قبل أن تبدأ فى اختيار الكلية التى تناسب طموحات بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة، ننقل لك صورة واقعية من داخل الجامعة حول إمكانيات ومميزات وسلبيات الدراسة فى كل كلية وكيف يمكن أن تستعد من الآن بعيدا عن أى صدمات أو مفاجآت، فى السطور التالية تعالوا نعرف: ما وجه الاستفادة من الدراسة في هذه الكلية أو تلك؟ وهل الجانب الأكاديمي وحده يعد كافيا للتأهل لسوق العمل؟ وهل سيكون من اليسير الحصول على وظيفة بهذه الشهادة أم لا؟ فى البداية يقول عمرو عاطف محمد، 24 سنة، خريج كلية فنون جميلة جامعة حلوان: إن الدراسة في الكلية – بشكل عام- كانت ممتعة وذك بالنسبة لاهتماماته فضلا عن دورها فى تطوير امكانياته، مشيرا إلى أنه واجه عدة مشاكل خلال دراسته بالكلية، والتي من أهمها غياب التنسيق بين أساتذة القسم في تسليم التصميمات والمشروعات بالإضافة إلي زيادة الاهتمام بالجانب الأكاديمي بشكل أكبر عن الجانب العملي، موضحا أن ذلك ربما يرجع إلي أهمية المقررات الدراسية النظرية لقسم عمارة خاصة في جانب الممارسة العملية فيما بعد. بينما اشتكت شيماء شاكر، 29 سنة، خريجة كلية العلوم جامعة القاهرة، من كثرة المقررات الدراسية النظرية والتى تصل أحيانا إلي 8 أو 9 مقررات في الترم الواحد بالدراسة في الكلية، بالإضافة الي الجانب العملي لكل مقرر منهم بما كان يؤدي إلي صعوبات هائلة فى استيعاب أغلب الطلاب، موضحة أنها استفادت من دراستها بالكلية وخصوصا في تحسين مستوى اللغة الإنجليزية لديها إلى جانب الدراسة العميقة للكثير من التخصصات العلمية. أما إيمان يحيى، 26 سنة، خريجة كلية الآثار جامعة القاهرة، قسم مصري، فقد أشارت إلي أن الكلية تقدم للطلاب عدة مميزات؛ كتنظيم الزيارات لبعض الأماكن الأثرية أو السفر لبعض المحافظات مثل: الأقصر وأسوان، فضلا عن دراسة اللغة الهيروغليفية ومعرفة تاريخ الأسر القديمة ومصر الفرعونية إلا أن هناك صعوبة في إيجاد وظيفة في سوق العمل تناسب المؤهل الدراسي رغم تخرج الكثير من الطلاب بتقدير دراسي مرتفع. في حين رأت ياسمين شرف، 22 سنة، خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، أنها استفادت كثيرا من دراستها بالكلية، مشيرة إلي أن الكلية تضم نخبة كبيرة من أفضل الأكاديميين والإعلاميين الذين ينقلون الكثير من الخبرات والتجارب للطلاب فضلا عن تقديمهم النصائح والمشورات للطلاب في كل الأوقات، موضحة أن هناك بعض السلبيات الخاصة بنظام الدراسة في الكلية، قائلة: "مناهج الكلية نظرية جدا وغير واقعية وبعيدة عن سوق العمل"، وهناك فجوة كبيرة بين ما يتم تدريسه فى الكلية وبين الواقع العملى، لهذا يشعر الطلاب بالكثير من التحديات لإثبات أنفسهم فى سوق العمل، وأحيانا يصادفون واقعا مختلفا تماما عن الدراسة لدرجة أنه يكون مطلوبا منهم نسيان ما درسوه والعودة للمربع صفر من جديد. بينما أشارت أسماء أحمد، 24 سنة، خريجة كلية الهندسة، جامعة حلوان، إلي أن الاستفادة الوحيدة من الدراسة بالكلية هو العلاقات الاجتماعية قائلة: "اللي استفدته هو الأصدقاء أما الدراسة فكانت مملة ونظرية رغم أن كلية الهندسة من الكليات العملية". وهذه من المفارقات الطريفة، لذلك هناك حاجة ماسة لتطوير كليات الهندسة بحيث تكون متواكبة مع احتياجات سوق العمل وتطلعات الطلاب والخريجين.
وعلى جانب آخر، أكدت ريم محمد زكي، 22 سنة، خريجة كلية الآداب جامعة عين شمس، أنه خلال فترة دراستها كانت الكلية حريصة على توفير فرص لتدريبهم على الجانب العملي، وأشارت إلى أنها استفادت من كل الخبرات التى أتيحت لها ولكافة الطلاب، إلا أنها أدركت أن كل ذلك غير ضروري بعد تخرجها لصعوبة العمل في المجال الإعلامي، وأضافت أن الكثير من الخريجين فقدوا الثقة بالمستقبل نتيجة غياب فرص العمل، وبعضهم تحول لأعمال لا علاقة لها بمجال الدراسة. أما منة الله عبد المعطي، 26 سنة، خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس، فتؤكد أن الاعتماد فقط على ما يُقدم خلال سنوات الدراسة في تعلم اللغة غير كاف لإيجاد وظيفة في سوق العمل بما يدفع الكثيرين من الطلاب إلي الالتحاق بالدورات والكورسات الخاصة باللغة بعد انتهاء سنوات الدراسة أو خلالها أو اللجوء إلي التعلم الذاتي بالتواصل مع أشخاص من ذات البلد لتحسين مخارج الألفاظ والوصول للنطق السليم للتأهل لسوق العمل، فى حين تتطلب الدراسة فى الكلية مزيدا من الاهتمام باللغات إلى جانب ابتكار وسائل وأساليب جديدة فى دراسة اللغة بعيدا عن الطرق التقليدية.