إذا كان المشهد المتكرر فى جميع وسائل الإعلام هو حمامات الدم التى لا تتوقف فى شارع محمد محمود نتيجة المعارك والاشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين .. تصوير : محمد لطفى-محمود شعبان
فإن الجانب الآخر من شارع محمد محمود وتحديداً خلف قوات الأمن المركزى يحمل الطرف الآخر من الحقيقة الغائبة ففى هذا المكان فقط يمكن أن نشاهد محاولات التهدئة المتكررة التى تنجح للحظات حينما يرتفع شعار سلمية سليمة بين المتظاهرين والأمن المركزى ثم سرعان ما تنقلب الأحوال فجأة من جراء إلقاء حجر من خلف المتظاهرين من عناصر غريبة مندسة تستغل محاولات التهدأة لتشعل الأحداث من جديد وتزيدها دموية . وقد وقفت قوات خاصة من الجيش اليوم وفصلت بالفعل بين المتظاهرين والأمن المركزى ونجحت بالفعل جهود التهدئة وتوقف إطلاق الغازات المسيلة للدموع ثم احتدمت الأحداث مرة أخرى بفعل فاعل مجهول وفى شارع منصور تشكلت لجنة شعبية من بعض المواطنين لكنها لم تنجح فى أيقاف العنف.. خلف قوات الأمن المركزى الواقع مختلف تماماً وهناك العديد من المواطنين الذين جاءوا احتجاجاً على العنف المستمر فى التحرير .. وفى هذه الشوارع الخلفية ترابط قوات الأمن المركزى أسفل جدران العمارات والمبانى فى حالة مأسوية حيث لم ينم عساكر الأمن المركزى طوال اليومين الماضيين وبعض المواطنين تعاطفوا معهم ووزعوا عليهخم مشروبات ووجبات خفيفة.. وأكد عسكرى أمن مركزى أنه لا يأكل سوى ساندوتش واحد فى اليوم وأنه تلقى تعليمات بضرب بلطجية مندسين وسط المتظاهرين وأنهم أيضاً تلقوا تعلميات بالتعامل بطريقة الكر والفر دون محاولة اقتحام الميدان مرة أخرى. أما المواطنون الذين جاءوا إلى مقر وزارة الداخلية فقد عبروا لبوابة الشباب عن رفضهم لما يحدث وأكدوا أن ميدان التحرير ليس مجلس الشعب حتى يتحكم فى مصير الناس ويعزل من يشاء ويعين من يشاء. الصورة خلف عساكر الأمن المركزى مختلفة تماما لكنها بلا شك تحمل آخر مهم من الحقيقة التى لم تمكتمل حتى الآن. واليوم عبرت القوى السياسية عن تواجدها فى ميدان التحرير صراحة حيث أقامت حركة شباب 6 إبريل 3 خيام تحمل شعار الحركة كما أقامت حركة أزهريون بلا حدود خيمة لها وقد حاول الدكتور صفوت حجازى دخول الميدان اليوم لكنه لم يلقى ترحيبا من أحد أما الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فقد طالب برحيل المجلس العسكرى خلال 24 ساعة ونقل إدراة شئون البلاد لسلطة مدنية منتخبة .. والآن يتوافد على ميدان التحرر الآلاف للمشاركة فى مليونية الانقاذ الوطنى التى دعت لها القوى السياسية أمس وسط مشاركة كبيرة من السلفيين والجماعة الإسلامية وحركة كفاية وحركة 6 إبريل. ولم يتوقف عداد الإصابات والشهداء حيث أكد الدكتور محمد موافى أحد الأطباء المتطوعين بالميدان أن أغلب الإصابات اليوم بسبب الاختناقات نتيجة القصف العشوائى للقنابل المسيلة للدموع حيث تقدمت قوات الأمن المركزى ظهر اليوم إلى بداية شارع محمد محمود من ناحية التحرير وألقت عدة قنابل مما دفع المتظاهرين إلى دخول محطة المترو للوقاية من الاختناق..