- ميزانيته السنوية 25 ألفا والإيجار متأخر من 6 أشهر! - يتبع وزارة التضامن وتشرف عليه الثقافة من باب العطف - خليل الجيزاوى: الأنشطة متوقفة ولا توجد مصادر للدخل والمسابقات بلا جوائز كان ملتقى الرواد والمشاهير فى عالم الرواية والقصة القصيرة فى الماضى، وبين جدرانه كانت المناقشات شديدة الثراء بين رموز الأدب، كما شهد ميلاد العديد من المواهب الأدبية.. إنه نادى القصة الذى أصبح الآن فى خبر كان!.. لا يزال يعيش فى القرن السادس عشر، هكذا يراه الكثير من المبدعين فى ظل انعزاله عن حالة الحراك الأدبى والثقافى التى تشهدها مصر حاليا بفضل نجوم الأدب الجدد من الكتاب الشباب.. لا يستطيع دفع إيجار مقره وتوقفت مطبوعاته عن الصدور كما توقفت أيضا ندوة السبت التى كان يخصصها للكتاب الشباب.. فماذا تبقى إذن من تاريخه العريق؟ وما السبيل لاستعادة دوره مرة أخرى؟ 62 عاما هو عمر نادى القصة، وهو تقريبا نفس عمر ثورة يوليو، حيث نشأ فى أحضانه وبعد قيامه بنحو عامين، وكان إحسان عبد القدوس ويوسف السباعى وتوفيق الحكيم هم أصحاب هذه الفكرة، وكان طه حسين هو أول رئيس له، وكتب السباعى فى روزاليوسف خبر تدشين النادى بقوله: "أول ناد للقصة فى مصر.. أول من فكّر فى إنشائه إحسان عبد القدوس، وقد عرض فكرته على يوسف السباعى، وبعد أن بحثاها على لفيف من كتاب القصة فى اجتماع ضمهم فى بيت إحسان حول مائدة الشاى, الغرض من النادى هو خدمة القصة المصرية وإعلاء شأنها وإنشاء مؤسسة ثابتة لكتابها ومن المهتمين بأمرها". كان من نجوم نادى القصة الدكتور طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومحمد تيمور وأمين يوسف غراب ومحمد عبد الحليم عبد الله وعبد الحميد جودة السحار وثروت أباظة، وغيرهم، كما شهد النادى إطلاق أول مجموعة قصصية ليوسف إدريس وهى مجموعته "أرخص ليالى"، كما أسهم فى نشر مئات الإبداعات على مدى عقود.. الآن النادى يعانى أزمات طاحنة ساهمت فى انهيار دوره وانعزاله التام عن الوسط الثقافى، حيث توقفت الكثير من الفعاليات والمطبوعات، حيث كان يعقد ورش تدريبية للموهوبين فى كتابة القصة، كما كان ينشر إبداعات الشباب، والسبب تقليص الاعتمادات التى كان يحصل عليها النادى، فقد كانت ميزانية نادى القصة قبل 25 يناير 100 ألف جنيه، وظلت تتراجع حتى وصلت ل25 ألفا فقط. الطريف حقا أن النادى يتبع وزارة التضامن الاجتماعى وتشرف عليه وزارة الثقافة من باب العطف! أما أعضاء وقيادات مجلس إدارة النادى فجميعهم فوق الستين والسبعين، ولذلك يحتاج النادى لتحديث ويكفى أن نعلم أنه لا يواكب مواقع التواصل الاجتماعى. الأزمة بتفاصيلها يرويها لنا الكاتب والناقد خليل الجيزاوى، مقرر لجنة النشر وعضو مجلس إدارة النادى، قائلا: أزمة نادى القصة الحقيقية تعود لضآلة الاعتمادات المالية، حيث ظلت ميزانية النادى متجمدة عند مبلغ 25 ألف جنيه لمدة 3 سنوات إلى أن جاء وزير الثقافة السابق الدكتور عبد الواحد النبوى وقرر رفعها إلى 50 ألفا، وهذه القيمة يحاسبنا عليها صندوق التنمية الثقافية ويراجع الميزانية بالمليم علما بأنها ميزانية النشاط الثقافى فقط أما إيجار المقر والمياه والكهرباء فإننا نطلبها كتبرعات من الأدباء، ويتراكم الإيجار أحيانا 6 شهور حتى نجد من يستطيع أن يدفعه مقابل حصوله على ايصال، ولا توجد مصادر دخل للنادى. وكانت النتيجة تقليص كافة الأنشطة وتوقف ندوة السبت، أما ندوة الاثنين فكان الضيف يأخذ بدل انتقال 50 جنيها فى نهاية الندوة الآن ولا يأخذ شيئا! أيضا تعطلت مسابقة نادى القصة لأنه ليس فى استطاعة النادى منح الفائز جائزة مادية أو طبع كتابه أو قصته الفائزة. ويذكر الجيزاوى أن النادى يحاول أن يبحث عن مخرج من هذه الأزمة الطاحنة فتم توقيع بروتوكول تعاون مع قصور الثقافة لطبع 8 كتب سنويا على نفقة الهيئة ونجح الأمر لمدة عامين ثم توقف المشروع، أما مجلة نادى القصة فقد توقفت عن الصدور ثم عادت مرة أخرى كمجلة فصلية تصدر عن هيئة الكتاب والآن أعلنت هيئة الكتاب أن المجلة فى حاجة لهيكلة هى ومجلات ثقافية أخرى أي أن المجلة قد تتوقف هى الأخرى، ولا سبيل للخروج من هذا المأزق المالى إلا بمضاعفة ميزانية نادى القصة حتى تصل إلى 250 ألف جنيه سنويا على الأقل ووقتها فقط سيعود النادى لممارسة نشاطه الثقافى على أكمل وجه. وأشار الجيزاوى إلى أن عدد أعضاء النادى حاليا يقع فى حدود 450 عضوا لكن الفاعلين لا يتعدون 350 عضوا، والاشتراك السنوى كان 10 جنيهات، فرفعنا قيمة الاشتراك لتصبح 100 جنيه، ويشترط لعضويته أن يكون الكاتب قاص أو روائيا أو ناقد قصة ورواية، أما الشعراء وكتاب المسرح والدراما فلا يمكن قبول عضويتهم بالنادى وأن يكون للكاتب عملان مطبوعان. وأكد الجيزاوى أن النادى كجمعية يتبع وزارة التضامن الاجتماعى التى تدعمه بمبلغ 3 آلاف جنيه فقط سنويا! وطبعا ممنوع تماما تلقى أى أموال من الخارج وإلا نصبح عملاء، والنتيجة أن النادى يظل على حالته هذه ويفقد الكثير من تاريخه وتراثه الأدبى والنقدى.