بعد 6 أيام من العنف المتواصل نجحت قوات الجيش فى تثبيت الهدنة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى إيذاناً بتوقف حمام الدم الذى أسفر عن مقتل 38 شهيدا وآلاف المصابين حسب آخر بيانات وزارة الصحة. تصوير: محمد لطفى - محمود شعبان ففى الساعة الخامسة من فجر اليوم توقفت قوات الأمن المركزى التى كانت مرابطة فى شارع محمد محمود عن إطلاق القنابل المسيلة للدموع بعد أن تقدمت قوات الجيش وأقامت حاجزا بينهم وبين المتظاهرين الذين قاموا هم الآخرون بمنع التقدم إلى عمق الشارع حيث شكل الكثير من عقلاء التحرير دروعا بشرية ومنعوا الشباب الثائر والمتحمس من دخول شارع محمد محمود ثم قامت قوات الجيش مباشرة بجلب ونش و بلوكات خرسانية لإقامة حاجز ساتر صلب لمنع المتظاهرين من الاشتباك مرة أخرى مع قوات الشرطة وشهدت الشوارع الجانبية المؤدية لوزارة الداخلية تشكيل لجان شعبية من سكان المنطقة وأصحاب المحلات لمنع دخول المتظاهرين كما انتشرت قوات الجيش وأقامت جسور وعوازل من الأسلاك الشائكة وفرضت حظر التجوال فى مختلف أنحاء المنطقة، أما قوات الأمن المركزى فقد عادت إلى قواعدها بمقر وزارة الداخلية تحت تأمين كامل من قوات الجيش. ولأول مرة منذ 6 أيام يعود شعار سلمية سلمية إلى التحرير حيث ردد المتظاهرون والمعتصمون شعار" الثورة فى الميدان والشارع بقى أمان" وشكلوا دروعاً بشرية ولجان شعبية لمنع التقدم باتجاه شارع محمد محمود حتى نهاية الاعتصام .وبعد أيام من الرعب والاختناق عاد سكان محمد محمود للحياة عندما فتحوا نوافذ شبابيكهم بعد أن ظلت مغلقة .. أحمد محمد (23سنة) أحد سكان الشارع كان يقف أسفل العمارة التى يقيم بها وأكد لنا أن أسرته بالكامل ظلت حبيسة المنزل طوال الأيام الماضية وسط أجواء من الخوف من طلقات الرصاص ودوى القنابل المسيلة للدموع .. وعبر عن معاناة أسرته قائلا أنه لم يستطع النوم هو وأسرته مطلقا وعاشوا أياما سوداء من البؤس. وقد أدت أحداث محمد محمود لتوقف كامل فى الحياة والتجارة فى الشارع كما أدت هذه الأحداث أيضا لتلفيات عديدة تمثلت فى احتراق مدرسة الفكلى للبنات بالكامل من الداخل واحتراق أجزاء من مدرسة الليسيه المجاورة لمبنى الجامعة الأمريكية وتهشم واجهات بعض المحلات ومطاعم الوجبات السريعة وتحطم واجهة أحد البنوك المجاورة لاتحاد الغرف التجارية. وكان حزب النور قد أنه نجح فى الدفع بالكثير من شباب الدعوة السلفية ممن استطاعوا أن يقيموا دروعا بشرية بين الأمن المركزى والمتظاهرين لكن عطية يسرى أحد أعضاء اللجنة الشعبية بشارع محمد محمود أكد لنا أن جميع الواقفين من الشباب العادى وإن كان بهم إخوان وسلفيون ومستقلون لكن كلنا مصريون وهدفنا حقن الدماء والتعاون مع الجيش لعودة السلام للتحرير مؤكداً أن اللجنة الشعبية تمنع دخول أى أحد بخلاف الصحفيين والمصورين.أحجار ساتر محمد محمود أشبه بحجارة الهرم الضخمة بل ولم تتوقف القوات المسلحة ببناء هذا الساتر وإنما كلفت عدداً من عساكر الجيش بالوقوف فوقها والتعامل بهدوء وحذر مع المتظاهرين الذين يصرون على البقاء أسفل الساتر للمطالبة برحيل العسكر.