في ضوء ما نشهده من أزمات غذائية, تعالت بعض الأصوات المطالبة بإعادة النظر في أسلوب عمل كليات الزراعة إلا أن اسباب عزوف الطلاب عن الدراسة في كليات الزراعة متعددة كما يشير الدكتور سند السيد حبيب الاستاذ بكلية الزراعة جامعة قناة السويس إلي ان هناك العديد من الأسباب التي أدت الي عزوف الطلاب عن الالتحاق بالزراعة ويبدأ كلامه بمفاجأة مؤكدا ان اسم كلية الزراعة نفسه اصبح سببا في عزوف الطلاب عن الالتحاق بها ويوضح انه عندما تم استحداث شعبة جديدة تسمي الهندسة الزراعية ارتفع معدل القبول بها إلي92% ولاقت اقبالا كبيرا من الطلاب رغم ان المناهج واحدة بالاضافة إلي ان هناك من يعتبر ان الدراسة بالكلية صعبة علي الرغم من ان مناهجها باللغة العربية باستثناء كورس يدرس باللغة اللاتينية. ويشير إلي ان تدريس الكيمياء في جميع سنوات الدراسة جعل الطلاب يعزفون من الدراسة بها ويؤكد ضرورة تغيير اتجاهات الطلاب نحو الوظيفة العامة, موضحا أن هناك خريجين في كلية الزراعة مازالوا يبحثون عن وظيفة حكومية بمبلغ 150 جنيها في حين أن المزارع الاستثمارية الخاصة تصل رواتبها الشهرية إلي نحو1500 جنيه. وحول عدم مواكبة مناهج الدراسة بكليات الزراعة للتطورات العالمية في مجال الانتاج الزراعي يؤكد ان ذلك ليس صحيحا لأن الكليات ليست بها كتب وزارية مقررة يتم فرضها علي الطلاب ويشير إلي أن ذلك يعتمد علي الاستاذ نفسه . من جانبه يشير مهندس زراعي تخرج في السبعينيات في كلية الزراعة إلي ان المناهج الحالية في كلية الزراعة عقيمة ولاتتناسب مع سوق العمل والجميع للاسف يدرك هذه الحقيقة, حيث يلجأ الطلاب إلي الحصول علي دورات تدريبية بعد الدراسة, كما ان المناهج التي كانت تدرس في السبعينيات مازالت حتي الآن دون إدراك ان هناك تطويرا كبيرا قد حدث خاصة في الآلات الزراعية ونظم العمل بالاضافة إلي صعوبة الدراسة بكلية الزراعة والتي تحتاج إلي انتظام وعمل جاد فضلا عن ان العمل الزراعي شاق سواء في المزارع او المصانع. ويدعو إلي ضرورية تأهيل اعضاء هيئة التدريس الجدد.