مدبولي يستجيب لمواطن بشبين القناطر ويأمر بعودته فورًا إلى عمله    وزيرة التخطيط تلقي الكلمة الافتتاحية ب«قمة المرأة المصرية» في نسختها الرابعة    وزير الخارجية يلتقي مع نظيره الباكستاني على هامش منتدى صير بنى ياس    بث مباشر.. تشيلسي يواجه إيفرتون في قمة الجولة 16 بالدوري الإنجليزي الممتاز    ديلي ميل: حسام حسن يتدخل على خط الأزمة بين صلاح وسلوت    غدًا.. أشرف صبحي يطلق 5 فعاليات رياضية في الوادي الجديد    المركز الإعلامي لمجلس الوزراء يكشف الحقائق حول المتحف المصري الكبير ويطمئن الزائرين استمرار استقبال الزائرين بشكل طبيعي    عروض فلكلورية يونانية ضمن معرض «الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر» في مكتبة الإسكندرية    الجيش الإسرائيلي استهدف قياديا في حماس بقطاع غزة    وفاة المهندس محمد أبو زيد وزير التموين الأسبق    16 طعنا على انتخابات ال19 دائرة الملغاة بالمرحلة الأولى بانتخابات النواب    «الوطنية للانتخابات» تتسلم نتائج 30 دائرة ملغاة قضائيا وتعلنها رسميا الخميس المقبل    تعرف على أسعار الذهب المعلنة على موقع البورصة المصرية (آخر تحديث)    برشلونة يكشف سبب غياب تشيزني عن مواجهة أوساسونا في الليجا    أزمة منتخب طولان فرصة لإعادة البناء    مطالبات بحماية عاجلة للصغار…تكرار الإعتداء على الأطفال فى المدارس مسئولية من ؟    وفاة أبوزيد محمد أبوزيد وزير التموين الأسبق    تأجيل محاكمة 6 متهمين بالانضمام لخلية إرهابية    مأساة في قرية الدير شرق أسنا جنوب الأقصر.. انهيار منزل يؤدي إلى وفاة أم وطفليها وإصابة آخرين    الجامعات تستعد لامتحانات نصف العام الدراسي.. العاصمة: تكليف إدارة التكافل الاجتماعي بتقديم الدعم اللازم للطلاب.. القاهرة تحدد مواصفات الاختبارات.. ومحظورات على الممتحنين داخل اللجان    المكتب الحكومي بغزة يعلن حصيلة جديدة لضحايا منخفض بيرون    رسالة مؤثرة من محمد هنيدي لنجلته فريدة بعد حفل زفافها    حين تصبح المرأة رمزًا وقيادة:    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين فى الدورة 32 للمسابقة العالمية للقرآن    رئيس الوزراء يتفقد مشروع إنشاء مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة الجديدة    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    ضبط 121 ألف مخالفة متنوعة في حملات لتحقيق الانضباط المروري خلال 24 ساعة    تموين الفيوم يضبط محطتين تموين سيارات يتلاعبان في المعيار الخاص بطلمبة سولار    أسعار الفاكهة والخضراوات اليوم السبت 13-12-2025 بأسواق أسيوط    رئيس التعاون الإفريقى: زيارة الوفد المصرى لأنجولا خطوة لتعميق الشراكات الصناعية    بين الفيضانات والحصار.. وزيرة التنمية الفلسطينية تكشف حجم الكارثة الإنسانية في غزة    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    الأمين العام للأمم المتحدة: نقدر التزام الحكومة العراقية بالمضي قدمًا في خطط التنمية    النقابة العامة للأطباء تعقد اجتماعًا موسعًا لمناقشة تطبيق قانون المسؤولية الطبية الجديد    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    روتين صباحي صحي يعزز المناعة مع برودة الطقس    العرجاوي: الغرفة التجارية بالإسكندرية تبحث مع الجمارك و"إم تي إس" ميكنة التصدير    صحة دمياط تضرب بقوة في الريف، قافلة طبية شاملة تخدم 1100 مواطن بكفور الغاب مجانا    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية بإندونيسيا لأكثر من 1000 شخص    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    الأعلى للثقافة: الكشف الأثرى الأخير يفتح ملف عبادة الشمس ويعزز القيمة العالمية لجبانة منف    «الست» يحقق 7 ملايين جنيه في أول 3 أيام عرضه بالسينمات    لخدمة الشباب والنشء.. رئيس الوزراء يؤكد دعم الدولة للمشروعات الثقافية وتنمية الوعي بالمحافظات    أمانة المراكز الطبية المتخصصة تكرّم إدارة الصيدلة بمستشفى الشيخ زايد التخصصي    «أسرتي قوتي».. المجلس القومي لذوي الإعاقة يطلق برامج شاملة لدعم الأسر    مواعيد مباريات السبت 13 ديسمبر - بيراميدز ضد فلامنجو.. وليفربول يواجه برايتون    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    إدراج معهد بحوث الإلكترونيات ضمن لائحة منظمة الألكسو لمراكز التميز العربية    الخدمة هنا كويسة؟.. رئيس الوزراء يسأل سيدة عن خدمات مركز طحانوب الطبى    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    اسعار الذهب اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى محال الصاغه بالمنيا    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك بدقه    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    بيراميدز يتحدى فلامنجو البرازيلي على كأس التحدي    "يا ولاد صلّوا على النبي".. عم صلاح يوزّع البلّيلة مجانًا كل جمعة أمام الشجرة الباكية بمقام الشيخ نصر الدين بقنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالتفاصيل.. بين يوليو 1952 و2016.. ماذا حدث للمصريين؟
نشر في بوابة الشباب يوم 24 - 07 - 2016


تحقيق : وليد فاروق محمد – محمد شعبان

سؤال الساعة :

- في الغياب الأول لهيكل عن ذكرى ثورة يوليو .. ماذا سيفعل الناصريون يوم 23 سبتمبر القادم ؟

- حسين عبد الرازق : ستبقي ثورة يوليو رغم رحيل " الأستاذ "

- جمال فهمى : لم نكن نرى تجليات ثورة يوليو إلا من خلال وجود هيكل .. خاصة و أن الغناء باسمها أكثر من الأفعال

- د. عاصم الدسوقى : عبد الناصر كان يضرب بيد من حديد .. لكننا الآن نتبع سياسة " إيثار السلامة "

- أحمد بهاء الدين شعبان : اليسار تمت ازاحته من الصورة لصالح " إعلانات المنتجعات السياحية.. وقوى الشر" هي المعادية لحكم عبد الناصر .. أما " أهل الشر" الذين يتحدث عنهم السيسي فهم يمثلون القوى العميلة للغرب الأوروبي والأمريكي

- في مايو 1954 أكد وزير التموين أن السلع لو تركت بدون تسعيرة سترتفع بجنون .. وعقوبة "الجلد" لمن يرفع سعر الرغيف

- ثورة يوليو رفعت الحد الأدني للعامل ل5 جنيهات شهرياً كان يستطيع أن يشتري بها 34 كجم لحوماً

- في 1952: الرئيس محمد نجيب تبرع بنصف راتبه لدعم الاقتصاد المصري .. وفي 2013: الرئيس السيسي يتبرع بنصف راتبه وثروته لنفس الهدف

- د. محمود عبدالحي: التبرعات مهمة للبحث العلمي وتعليم المتفوقين وليس مساندة الحكومة في علاج عجز الموازنة

- ثورة يوليو طالبت بفن ملتزم بدون راقصات .. وطارق الشناوي يسأل: هل نقابة الممثلين بناء على توجيهات الرئيس ستتبرأ من مسلسلات رمضان ؟

- منذ 60 عاماً كان المنافقون يعتبرون الحاكم مع الأنبياء سواء.. وحالياً أصبحت أصواتهم أكثر عذوبة من أم كلثوم وفيروز


يحتفل المصريون حاليا بالذكرى الرابعة والستين لثورة 23 يوليو التي أطاحت بالملكية ، ورغم محاولات كثيرة للربط بين ثورتي 23 يوليو 1952 و30 يونيو 2013 .. ولكن معظمها اكتفت بالتركيز إما علي التشابه بين شخصية الرئيسين جمال عبد الناصر وعبد الفتاح السيسي .. أو لموقف جماعة الإخوان " الإرهابية " من الثورتين ، ولكن الحقيقة أنه بالبحث وجدنا علامات استفهام ماتزال تحيط بأحداث وأشخاص .. وكلها تدور حول مشاهد كثيرة عشناها منذ سنوات طويلة ، وفي التحقيق التالي سنتوقف مع أبرز هذه المشاهد لا لإثبات أن الزمن يكرر نفسه .. ولكن فقط لنفهم حقيقة ما نعيشه اليوم ، ونعرف ماذا حدث لنا بالأمس .. وربما هو نفسه ما ينتظرنا غداً .

قوي الشر
يتكرر كثيراً الحديث منذ 3 يوليو 2013 عن " أهل الشر " الذين يتآمرون على مصر، ورغم أنه لا تتم " تسمية " هؤلاء ولكن الجميع يفهم ضمناً أنهم مزيج من جماعة الإخوان الإرهابية وجهات أجنبية ما وجماعات تكفيرية إرهابية ، خاصة عندما يرتبط المصطلح بكلمات أخري مثل حروب الجيل الرابع والكتائب الإلكترونية والقوى التى تحاول تحطيم الأمل في نفوس المصريين ، والمسألة لم تقف فقط عند تأكيدات الرئيس السيسي .. بل نجد مثلاً المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة يقول نصاً " استغلّت قوى الشر طريقاً سهلاً للوصول إلى بعض الشباب من خلال ارتباطه بشبكة الإنترنت في محاولة للسيطرة على عقولهم من خلال تلك الوسيلة لأفكار وشائعات كاذبة تهدف إلى زعزعة عقيدته وإضعاف إيمانه بوطنه " ، ولو عدنا 65 عاماً للوراء .. في خطابات الرئيس عبد الناصر سنجد كثير من العبارات تتعلق أيضاً ب " أهل الشر " المتربصة بمصر .. وهي تقترب في تكوينها من نفس المشار إليهم حالياً ، ويؤكد علي ذلك المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط الحالي عندما يقول " الرئيس السيسى سار على خطي الرئيس جمال عبد الناصر في تحدي كل قوي الشر والأيادي الخفية، التي تحاول منع بناء مجد مصر " ، وبين قوى الشر وأهل الشر أشياء كثيرة مشتركة.. الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بأداب حلوان، يقول ل " الشباب " : قوى الشر هى القوى المعادية للحكم والدولة وكافة الإجراءات التى يتخذها النظام وفقا لرؤيته السياسية، فهى القوى التى تتكتل وتعمل فى الخفاء ضد النظام، وفى أيام الرئيس عبد الناصر، كانت قوى الشر على المستوى الداخلى تتمثل فى الإقطاعيين الذين وقفوا فى وجه الإصلاح الزراعى، وأعضاء الأحزاب السياسية التى صدر قرار بحلها من مجلس قيادة الثورة، والإخوان المسلمون، والجماعات الشيوعية التى اختلفت مع النظام الناصرى حتى تراجعت عن موقفها وقبلت بالانضمام للاتحاد الاشتراكى فى عام 1964، أما أهل الشر اليوم والذين يتحدث عنهم الرئيس السيسي فهم يمثلون القوى العميلة للغرب الأوروبى والأمريكى، والتى تسعى لعدم السماح بالاستقرار فى مصر، من هذه القوى الجماعات الإسلامية التى لم تتراجع عن العنف، والإخوان وهى الجماعة التى تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية وسعدت بوصولها للحكم لأنها إحدى وسائل الغرب لتفكيك العالم العربى .

ويضيف الدسوقى أن قوى الشر على المستوى الخارجى أيام الرئيس عبد الناصر تمثلت فى القوى المعارضة للنهضة فى مصر ووقفت ضد الرئيس عقب تأميم القناة وكان على رأسها بريطانيا وفرنسا والحركة الصهيونية وأمريكا، هذه القوى تجسدت فى الخطاب الناصرى دائما باسم "الغرب"، اما فى عهد الرئيس السيسي فنحن نتحدث عن تركيا وحليفتها قطر ، ومن خلفهم قوى غربية وهؤلاء لا يريدون الاستقرار لمصر، لكن تعامل النظام الناصرى كان مختلفا حيث أنه كان حادا فمع رجال الأعمال أصدر قرارات التأميم وحارب الغرب الأوروبى فكان يضرب بيد من حديد مما سهم فى وقف أطماع هذه القوى، أما فى الآونة الأخيرة فهناك طريقة مختلفة فى التعامل فهناك سياسة تقوم على إيثار السلامة وأحيانا ترك هذه القوى دون إجراء حاسم كما يحدث مع رجال الأعمال والنتيجة هنا هو تراجع دور الدولة وهو الدور الذى كان قويا فى العهد الناصرى.

غلاء الأسعار
في عصر جمال عبدالناصر كان سعر كيلو اللحم 25قرشا وتدرج إلى أن وصل 75قرشا، وفى هذه الأيام كانت الطبقة المتوسطة تأكل اللحمة مرتين أسبوعا ، حيث كان متوسط الراتب 25 جنيها .. ولكن الآن كيلو الأرز وصل إلي 9 جنيهات .. بل وأحياناً يصل ثمن كيلو البامية إلي ما يعادل قيمة خروف فى الستينيات ، والمسألة لا تتوقف فقط عند اللحمة بل كل شيء .. لأن ارتفاع الأسعار مرتبط دائماً بدور الدولة والتى كانت فى عهد جمال عبدالناصر تكفل مواطنيها البسطاء ، وهو ما يتضح من حادث وقع في شهر مايو 1954 حينما شهدت مصر أزمة ارتفاع أسعار بعض السلع وقيل وقتها أن " أتباع النظام السابق " هم السبب فيها ، وهو ما دفع مجلة "روزاليوسف" إلي إجراء حوار قصير مع وزير التموين وقتها، الدكتور محمد صبري منصور، في عددها رقم 1353، وكان السؤال الأول: هل تنوي الوزارة اتخاذ إجراءات لتخفيض أسعار بعض المواد التموينية كالأرز والسكر وغيرهما؟ وهو ما أجاب عنه الوزير بأن أسعار السلع التموينية تقوم الحكومة بدفع إعانة لتحقيق الوصول إلي هذه الأسعار - يقصد الدعم - ثم سألته المجلة: هل تنوون تغيير نظام التسعير الجبري؟ فأجاب: لم يفشل نظام التسعير الجبري حتي نغيره، ولو تركنا السوق لارتفعت الأسعار، فلو تركت اللحوم دون تسعيرة لارتفعت بجنون" ، وهناك صورة شهيرة منتشرة ل " فرّان " مصري في احدى قرى محافظة قنا سنة 1954 وهو يخضع لعقوبة " الجلد " بسبب قيامه برفع سعر رغيف الخبز في وقت فيضان النيل !.

ويشير د. عاصم الدسوقي إلي أنه بعد نكسة 1967 شهدت البلاد أزمات عديدة تمثلت فى عدم توافر السلع، ولم تكن الحكومة وقتها تعتمد على الاستيراد من الخارج، فضلا عن أنه فى أواخر فترة حكم جمال عبدالناصر فتح الباب أمام القطاع الخاص للاستيراد، وانتعش الاقتصاد رغم الأزمات ، كما اشتهرت ثورة يوليو بانحيازها إلى الفقراء والمهمشين، ووصل الحد الأدنى للعامل إلى 18 قرشًا لليوم الواحد، بما يعادل حوالي 5 جنيهات شهريًا ، وكان هذا المبلغ يكفي لشراء ما يعادل 34 كجم من اللحم .. وهو ما يساوي حالياً 3870 جنيهاً ، فهل الحد الأدني للعامل حالياً يساوي هذا المبلغ ؟

دولة التبرعات
بمناسبة دور الدولة .. ثقافة " التبرعات " التى نعيشها حالياً هي عامل مشترك بين 1952 و2016 .. فالرئيس عبد الفتاح السيسي عندما تبرع بنصف راتبه وثروته أو حينما يدعو لحملة للتبرع لصالح صندوق " تحيا مصر " لم تكن مبادرته هي الأولي علي مستوي الحكام المصريين .. الرئيس محمد نجيب تبرع بنصف راتبه لدعم الاقتصاد المصري، وتلاه الرئيس جمال عبد الناصر حيث قدم عدة تبرعات لدعم العديد من المشروعات القومية والدينية، أبرزها تبرعه بأموال ساعدت فى بناء الكاتدرائية الأرثوذوكسية بالعباسية، والتي افتتحت في ستينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى مجهوداته الذاتية لدعم الجيش المصري في مواجهة العدوان في أعوام 1956، وحرب 1967، وحث عبد الناصر جموع شخصيات الدولة والفنانين لإعداد لقاءات ثقافية وحفلات فنية وتخصيص إيراداتها لدعم المجهود الحربي ، وكما نشاهد حالياً فنانيين يظهرون في إعلانات تدعو للتبرع سواء لصالح صندوق تحيا مصر أو لبعض المستشفيات ، لا ننسي في عام 1954 حينما انطلق قطار الرحمة ، هو قطار كان يحمل كل فناني مصر تقريبا في ذلك الوقت ، ومهمة القطار كانت هي القيام من محطة مصر والمرور بمدن الوجه البحري الكبيرة وتقديم حفلات بها يظهر بها كل الفنانين وذلك من أجل جمع تبرعات لأهل غزة التي كان يديرها حاكم عسكري مصري ، لم يكتف الفنانون بالظهور في الحفلات، بل اختلطوا بجماهيرهم في الشوارع، وقدم الفنان الراحل محمود شكوكو عملا وطنيا بارزا فى أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، حيث استغل شهرته وحب الشعب له، وجمع تبرعات مالية لصالح المجهود الحربى، وبعد نكسة يونيو 1967، أقيم أسبوعاً أطلق عليه اسم " أسبوع التسليح " وفيه كانت تقوم مجموعة من الفنانين بالمرور على العديد من الشوارع المصرية لجمع تبرعات من أجل تسليح الجيش ، وذلك من خلال صندوق كبير كانت تحمله سيارة نقل، وبصحبته واحد من الفنانين المتطوعين، ومن خلال هذا الصندوق جمعوا مبالغ كبير من العديد من الأحياء الشعبية والنوادى التى يذهب إليها صفوة المجتمع، إلى جانب تبرّعات الفنانين أنفسهم ، وكذلك لا ننسي حفلات أم كلثوم لصالح المجهود الحربي لمساعدة الجيش المصري على إعادة ترتيب صفوفه ، وبالمناسبة .. حسب بعض الاحصاءات فإن المصريين يدفعون سنوياً نحو 5 مليارات جنيه فى صورة تبرعات، والمدهش فى الأمر ليس فقط الرقم المرتفع لشعب يعيش نسبة 40% منه تحت خط الفقر، ولكن احتلال مصر المرتبة العربية الأولى فى تقديم التبرعات، بالرغم من أن ظروفنا الاقتصادية الصعبة ، وسبق وأكد د. محمود عبدالحي استاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي أن تلقي الحكومة للتبرعات ليس عيبا لأنها تواجه ازمة مالية فلماذا لا تستغل كل الفرص المتاحة لعبورها، وأن تستخدم كل ادوات التمويل المتاحة، وليس هناك مانع من قبولها التبرعات لكن المهم هو كيفية ادارة هذه الاموال، كما إن الاعتماد علي التبرعات لانقاذ الاقتصاد صعب، مؤكدا أن الاثرياء في كل دول العالم يتبرعون لاغراض معينة مثل الانفاق علي البحث العلمي في الجامعات وتعليم المتفوقين من الطلبة وليس مساندة الحكومة في علاج عجز الموازنة .

الفن .. والرئيس
الرئيس السيسي فى حواره الأخير مع الإعلامي أسامة كمال أشار إلى أغنية " قلنا ح نبنى وادى احنا بنينا السد العالى " على اعتبار أنها ساهمت فى الترويج للسد، وأن هناك عشرات من المشروعات التى يتم الآن تنفيذها تستحق المعاملة بالمثل، وأضاف الرئيس أنه لا يريد الغناء باسمه، لكن اللافت أن الرئيس يؤكد دائماً علي " الفن الملتزم بقضايا المجتمع " .. وهو أمر يعيدنا إلي ما أعلنه اللواء محمد نجيب بعد ثورة 23 يوليو بأسبوعين فقط فى بيان شهير عنوانه " الفن الذى نريده " حيث كان يرى أن وجود راقصات فى الأفلام المصرية يتعارض تماما مع الثورة وروحها ، وبالفعل استجاب البعض وظهرت شركة انتاج باسم " أفلام العهد الجديد " ،
لكن – كما يؤكد الناقد الفني الكبير طارق الشناوي - لم يختف الرقص من السينما فى حقبة الخمسينيات ولم تتوقف أفلام الترفيه ولا حتى الأغانى الرديئة، وصالحت الدولة الفن بكل أطيافه، بل حدث ما هو أكثر، فى عام 55 أصيب فريد الطرش بذبحة صدرية حالت دون حضوره العرض الأول لافتتاح فيلمه (عهد الهوى) فكتب خطاب للرئيس جمال عبدالناصر لكى يشارك جمهوره بدلا منه، فذهب الرئيس ومعه مجلس قيادة الثورة إلى سينما (ديانا)، وبالمناسبة الفيلم الذى أخرجه أحمد بدرخان يتناول علاقة مطرب بعاهرة ، وربما هذا يتكرر حالياً .. فبعض الفنانيين حالياً ورغم دعوات الرئيس لهم بأن يشتركوا في أعمال هادفة أكتفوا بقصص تعبر عن الخيانة والعنف والقتل فقط ، ويضيف الشناوي " لا يوجد فن يقدم على مزاج أو مواصفات الدولة ولا رئيسها، عندما تُرصد مكافأة قدرها مليون جنيه لمن يُقدم مسلسلا يخلو من التدخين أو التعاطى من خلال وزارتى التضامن الاجتماعى والشباب ويحظيان على مباركة نقيب الممثلين، فهذا فى الحقيقة لا يعنى سوى أننا نبحث عن فن معقم، يخاصم واقع الحياة ، العشوائيات يقطنها 15 مليون مصرى وأفرزت ثقافة مغايرة لم تستطع الأفلام والمسلسلات أن تقترب منها ، والعشوائيات التى شاهدناها فى الأفلام لم تقدم سوى جزء من الحقيقة، هناك من يريد أفلاما ودراما وأغان (كارت بوستال)، معتقدا أنه ينفذ حرفيا توجيهات الرئيس " ! .
وفي مقاله الذي نشره مؤخراً يتساءل طارق الشناوي : هل ستسارع نقابتا الممثلين والموسيقيين بإعلان أن الفن الذى نشاهده على الشاشة الصغيرة فى رمضان لا يعبر عن مصر، وأنه يدعو للانفلات وأنهما وبناء على توجيهات الرئيس يتبرآن مما يعرض، لا شىء فى الحقيقة مستبعد، فلقد فعلها نقيب الممثلين أشرف زكى بعد 24 ساعة فقط من عرض مسلسلات رمضان الماضى، فما الذى يمنعه من أن يعتبر أن كل ما يُقدم سلبيات المجتمع على الشاشة هم من أهل الشر.

التطبيل عبر العصور
" هرب الجمل من الجزار بعد أن شاهد بعينه ذبح جمل آخر .. فانطلق يعدو فى شوراع السيدة زينب وظل يجرى فى الشوارع إلى أن وصل إلى باب قصر عابدين ، ولم يستطع الحراس إيقافه ، فدخل ساحة القصر .. واشتراه الملك فاروق وضمه للمزارع الملكية وأجزل لصاحبه العطاء " .. هذا نموذج لخبر صحفي من كلاسيكيات " التطبيل " .. وهي عادة أصيلة مشتركة منذ اللحظات الأولي لثورة 23 يوليو 1952 وحتى اليوم .. ويقول أستاذ الصحافة الكبير الراحل الدكتور إبراهيم عبده فى كتابه " ومن النفاق ما قتل " عبارة تختزل الفكرة كلها " صدقونى ما من أحد فى العالم يلقى هذا النفاق ويعيش وسط هذا الرياء ويقرأ ويسمع كل يوم وكل ساعة ولحظة أنه منزه ولا يخطئ، وأنه والأنبياء على قدم المساواة، وأن قوله لا يأتيه الباطل أبدا وأن فى مقدوره أن يرحم أو لا يرحم ، ما من أحد فى العالم يحاط بكل هذا النفاق ويبقى على طبعه الأصيل، فلابد أن تغره الدنيا، ولا يقبل نقدا لسلطانه أو تصويبا لبيانه، فمن المسئول عن هذا كله؟، إنه النفاق الذى مهد لكل بلاء أصابنا أو أصاب السلطان " ، أما اليوم.. فمؤخراً كتب الصحفي مجدي الجلاد مقالاً بنفس الفكرة – وكأن الزمن لا يتغير - قال فيه : الكل ينافق، لذا بات طبيعياً أن يصبح ل"صناعة النفاق" رموز ونجوم.. أنت تلعنهم فى الصباح، وتلتقينى فى أى مكان أو تتحدث مع صديقك قائلاً "وبعدين هو الإعلام وصل للهبوط والنفاق ده إزاى، لازم حل" ثم تجلس أمامه فى المساء لتتناول وجبة إسفاف لذيذة على أذنيك وعينيك ومعدتك أيضاً: شوية فضايح.. على شوية مسخرة وضحك على حتة جريمة وعفاريت.. ومفيش مانع خناقة بين ضيفين تافهين ، وإن لم تشبع افتح النت واقرأ مقالاً يقطر نفاقاً وكذباً، لأن كاتبه "متطرف فى النفاق" ونحن نهوى التطرف فى كل شىء..! وصناعة النفاق ازدهرت لأننا نستهلكه ليس لأنه مفروض علينا ، المنافق فى مصر الآن سياسى بارز وبرلمانى يجلس فى الصف الأول وكاتب يظهر فى كل الصور وإعلامى يحقق أعلى مشاهدة، لا أعرف ما إذا كان الحاكم - أى حاكم - يشاهد أو يقرأ ما يقوله ويكتبه منافقوه أم لا، ولكن الثابت عندى أنه لا يحب أن يقرأ لمن يخالفونه أحياناً الرأى، فأصوات المنافقين أكثر رقة وعذوبة فى آذان الحكام من صوت أم كلثوم وفيروز " .

أول ذكري بدون هيكل
العميد اللبناني مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" كان صاحب التعبير الأدق بخصوص علاقة الراحل محمد حسنين هيكل بثورة يوليو .. فقد قال عقب وفاته " هيكل يعتبر بالنسبة للناصريين الإرث الحقيقي والدقيق بمجريات المرحلة الناصرية في مصر على سنوات طويلة كان خلالها المتابع الدقيق والمؤرخ لهذه الأيام ، بالتالي فإن فقدان محمد حسنين هيكل بالنسبة إلينا خسارة كبيرة، خاصة أننا نعيش في زمن تكالبت وتحالفت فيه كل القوى المعادية، وتحالفت قوى الشر من عصابات الإخوان المتأسلمين والرجعية العربية والاستعمار الأمريكي، وريث الاستعمار الإنجليزي على إنجازاتنا القومية، وباتوا يستهدفون الوعي القومي وعقول الشباب، وبالتالي نحن عرضة لسنوات عديدة نحتاج فيها إلى إعادة بناء ثقافتنا القومية، والتي يعتبر فيها إرث هيكل الناصري ركنًا مركزيًا أساسيًا" ، والأستاذ هيكل هو أول من أطلق لفظ " الناصرية " بمقال شهير فى جريدة الأهرام فى 14 يناير عام 1972 ،وأصبح لذلك التيار مريدوه الذين يحرصون على الالتفاف حول هيكل طلبا للدعم .. أو للقبول ، ولذلك كان هناك مشهدان تكررا طوال سنوات طويلة .. الأول في ذكري 23 يوليو ، والثاني يوم عيد ميلاد الأستاذ في 23 سبتمبر ، وفي المشهدين كان نفس الكادر .. كان الراحل الكبير يجلس علي كرسيه وبيده " السيجار " الكوبي الشهير وحوله مريدوه من " شلة " الناصريين ليتكلموا قليلاً ويستمعوا كثيراً لحكايات معروفة ولكن بتفاصيل مختلفة ، كما أن ذكري ثورة يوليو هذه السنة ستفتقد ل " الحكاء " الأول والمؤرخ الأطول عمراً والذي خاض معارك كثيرة ليؤكد فيها إنه كان شاهد العيان الوحيد علي كل تفاصيل هذه الثورة عندما كانت فكرة وحتى تغيرت ملامحها بتراجعه عن المشهد في عهد الرئيس السادات ، وكما يقول د. محمود خليل الكاتب والأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة " فقد كنا أمام شخص يسكن التاريخ أكثر مما يسكن الواقع " ، عموماً .. برحيل الأستاذ هيكل يرى الكثيرون أن الثورة فقدت آخر أوراقها الحية، فقد كان الأستاذ أشهر أبناءها الأحياء المدافعين عنها على مدار ما يقرب من 60 عاما .. لكن مع ذلك ستبقى ثورة يوليو رغم رحيل الأستاذ .. هذا ما يراه الكاتب اليسارى حسين عبد الرازق، القيادى بحزب التجمع، حيث يقول: بالتأكيد الأستاذ هيكل كان يمثل قيمة كبيرة، ولم يكن مجرد الصحفى الأقرب لجمال عبد الناصر وثورة يوليو، وإنما كان أيضا أحد الناطقين باسمها وأحد المؤرخين الذين كشفوا عن الكثير من وثائقها وتفاصيلها وأسرارها وكواليس حدوثها، وظل مدافعا عنها خصوصا أيام الرئيس السادات عندما تعرضت لتراجعات شديدة، الواقع أن ذكرى يوليو بعد رحيل الأستاذ ما هى إلا محطة تذكرنا بالأهداف التى قامت من أجلها الثورة ولم تتحقق، وتشهد الذكرى أيضا طرح تساؤلات بحثا عن استعادة الطريق الذى ربما فقدناه فى السنوات الطويلة الماضية، وهو طريق العدالة الاجتماعية، ولو كان الأستاذ هيكل حيا بيننا بالتأكيد كان سيساهم فى هذه المعركة وفى النضال بان تستعيد مصر روح وذكرى ثورة يوليو، وفى اعتقادى أرى أن غيابه لن يؤدى إلى أن تصبح الذكرى فاترة لأن الحدث أعظم من الأشخاص، ويبقى الحدث ويرحل الأشخاص وإلا كانت غابت الثورة وغربت شمسها برحيل زعيمها الأول جمال عبد الناصر، أيضا مصر ولادة ولا نحتاج دائما للعودة للماضى وإعادة الروح إلى الرفات وإنما نجتاج دائما لعقول جديدة تبعث أفكار رائدة ومختلفة.

أما الكاتب الصحفى الناصرى جمال فهمى، فيرى أن ذكرى الثورة هذا العام مختلفة برحيل الأستاذ هيكل وذلك على الصعيد العاطفى والرمزى، فهناك أجيال كثيرة تعودت على حضوره الطاغى ولم نكن نستطيع أن نرى تجليات ثورة يوليو إلا من خلال وجود الأستاذ هيكل، فغياب الأستاذ بالنسبة للناصريين يدعو للأسى والألم، أما على الصعيد المادى فالمشكلة هى غياب مشروع أهداف ثورة يوليو المتمثلة فى جانب العدالة الاجتماعية ، فالغناء باسمها أكثر من الأفعال.

وأضاف فهمى أن ثوابت كثيرة تغيرت بين 23 يوليو 1952 و3 يوليو 2016 .. لكن الثابت الذى لم يتغير هو جوهر ثورة يوليو أى الأهداف الأصيلة التى قامت من أجلها وهى الأهداف التى سنظل نرددها ونعمل على تحقيقها، ولذلك يرى قطاع كبير من الناصريين أن 25 يناير و30 يونيو كلاهما امتداد لثورة يوليو لأن الثورات الثلاث رفعت نفس الشعارات، لكن الفارق أن الذين صنعوا ثورتى يناير ويونيو كانوا عند الحصاد خارج المشهد السياسي تماما ، وربما يعود ذلك بالنسبة لليسار والناصريين إلى عناصر عديدة من أهمها غياب التنظيم والكوادر والإمكانيات ولذلك ترك فراغا سياسيا ملأه اليمين الذى يبدو أنه ينافس نفسه على حلبة الحياة السياسية ، ولكن أخذا فى الاعتبار تطور الفكر الاقتصادى والاجتماعى والسياسي، فمثلا ثورة يوليو لجأت للتأميم فى حين أن هناك تجارب وأدوات عصرية يمكن ان تحقق نفس الهدف بدون اللجوء للتأميم بصورته التقليدية، وهناك تجارب فى أمريكا اللاتينية نجحت فى ابتكار وسائل وأدوات لتوزيع الدخل على الناس بشكل عادل دون اللجوء للتأميم، ولذلك هذا هو الدور الذى يمكن أن تقوم به الدولة فى العصر الحديث.

أين يقف الناصريون اليوم ؟
في ذكرى 23 يوليو واقع الناصريين يؤكد أنهم اصحاب فكر واحد " نظرياً " وأحزاب متفرقة " عملياً " ، ويرى التيار الناصرى أن ثورة 30 يونيو هي امتداد طبيعى لثورة 23 يوليو، ولكنهم مع ذلك فشلوا فى تصدر المشهد، وفى انتخابات مجلس النواب لم يصل منهم سوى عدد قليل لا يتجاوز 25 نائبا على أقصى تقدير، لكن الخريطة الناصرية تكشف الآن عن وجود انقسام شديد بين الأجيال التى لا تزال تتبنى المشروع الناصرى ، فهناك جيل الآباء الذى عمل مع عبد الناصر ممن لا يزالون على قيد الحياة ومن هؤلاء سامى شرف ومحمد فايق، وهناك جيل الوسط الذى يحمل الشعلة الناصرية الخافتة الآن وعلى رأسهم حمدين صباحى وبعض قيادات التيار الشعبى، وهناك جيل شبابى جديد يميل للإشتراكيين الثوريين، وهذا الجيل يرفض رؤية الجيل القديم ويميل بعضهم للفكر اليسارى المتطرف الذى لا يزال يؤمن بالأفكار والنظريات القديمة ، يقول المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصرى ل " الشباب " : اليسار " بهت " دوره بعد ثورة 30 يونيو رغم أنه كان أحد صناعها، بل أن شعار ثورة يناير والذى جرى ترديده فى 30 يونيو "عيش حرية عدالة اجتماعية" هو شعار يسارى ، وكان الناصريون واليسار عموما ناشطين فى حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير وجبهة الإنقاذ وحركة تمرد، لكن ما حدث أنه جرى العمل لإزاحة كل من شارك فى ثورة يناير من قبلها، حيث عادت بعض القوى القديمة للمشهد مرة أخرى ولم يكن ليسمحوا للقوى اليسارية بالتواجد معهم فى طليعة المشهد، خاصة بعد عودة رأس المال السياسي وحدوث تحولات هائلة وعودة رجال الأعمال.

وأضاف بهاء الدين أن الناصريين واليسار لا يحتكرون الحديث باسم ثورة يوليو لأنها أصبحت جزءا من ميرات الوطنية المصرية، وستظل هناك محاولات لإحياء شعاراتها فهى ستظل حية بكل تأكيد لدى كافة القوى الوطنية التى لا يمكن أن تختلف معها.

وحول رؤية اليسار للمشهد السياسي الآن ذكر بهاء الدين أن الناصريين واليسار دائما بعيدون عن العنف ولكنهم يحتاجون لمناخ مغاير للعمل يسمح بتعدد الآراء والعمل ، ونرى ان المجتمع المصرى يندفع نحو انقسام طبقى نراه فى إعلانات المنتجعات السياحية التى تملأ الفضائيات، ومظاهر أخرى مستفزة بما يهدد بالخطر فى حال تراجع أوضاع الطبقات الأقل دخلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.