كتب - كريم صبحي وأسامة رمضان ومحمد هاشم ومحمد شعبان وأماني حسين توقفت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في التحرير بعد انسحاب القوات عقب تدخل لجنة من الحكماء لإنهاء المصادمات بين الطرفين حيث قامت 3 مدرعات من الجيش بالفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارع محمد محمود. وكانت احداث العنف قد استمرت في ميدان التحرير لليوم الخامس علي التوالي حيث اكتظ شارع محمد محمود المؤدي لوزارة الداخلية بالمتظاهرين فيما اطلق قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع. قام المتظاهرون المحميون بالاقنعة المضادة للغازات برد القنابل وفر قاطنو العقارات من الشارع إلي اقاربهم وذويهم في مناطق أخري خوفًا من تضررهم من الاحداث. تعالت المسيرات والهتافات من الثوار مطالبين بتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني وتشكيل حكومة انقاذ وطني بكل الصلاحيات وتطهير القضاء وجهاز الشرطة ومؤسسات الدولة من الفاسدين وإنشاء محكمة ثورية لمحاكمة رموز الوطني المنحل. وفي الثانية عشرة من ظهر امس وصلت مسيرة من مشايخ الأزهر إلي الميدان يرتدون الزي الرسمي واندفعوا داخل شارع محمد محمود ورددوا «سلمية سلمية، الشعب يريد وقف الدماء» وقالوا إنهم يريدون وقف نهر الدماء والتفاوض مع الأمن المركزي وقيادات الداخلية لوقف طلقات الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع. وقام شيوخ بعمل حواجز ولكن في النهاية باءت محاولاتهم بالفشل ، حيث كثف الأمن المركزي من اطلاق القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش. قامت تشكيلات من الأمن المركزي بمحاولة تحصين المنطقة، مما اعتبره المتظاهرون محاولة جديدة للسيطرة علي مداخل ميدان التحرير، فقاموا برشق الأمن بالحجارة، ورد الأمن بإلقاء مزيد من القنابل المسيلة للدموع وقنابل جديدة مثيرة للأعصاب- بحسب تأكيد اطباء المستشفي الميداني- كما وصل نطاق اطلاق القنابل والغازات إلي ميدان التحرير نفسه الذي كان خارج نطاق المواجهات طوال أمس الأول. شكل عدد من المتظاهرين فرقًا قامت علي مدار الساعات الماضية بتنظيف ميدان التحرير وتجميع القمامة تمهيدًا لدخول سيارات تحمل المخلفات التي تم تجميعها، فيما انتشر الباعة الجائلون بشكل ملحوظ، خصوصًا باعة الكمامات الطبية والنظارات الواقية والتي تتفاوت اسعارها داخل الميدان.. كما انتشر باعة المأكولات والمشروبات. وواصلت اللجان الشعبية عملها عند مداخل الميدان للتأكد من هوية الوافدين إلي الميدان وتفتيشهم. كما استقبلت المستشفيات الميدانية عشرات الجرحي بعد تجدد الاشتباكات، وقام الاطباء بتركيز تواجدهم في مستشفي كبير تمت اقامته بالقرب من ميدان باب اللوق وشارع محمد محمود بينما تم تحويل المناطق الأخري إلي مخازن للأدوية والمستلزمات الطبية التي تلقتها المستشفيات الميدانية علي مدار الأيام الماضية كتبرعات سواء مادية أو عينية. وأكد المتظاهرون استمرارهم في الاعتصام حتي الاستجابة لمطالبهم.. معربين عن استيائهم من النتائج التي خرجت عن اجتماع القوي السياسية المختلفة بالمجلس العسكري، غير العابئة بمطالب الميدان، وأهمها تسليم السلطة إلي سلطة مدنية، وطالب المتظاهرون القوات المسلحة بالتدخل فورًا وبصورة عاجلة لوقف اعتداءات قوات الأمن علي المتظاهرين تنفيذًا لوعد المشير محمد حسين طنطاوي بحماية الشعب. وأكد المتظاهرون أنهم لا يرغبون في اقتحام وزارة الداخلية، كما يحاول البعض تصوير ذلك في وسائل الإعلام.. بل يحاولون منع اشتباكاتهم المتقطعة مع الداخلية لمنعهم من اقتحام الميدان. في المقابل انتقد عدد من المتظاهرين دخول بعض زملائهم إلي عمق شارع محمد محمود، لأن دخولهم يتسبب في كثير من الإصابات في حين أن جميع أجزاء الميدان تخلو من أي مناوشات باستثناء ما يتعرض له المتظاهرون من صعوبة في الاستنشاق نتيجة انتشار رائحة الغاز في جميع أرجاء الميدان، مؤكدين رفضهم لأي محاولة لاقتحام مبني الداخلية. وتحت شعار «الشعب يريد حقن الدماء».. بدأ الائتلاف العام لضباط الشرطة بمبادرة لتهدئة الاوضاع أمام وزارة الداخلية خاصة في شارع محمد محمود وتكوين دروع بشرية من الضباط وائتلاف شباب الثورة والمتظاهرين أمام وزارة الداخلية منعا للاحتكاك وتفاقم الوضع في ظل تزايد اعداد المتظاهرين في الميدان. وأشار الرائد وليد حمدي مسئول لجنة التطوير وإدارة الازمة بالائتلاف العام لضباط الشرطة الي تواجد عدد كبير من الضباط مع شخصيات عامة مثل الشيخ مظهر شاهين وعدد من ائتلافات الشبابية والقوي السياسية في الميدان لتكوين مسيرة تحت شعار «الشعب يريد حقن الدماء» لتهدئة الوضع بين المتظاهرين في الميدان خوفا من تواجد عناصر مندسة حيث توجهوا الي شارع محمد محمود من الخلف لصعوبة الدخول إليه من تدافع المتظاهرين والالقاء المستمر للطوب والعنف المتزايد من قبل الطرفين المتظاهرين وقوي الأمن وكونوا دروعا بشرية منذ بداية فجر الثلاثاء لوقف الدماء. ووصل وفد من رجال النيابة العامة إلي الميدان يضم المستشار عماد عبدالله والمستشار عبدالله الشناوي من نيابة استئناف القاهرة للتحقيق في وقائع الاعتداءات علي الصحفيين والمتظاهرين، حيث قاموا بالتجول داخل الميدان وسؤال المتظاهرين وبعض أصحاب المحلات عن كيفية الاعتداءات وما جري خلال عمليات الاقتحام يوم الأحد الدامي. ورفض رجال النيابة اعطاء أي تفاصيل خاصة بعملهم رغم اثبات هوياتهم كمحققين من قبل الجهات القضائية للمتظاهرين واللجان الشعبية.