سبعون ألف صفحة تقريباً كتبت تاريخ مجلة " الشباب " منذ صدور عددها الأولي في أغسطس عام 1977 .. وطوال هذه السنوات لم تكن فقط الأشهر والأفضل والأعلي توزيعاً .. ولكنها أيضاً كانت بمثابة مرآة لكل أحداث المجتمع وما يخص فئة الشباب ، ودائماً كانت " مستقلة " في أرائها وانحيازها الوحيد لقارئها والمهنية والصدق ، وكانت صفحاتها – ومازالت – بانوراما شاملة لإهتمامات وأحلام وهموم أجيال ، وبمرور السنين كان الزمن يتغير .. ومعها تغطيتنا الصحفية لها ، وطوال شهر أغسطس الجاري وضمن احتفالاتنا بعيد ميلاد مجلة الشباب ال39 .. ستنشر بوابة " الشباب " يومياً موضوعاً مميزاً من أرشيف المجلة والذي تم نشره طوال الثلاثين عاماً الماضية (1986-2016 ) .. وهذه الموضوعات لم تكن الأفضل .. ولكننا راعينا في اختيار عناوينها أن يتوافر لديك عزيزي القاريء سجلاً من 30 محطة تعكس التطورات التى لحقت بآحوال وواقع الشباب في مصر طوال السنوات الماضية .. بمعني آخر كأنها لوحة من الموزاييك تفاصيلها مختلفة .. ولكنه في النهاية تعكس مشهداً واحداً عنوانه " شباب مصر خلال 30 سنة .. كيف كانوا بالأمس وإلي أين وصلوا اليوم ؟ " .. وكل عام ومجلة " الشباب " دائماً تمثل لديكم الصدق والموضوعية ..وصوتكم الدائم . الشباب ماذا يريد " الشباب " في عامهم ؟ تحقيق : محمد البحراوى أعتبرت الأممالمتحدة عام 1985 عاما دوليا للشباب وذلك في نطاق سلسلة احتفالاتها بالأعوام الدولية المختلفة ، واحتفالها بالشباب في ذلك العام انما هو تأكيد وضرورة على أهمية الشباب في المشاركة في مجالات كثيرة تخدم مجتمعهم والعالم أجمع ، ومن أجل ذلك وضعت شعارا يتلخص فى " المشاركة –التنمية- السلام " ومتضمنا نواحي عديدة فعلى الشباب أن يشارك في النهوض بمجتمعه إلى ما يريد ويتمنى أن يصل به إلى أعلى درجات التقدم .. وعلية أن يحقق التنمية الشاملة لمجتمعه .. وعليه أيضا أن يلعب دورا هاما في الأيمان بأهمية الاسلام لتلك المرحلة الحرجة في عالمنا .. ومن هنا كان لقاء مجلة الشباب بين فئات مختلفة من الشباب تستطلع الرأى .. وتتعرف على أمال الشباب فى عامهم الدولي .. ولكن مشاكل الشباب ومعاناتهم كانت الحديث الأول .. الحواجز في العلاقات: تشير ايمان هاشم .. بأداب أنجليزى عين شمس إلى الحواجز فى العلاقات بين الطلاب وتقول أن المادية تسيطر علينا إلى أقصى حد .. وتتمنى – وليس أكثر من ذلك – أن تعيش في ود وصفاء .. وشئ غريب حقا ما يحدث داخل قسم الانجليزى عندنا وهو أن كل طالب أو طالبة فى واد عن الأخر .. دون أى تفاعل أو علاقات .. وأعتقد أنه لو كانت هناك ندوات تقام أسبوعيا أو حتى شهريا لكانت كفيلة بتحقيق التوافق والانسجام بين الطلاب. وأشارت إلى أنه لا توجد أى ثقافة للشاب المصري .. ويساهم في ذلك التلفزيون بالنصيب الأكبر وأتذكر أثناء دراستى للثانوية في دبي اننى كنت أتابع باستمرار – الندوات الثقافية بالتلفزيون هناك وكان النقاش فيها على مستوى عال وبحضور كبار الشخصيات وموعدها مناسب للغاية ولا يمل منها الشباب رغم كثرتها هذا في دبي .. أما القاهرة ..!! عام حماس .. ثم يتلاشى كل شئ أما أمال مصطفى من نفس القسم فلم تتوقع أى حلم وتقول أنه لا يخطر على بالها أى أمنية فقرارات الأممالمتحدة لا تنفذ على الاطلاق ولو نظرنا إلى الأعوام الدولية السابقة للطفولة .. وللمرأة .. والسكان وغيرها لوجدنا أن المشاكل ما زالت قائمة وكان العام الدولي زوبعة فى فنجان يزيدون الحماس داخل الشعوب ثم يتلاشى كل شئ تدريجيا والمطلوب هو أن نتدارك جهدنا في ذلك الوقت ونقرر ما يجب عمله بصورة موضوعية وبعيدا عن الشعارات . ساعات حضور وانصراف 21 ألف جنيه ! ويقول أحد المشرفين برعاية شباب جامعة عين شمس .. انه يتمنى أن يشارك الشباب فى زيادة انتاج بلده وذلك من خلال الأنشطة الجادة التى تستطيع رعاية الشباب القيام بها عن طريق الأنفاق السليم لميزانياتها بدلا من الاسراف في الشكليات والمشروعات الغير مجدية والتي تؤدى إلى قتل طموح الشباب فعلى سبيل المثال قامت الجامعة بشراء ساعات للحضور والانصراف بمبلغ 21 الف جنيه وتقوم برحلات دورية عديدة لموظيفها وأغلبها الى بورسعيد فى الوقت الذى لم تقم فيه رحلة أو حفلة واحدة للطلاب الممتازين في العام الماضي وكذلك فرص العمل التى توافرت للطلاب في مشروعات التشجير والدهانات لسور الجامعة برغم أهميتها إلا أنها لم تلق نجاحا لانها كانت لمدة أسبوع واحد فقط لكل طالب وفي العام الدولي للشباب نتمنى أن يكون هناك تقييم لما ينجزه الشباب في هذا العام ليكون وساما على صدر كل شاب في خدمة بلده. حرية النشاط الطلابي ويقول محمد عادل .. بكالوريوس تجارة القاهرة نتمنى أن تتحقق حرية الشباب وتتمثل في ألغاء الحرس الجامعي وحرية النشاط الطلابي ومنح تسهيلات للشباب للسفر للخارج وتشجيع السياحة الداخلية عن طريق زيادة أعداد بيوت الشباب بالأماكن السياحية والارتفاع بمستوى أدارتها وكذلك مطلوب دور جاد لمراكز الشباب التى أصبحت شبيهة بالاماكن العتيقة دون أى نشاط. نريد شقة ووظيفة أما عصام التركى بأداب عين شمس فقال ضاحكا نريد شقة فقط وأخذ يسألنا عن طريقة الحصول على شقة ثم أستطرد قائلا .. ونريد أيضا وظيفة محترمة وبمرتب معقول .. ولا أن ننتظر فى طابور القوى العاملة .. فمستقبل الخريجين الأن غير واضح والمطلوب من الدولة أن توفر فرص عمل جديدة من خلال استصلاح الأراضي وتوزيعها على الخريجين إلى جانب القروض . مترو الأنفاق وشبكة المجارى !! ويتمنى ياسر أحمد المكيوى بكالوريوس تجارة عين شمس أن تنقل الوزارات والمصالح الحكومية بعيدا عن القاهرة وان يحقق حلم مجمع الوزارات خارج القاهرة ويتمنى في نفس الوقت اليوم الذى نقضى فيه مصالحنا مع الحكومة بأسرع ما يمكن أمنيتنا جميعا أن نشاهد مترو الأنفاق وهو يمرق تحت شوارع القاهرة إلى جانب شبكة مياه ومجارى عصرية لا تنفجر مع كل ضربة قدم. تحقيق السلام !! ويتمنى محمد خالد عبد الفتاح موظف ان تكون هناك نهاية لحرب العراق وأيران لان ما يدور الأن ما هو إلا اهدار للقوة الاسلامية والعربية بالاضافة لخسائر الدول المحيطة والتى تؤثر على الملاحة فى الخليج وقناة السويس وكذلك عدم الاستقرار في المنطقة وبالتالى تؤثر على الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي مما يؤدى إلى شغل الرأى العالمي عن مشكلة الشرق الأوسط ومن هنا يجيب على الأممالمتحدة أن تلعب دورا أكثر جدية فى احلال السلام بين الدول العالم وكذلك نتمنى عودة العرب لمصر لتتحقق الوحدة الفعلية للقضاء على مشاكل المنطقة . الورد فى كل شرفة!! وتتمنى أمانى فتح الله محمود تجارة الزقازيق ان ننتهى من ترميم كل أثارنا لجذب مزيد من السياح في الاماكن التى تشير إلى عظمتنا وكذلك تتمنى زيادة الرقعة الخضراء في القاهرة وأعتقد تحويل أرض كلية دار العلوم إلى حديقة عامة أنما هو اتجاه نشيد به ونحيي الحكومة عليه ونتمنى أن يأتى اليوم الذى توزع فيه شجرة أمام كل بيت وزهرية ورد في كل شرفة. ومن خلال هذا الحوار مع الشباب كان هناك خيط مفتقد أن الشباب لم ينقطع لا يدرى ماذا يريد وكيف يفكر للمستقبل ؟ وكيف يخطط لمستقبله وحياته لذا نتجه إلى كل الشباب نسألهم أفكارهم وخواطرهم وقضاياهم التى يجب أن تجد مكانها على الساحة في عالمهم الدولي . ( هذا الموضوع تم نشره في بتاريخ 1 يناير 1986 )