رغم إعلان أهالي النوبة عن قيامهم بوقفة احتجاجية سلمية اليوم تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء د. عصام شرف إلي مدينة أسوان ، وذلك للمطالبة بحقوقهم للعودة إلى النوبة القديمة على ضفاف بحيرة ناصر والتى تم تهجيرهم منها بعد بناء السد العالى . لكن المحافظة وقامت بهدم الشادر الذي أقامه أهل النوبة من أجل الاعتصام السلمي .. وهو ما أغضبهم وقاموا بإشعال النيران في مبني المحافظة . تفاصيل أكثر نتعرف عليها من خلال الدكتور هشام جمال الأستاذ بكلية الآداب جامعة أسوان وأحد القيادات المنظمة لهذا الاعتصام والذي صرح لبوابة الشباب قائلا : ما حدث أننا أهل النوبة اتفقنا علي حشد كل أهالي النوبة من جميع المحافظات أمام مبني محافظة أسوان للمطالبة في حقنا بالعودة إلي أراضي النوبة ما قبل بناء السد العالي وعودة النوبيون إلي ضفاف منطقة بحيرة ناصر واتفقنا علي أن يكون الاعتصام لمدة أربعة أيام متواصلة حتى يتم الاستجابة لمطالبنا من جانب المحافظة والتي وعدتنا أكثر من مرة بتنفيذ مطالبنا منذ عام 2009, وقد قام الشباب النوبي بتجهيز الشادر الذي يقام فيه الاعتصام من داخل حديقة درة النيل المواجهة لمبني المحافظة دون حدوث إي إعاقة أو قطع للطريق أو تهديد للأمن العام, وقررنا أن يكون الاعتصام ثقافياً وفنياً وأدبياً من خلال توجيه الدعوة لعدد كبير من الفنانين والمثقفين والشعراء النوبيين لتكون أشبه بالأمسية ذات ملامح نوبية ، لكن للأسف الدولة ليس لها إدارة سياسية لحل مشاكل أهل النوبة وتعتبرنا غير مصريين, ونحن ليس لنا أي مطالب سوي حق عودة أبناء النوبة علي ضفاف بحيرة ناصر فضلا عن أنه كان لنا دائرة انتخابية اقتطعت لأبناء النوبة وقبل العيد تم إذاعة خبر إعادة الدائرة الانتخابية لأهل النوبة ولكن بإعلان أمس أن القائمة تتضمن 3 دوائر هم دائرة نصر النوبة ودائرة كوم أمبو ودائرة أدفو وذلك للمنافسة علي مقعدين فردي فقط ولكن التوازن السكاني غير موجود هنا حيث أن أدفو بها 400 ألاف نسمة وكوم أمبوا 300 ألف وفي حين أن دائرة نصر النوبة بها 150 ألف فقط يعني الحومة أعادت لنا الدائرة باليمين وأخذتها بالشمال نظرا لأن عدد الأصوات لن يكون متساوياً . وعن حقيقة النيران التي تصاعدت اليوم أمام مبني المحافظة أضاف قائلاً : ما حدث كان رد فعل لما قامت به المحافظة لإجهاض اعتصامنا ، حيث قام محمد مصطفي سكرتير عام المحافظة أمس باستدعاء عدد من القيادات لإجهاض الاعتصام بل أن مبني المحافظة الذي يحذر وضع أي لافتات عليه قامت المحافظة بوضع 5 لافتات تؤكد أن أهالي شمال النوبة يؤيدون المحافظ في محاولة من المحافظة لتشتيت وتقسيم فيما بين أهالي النوبة الأمر الذي أغضب كثيرا من شباب هذه القري وجاؤا إلي المحافظة يحاولون إسقاط هذه اللافتات بعد أن ثار غضبهم ووجدوا أن الشادر الذي سهروا ليلة أمس لأكثر من 6 ساعات لإقامته فجر أمس أن المحافظة قامت بهدمه حتى لا يحدث اعتصام مما دعا النوبيون بإقامة اعتصامهم في طريق الكورنيش وقام أحد الشباب بإشعال النيران في جراكن البنزين أمام واجهة المحافظة وقاموا بحرق اللافتات التي تعمدت المحافظة من خلالها في التفرقة بين أهالي النوبة خاصة وأن أهالي النوبة كلهم علي قلب رجل واحد ومطالبنا واحدة, ورغم أننا اتفقنا علي أن الاعتصام سينادي فقط بمطالبنا بدون أن نذكر فيها أسم المحافظ .. إلا أن المحافظ أتصل بي بعد أن قام بعمل مداخلة هاتفية مع أحد البرامج وأكد لي أنه رفع يده من ملف النوبة نهائيا وأنه أعطي للموظفين إجازة وأنه أيضا حصل علي إجازة حتى نهاية الأسبوع وقد أمر مديرية الأمن بإعادة الشادر "وأبقوا أعملوا اللي انتوا عايزينه", وهذا شيء جيد طبعا بالنسبة لنا لأن المحافظ كان أحد العقبات بالنسبة للنوبيين ولم يرفع مطالبنا بصورة جيدة إلي الحكومة أو المجلس العسكري وأصبح الآن توجيه مطالبنا إلي مجلس الوزراء و المجلس العسكري. وعن مدة تعليق هذا الاعتصام أكد الدكتور هشام أن الاعتصام كان من المفترض أن تكون مدته أربعة أيام أو حتى تنفيذ مطالبنا إلا أن بعد أن قام به المحافظ وتصرفاته بعقليه ما قبل 25 يناير وإصراره علي سلبنا لحقوقنا وفي توقيت متزامن مع زيارة الدكتور عصام شرف والتي كانت من المفترض أن تكون في 7 سبتمبر إلا أنه قام بتأجيلها إلي ما بعد رجوعه من زيارته للعراق وبالتالي نحن سنظل معلقين الاعتصام في الحديقة المواجهة للمحافظة بشكل مفتوح وغير محدد. بينما أكد أحد شهود العيان عصمت توفيق الموظف بمكتب الاستعلامات وهو المبني المقابل للمحافظة علي واقعه حرق البوابة الأمامية لمبني المحافظة أن ما حدث هو قيام أحد شباب النوبيين بإشعال النيران في جراكن البنزين البلاستيكية مما ذاد من نسبة الدخان وأصاب الموظفين بالذعر الأمر الذي أحدث "هرج ومرج" داخل مبني المحافظة وأدي إلي ترك الموظفين مكاتبهم والهروب من الأبواب الخلفية للمبني ولكن لم يحدث أي أضرار أو خسائر سواء في الأرواح أو في مبني المحافظة خاصة وأنها كلها جرانيت ورخام ولا تتأثر بالنيران , ورغم محاولات القيادات الأمنية بفض الاعتصام أو بفتح طريق الكورنيش إلا أن الأهالي رفضت بعد أن فوجئوا بهدم الشادر الذي أقاموه منذ فجر أمس وردوا عليهم أنتم رفضتم الاعتصام السلمي ونحن لن نفتح لكم الطريق.