أصدر المرصد العالمي لريادة الأعمال تقريرا يعرض دراسة مفصلة عن السلوكيات والدوافع والمواقف تجاه ريادة الأعمال في مصر.. كما تناول التقرير الجوانب المختلفة لمناخ ريادة الأعمال في مصر مما يجعله مصدرا قيما لسياسات وبرامج ريادة الأعمال. وشاركت مصر في دورات المرصد العالمي لريادة الأعمال جنبا إلى جنب مع العديد من البلدان الأخرى لمراقبة أداء ريادة الأعمال، ويعد تقرير هذا العام التقرير الرابع من نوعه لمصر، وتم تطويره من قبل فريق الجامعة الأمريكية بالقاهرة ويقدم تقرير هذا العام الكثير من التوصيات المطلوبة لتطوير مناخ ريادة الأعمال بشكل صحي في مصر، مما يتيح لجميع أنواع الشركات والأنشطة ذات النفع الاجتماعي الانطلاق والنمو، والنجاح، والمساهمة في النمو الاقتصادي، وزيادة فرص العمل والازدهار. ويقول كريم صغير، عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، "إن كلية إدارة الأعمال تقوم بالتركيز على البحوث ذات التأثير العالي والجودة العالية ذات الصلة بصانعي السياسات والممارسين للأعمال، إن تقرير GEM هو مثال جيد جدا لهذه النوعية من البحوث المؤثرة في مصر وخارجها." كما أكد خلال حفل إطلاق التقرير الذي أقيم مؤخرا بحرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة، بضرورة تسليط الضوء على أهمية الاستفادة من نتائج التقرير لكي تصبح السياسات القائمة وتصميم البرامج أكثر فعالية واستنادا على الأدلة. ووفقا للإحصاءات التي وردت في التقرير، فإن الفترة بين 2010-2015 شهدت زيادة في عدد الأشخاص الذين يرغبون في بدء مشروعاتهم التجارية الخاصة بينما على الجانب السلبي فإن ثلث أصحاب المشروعات التي أنشئت بالفعل لم يتمكنوا من استكمال مشروعاتهم وذلك لعدم تحقيق أرباح وعدم توفر تمويل كافي. وفيما يتعلق بالتوزيع بين الجنسين في مناخ ريادة الأعمال في مصر، أبرز التقرير أن واحدا من بين كل 4 رواد أعمال امرأة كما تملك النساء واحد من كل 6 من المشروعات الرائدة، مما يضع نسبة النساء المشاركة في ريادة الأعمال في مصر أقل من المتوسط العالمي. على الجانب الآخر، فإن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25-34 عاما لديهم فرصة أكبر في أن يصبحوا رواد أعمال. كما يعرض التقرير مقارنة بين مناخ ريادة الأعمال في مصر والدول المشاركة في المرصد العالمي لريادة الأعمال من خلال تسليط الضوء على البنية التحتية وديناميكيات السوق الداخلية باعتبارهما من نقاط القوة في الدولة، مع توضيح أن تعليم ريادة الأعمال في المدرسة ومرحلة ما بعد المدرسة بحاجة للتحسين. وفقا لأيمن إسماعيل، الأستاذ المساعد وأستاذ كرسي عبد اللطيف الجميل لريادة الأعمال بكلية إدارة الأعمال بالجامعة، إن ريادة الأعمال هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل والقدرة على المنافسة، "هي أداة للإدماج الاجتماعي الاقتصادي وإشراك الشباب وتشجيع الاقتصاد الحر والتنافسي." وأكد شيما بركات، رئيس برامج تعلم ريادة الأعمال والمشاركة في مركز ريادة الأعمال في كلية چدچ لإدارة الأعمال، بجامعة كامبردچ، على أهمية خلق مساحة للتواصل دوليا بين رواد الأعمال لتبادل المعلومات ولإلهام بعضهم البعض في مختلف المجالات. أما في الجزء الخاص بالتوصيات، ينصح التقرير واضعي السياسات والجهات الحكومية بإعطاء ريادة الأعمال الأولوية. يقول أحمد طلبة، المدير الأكاديمي المشارك لإدارة الالتحاق الاستراتيجي، "إن تحديد الأولويات هو الأساس، فالأولوية لا تكمن في تنظيم الكثير من الأنشطة بل في اختيار الأنشطة التي قد يكون لها تأثير على الاقتصاد."