقدم دورا يدفعه خطوة للأمام ويضيف له.. لكي يحافظ على ثقة الجمهور به.. محمود عبد المغني يتحدث عن تفاصيل أدواره التي شارك فيها في السباق الدرامي الرمضاني السابق، ويكشف أسباب اختياره للشخصيات التي لعبها.. بالإضافة إلى خططه الفنية في الفترة المقبلة ويروي تفاصيل عن حياته الشخصية.. وذلك في الحوار التالي.. في البداية كيف استقبلت ردود الفعل على مشاركتك في"ظل الرئيس"؟ سعيد جدا بنجاح مسلسل "ظل الرئيس"، وفور حصولي علي السيناريو وقراءته تفاعلت كثيرا مع شخصية "حازم صقر"، والتحمت بها ولم أتعامل معها كضابط في الأمن الوطني فقط، ولكن على أنه إنسان له وجه مع زوجته ووجه آخر مع حبيبته وثالث مع يحيى صديق عمره، ووجه مع والده ووالدته، والحمد لله ردود الفعل فاقت كل التوقعات، لأن دوري لاقى نجاحا من الجمهور والنقاد، وهذا صعب نوعا ما، ويحدث كل فترة كبيرة، لأنه أحيانا يلقى الدور قبولا عند الجمهور ولا يلقى قبول النقاد والعكس صحيح، ولكن الحمد لله شخصية حازم صقر في "ظل الرئيس" لاقت قبولا من الاثنين.
وبماذا تفسر النجاح اللافت للنظر لهذا المسلسل؟ الموضوع مثير جداً ويطرح لأول مرة على الشاشة بجرأة شديدة، هذا بجانب أن المسلسل مليء بالمشاعر الإنسانية، ففي الأحداث حب ووفاء وخيانة وأشياء كثيرة، ومن أهم عوامل نجاح المسلسل هو حالة التفاهم الواضح بين كل فريق العمل، فقد ظهر ذلك بوضوح شديد على الشاشة، كما أن المسلسل اقتحم عالماً غامضاً بالنسبة للمشاهد.
وما أصعب مشهد بالنسبة لك؟ في الحقيقة المشاهد كلها كانت صعبة، لأن جميعها مشاهد نفسية تحمل العديد من التناقضات، ولكن أصعب تلك المشاهد كان مشهد جمع بيني وبين ياسر جلال، حيث كان يرقد في غيبوبة، وكنت أتحدث مع نفسي، وأعترف له بأنني أحبه وأغير منه في نفس الوقت، وأتمنى أن يموت وفى الوقت نفسه لا يموت على يدي، فكان بداخلي تناقضات كثيرة، والحمد لله أشاد الجمهور والنقاد بهذا المشهد، وتم تصنيفه من أفضل مشاهد رمضان، ولمست نجاح المسلسل والمشهد هذا خصيصا مع رجل الشارع العادي الذي حدثني عن أدق الأشياء في الدور، وهذا اعتبره نجاحا.
وكيف ترى تعاونك مع ياسر جلال؟ سعيد جدا لتعاوني معه، فهو شخصية طيبة وقلبه أبيض ويحب الناس كلها، وطوال الوقت كنا نهنئ بعضنا بعد مشاهدة كل حلقة، فكنا عائلة واحدة ونحب الخير لبعض وهذا أحد أهم عوامل النجاح.
وما تقييمك لفكرة البطولة المطلقة لياسر جلال في المسلسل؟ ياسر جلال يستحق ما وصل إليه، وقدم دور "يحيى" بشكل جميل جدا يثبت موهبته، وهو يستحق أن يكون بطلا منذ فترة طويلة، فهو من الأشخاص المحترمين الذين يحبون زملاءهم، وعندما تم استدعائي للعمل كنت سعيدا بالفكرة، ويجب توجيه الشكر للشركة المنتجة لأنها تملك الجرأة على تقديم ياسر بهذه الطريقة.
وما الذي جذبك لتجسيد شخصية الحاج نور في مسلسل" الحساب يجمع"؟ هي شخصية صعبة، وفي نفس الوقت تحمل العديد من التناقضات، فهو شخص مسيطر يريد أن يستحوذ على كل شيء، ويحمل في داخله غلا شديدا نتيجة التربية القاسية لأبيه، والقسوة التي شهدها في صغره، فأصبح مولودا على الكراهية، فهو لا يحمل في داخله مشاعر، فهذه كانت شخصية جديدة بالنسبة لي، فلقد قدمت في الأعوام السابقة الجدع وابن البلد، ولكني في هذا العام تطلعت إلى الاختلاف، وما حمسني للمشاركة في هذا الدور أيضا هو المخرج هاني خليفة لأنه مدرسة مختلفة في الإخراج وتوجيه الممثل، وكل العوامل ساعدتني في الدور.
وكيف تقيم تجربة العمل مع فنانة بحجم النجمة يسرا؟ يسرا هي النجمة المختلفة، والجميلة والمميزة والعمل معها يضيف لتاريخ أي فنان، وفى كل موسم تقدم شيئًا مميزًا ومختلفًا، وهى فنانة تشع نورا في كل من حولها، وتعاونت معها من قبل في فيلم دم الغزال، وهى طول عمرها وش السعد وأحبها جدًا على المستوى الشخصي, وأنا من الناس الذين يحبون المخرج هاني خليفة في السينما أو المسلسل الأخير، فأحببت الدخول في عالمه ووصلنا بالحاج نور لبر الأمان.
الحساب يجمع يختلف تماما عن ظل الرئيس كيف استطعت تصوير وإتقانك للشخصيتين مع بعضهما؟ في أوقات كثيرة كنت أجسد الشخصيتين في يوم واحد، في البداية كان هناك تعب نفسي كبير، ولكن عندما تمكنت من مفاتيح الشخصيتين زال التوتر والقلق، وحدث لي حالة من الاستمتاع باختلاف الشخصيات وتناقضها، وأحسست بأن متعة الممثل في الاختلاف وليس الثبات.
وهل ترى ظهورك كضيف شرف في الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" ضدك أم لصالحك؟ أرى أن الأمر عادى جداً ولم أحسب الأمر بهذا الشكل، فالمسلسل مهم ومن تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد، وظهرت كضيف شرف في دور مؤثر ومحوري، وأنا أحترم جمهوري جداً ومن المستحيل أن أقدم تنازلات أو مجاملات تخرجني من حساباته.
ظهرت في مشهد بمسلسل "كلبش" فكيف كانت تجربتك مع أمير كرارة بعد مسلسل "طرف ثالث"؟ ذهبت لكي أسلّم على صاحبي وحبيبي أمير كرارة، وعندما تحدث معي بيتر ميمى هو وأمير لم أتردد لحظة، وقرأت المشهد وقدمناه بشكل جاد وحقيقي، ووجدت أن الجميع يتحدث عن المشهد ولم أكن أعرف أنه سيكون له تأثير كبير بهذا الشكل، فأنا أحب تقديم كل شيء من القلب وبصدق، لأن ما يقدم من القلب يصل بسرعة للناس.
وما سر اعتذارك عن المشاركة في مسلسل "الحرباية" مع هيفاء وهبي؟ الحقيقة أنني لم أكن بدأت تصويره، وكان ظهوري سيتم في منتصف حلقاته، فوجدت أن ظروف تنسيقي بين الأعمال الأخرى ستكون صعبة، كذلك سيكون هناك "تخمة" لدى المشاهد بحضوري في مجموعة مسلسلات خلال موسم رمضان، هذا إلى جانب أنني قبل حضوري بمسلسل "أزمة نسب" العام الماضي، كنت متغيبا عن التليفزيون لمدة عامين، بالتالي كانت لديّ طاقة لتقديم دورين مختلفين ووجدت ذلك في مسلسلي "الحساب يجمع"، و"ظل الرئيس" فقررت الاكتفاء بهما.
وما مشروعاتك الفنية في الفترة المقبلة؟ استأنف تصوير مشاهدي في مسلسل" أفراح إبليس 2"، بطولة جمال سليمان، كما أستعد خلال الفترة المقبلة لعمل سينمائي جديد اسمه" أهل الكهف" تأليف سامح سر الختم، وإخراج أمير شوقي، ويشارك في بطولته ماجد المصري وميدو عادل وإبراهيم نصر ومحمد شاهين، وتدور أحداثه في إطار شعبي يرصد مفهوم الصداقة الحقيقة، ولماذا أصحبت الصداقة عملة نادرة، من خلال مزيج من القصص الإنسانية والرومانسية، وتظهر فيه الحارة الشعبية بشكلها الحالي.
ولماذا ابتعدت عن البطولة المطلقة؟ أنا لا تعنيني المسميات، فالمهم الدور الذي أجسده أن يكون هو البطل، وعندما سئلت أنني قدمت أعمالا تحمل اسمي مثل" النبطشي" و" الركين" ولماذا أقدم هذا العام الدور الثاني، جاوبت بأنني في" ظل الرئيس" و"الحساب يجمع" كنت بطلا، ولكن بمقاييسي لمفهوم البطولة، وهذا أهم بالنسبة لي من أن أقدم عملا من الجلدة للجلدة كما يقال ولا أحد يسمع عنه شيئا، فالمهم أن الدور يقدم خطوة للأمام، ويضيف لي ويفيد المشاهد ويكون به تركيبة ومؤثر ويقدم رسالة للمشاهد.
وما المعايير التي تختار على أساسها أعمالك الفنية؟ أبحث دائما عن ورق جيد وعندما أجد سيناريو محترم ويقدم شيئاً إيجابياً للناس أتمسك به، ولا أبالغ إذا قلت إنني مستعد للتنازل عن أجري في مقابل دور جيد مفيد ومساحة التمثيل فيه غنية، وبعد نجاح شخصية الضابط "حازم" في مسلسل "ظل الرئيس" لابد أن أحافظ على الثقة بيني وبين الجمهور وكل من يحبني.
ولماذا تتمنى تقديم مسلسل عن حياة الرئيس الراحل أنور السادات؟ جسدت السادات في مسلسل"أوراق مصرية" بدون أجر، لأن المخرج كان قد أسند لي دور فى 29 حلقة لكي لم أشعر به، وطلبت منه أن أجسد السادات على الرغم من أنه حوالى 30 مشهدا فقط، وكلمتني السيدة رقية السادات وشكرت في الدور، وهذا أسعدني للغاية، ولذلك أتمنى تقديم مسلسل عن هذه الشخصية، وخصوصا في مرحلة ما قبل الرئاسة، لأن لديه حياة ثرية للغاية .
حدثنا عن دور الممثل والمخرج الراحل سعد أردش في حياتك؟ كان لديّ موهبة التمثيل، لكن الذي أثقلها لي بالتعليم هو سعد أردش، والغريب أنني كنت أخاف منه ولا أحضر له محاضراته، لأنه صاحب مدرسة الهدم من أجل البناء، وهذا كان يزيد من تهربي منه، إلى أن أرسل لي عميد المعهد لكي أذهب إليه، وبسؤاله لي لماذا لا تحضر؟ فقلت له إنني خائف منك، ولكنه طمأنني وقال لي أنت ممثل جيد وشاهدتك في امتحانات القبول، بالفعل تعلمت منه الكثير، فتعلمت فن الارتجال، وعملت معه لمدة ستة أشهر بمسرحية " المتحزلقات"، وكانت كوميدية وكنت لأول مرة أكتشف هذا الجزء بداخلي، وحصلت على امتياز في مادته، وهناك أيضا شخصيات كثيرة لها فضل علىّ مثل كرم النجاح الذي رشحني لأول دور في حياتي بمسلسل "الرقص على السلالم المتحركة" مع سناء جميل وسلوى خطاب وياسمين عبد العزيز، وفى المسرح علمني ناصر عبد المنعم أن أمثل بعيدا عن الصوت العالي.
وماذا عن علاقتك بزوجتك وأولادك ومن أقرب لك منهم في الموهبة؟ أسرتي هي أهم حاجة في حياتي، وزوجتي شريكة في نجاحي، وأول ناقدة لي، ونقدها يكون لاذعا وتريدني دائما أفضل، وهي مستشاري في كل شيء في العمل، وهى سيدة عظيمة لديها قدرة كبيرة على تهيئة المنزل لي لكي أستطيع مذاكرة أدواري، ولديّ أبنائي مريم وعمر وعلي، والأخير" مجنني"، فأنا أشاهد فيه دائما أمي، فهو يشبهها كثيرا في تفاصيلها، وهذا من نعم ربنا عليّ أن أشاهد تفاصيل أمي عليها رحمة الله في منزلي، ومريم بها حنان كبير، ومتذوقة للفن، وأنا ضعيف للغاية أمامها، أما بالنسبة لعمر فهو عبقري ويحب المذاكرة "طالع لوالدته"، ويحب فك وتصليح اللعب، وأنا نفسي جدا يطلع مهندس، لكن إحساسي أن أحدهم سيسلك طريق الفن.
ومن قدوتك في الحياة؟ أمي عليها رحمة الله، فهي مثلي وقدوتي في الحياة، فقد تعلمت منها الكثير وأعيش بفضل دعواتها المخلصة، فقد تعلمت منها القيم الجميلة.