لم تتعامل مع السمنة على أنها مشكلة، لم ترفضها، لم تستسلم لنظرة المجتمع القاسية التي غالبا ما ترى الشخص الممتلىء وكأنه "معيوب"، بالعكس فقد قررت أن تتعامل مع السمنة على أنها ميزة وليست عيبا، متصالحه مع نفسها لدرجة جعلت من حولها يتسائل لو لم تكن " تخينة" كانت هتعمل إيه؟ إنها الفتاة الشابة مروة السعيد مصممة أزياء البكبوظات وصاحبة واحدة من أشهر صفحات الفيس بوك للفتيات الممتلئات "أنا بكبوظه بس مزة " والتي كانت أول خطوة على طريقها للنجاح بعدما قررت أن "التخن مش عيب"
دعينا نبدأ من أول خطوة على طريقك للنجاح وهى قناعتك أن "التخن مش عيب".. كيف فكرت في ذلك؟ - الحقيقية ليس هناك خطوة محددة فالموضوع كله جاء بالصدفة فأنا مثلا طوال فترة المدرسة لم أشعر بمشكلة حقيقية فى قصة السمنة وكانت الأمور تمشى طبيعى الى حد ما حتى وصلت الى مرحلة الجامعة وكنت فيها مثل أى فتاة تحلم بالحب والإرتباط و الكلام الحلو وطبعا الواقع كان مختلف تماما وهنا كانت أول صدمة من المجتمع حيث كان كل زملائى يتعاملون معى وكأنى أختهم واحيانا أمهم فكل واحد كان يحكى لى عن مشكلته مع الفتاة التى يحبها وأنا كإنى شفافه لا أحد يرانى فأنا صاحبه الكل ولكن ليس لى صاحب .
ألم تمري بتجربة إرتباط واحدة؟ - للأسف كانت هناك تجربة خطوبة ولكنها كانت موجعه ومؤلمة جدا لأن الطرف الأخر كان يحب فى العطاء والحنان و التعاون والطيبه فقط أما الشكل فكان لابد من تعديله وهذا هو ما دفعنى لفكرة جراحة حزام المعدة وطبعا كان عندى أمل إنى سأخرج منها شخصية أخرى لكن إرادة ربنا كانت شيئا أخر فالعملية التى من المفروض إنها لاتستغرق أكثر من ساعة ونصف على أقصى تقدير أخذت معى 8 ساعات وخرجت منها على العناية المركزة فى حالة خطيرة جدا وبقيت فى غيبوبة لمدة شهر تقريبا كنت أقرب فيهم للموت منه للحياة والغريب أننى بعد أن بدأت أخرج من الغيبوبة وأتمالك نفسى فوجئت به يطلب منى أن أستكمل الجراحة بريجيم أو أعيد العملية عند دكتور أخر كل هذا وأنا مازلت بين الحياة والموت وهنا قررت أن أفسخ الخطوبة وأن أحب نفسى كما هى بغض النظر كنت تخينة أو رفيعه .
معنى هذا أن فشل العملية والخطوبة معا كانا السبب فى كل هذا النجاح الذى حققتيه بفكرة " أنا باكبوظة بس مزة " ؟ - تقريبا و الفكرة جاءت لى فى البداية على إنها مجرد ضحكة وليس أكثر ولكنها مع الوقت قلبت جد يعنى مثلا من الصعب جدا أن تجدى بنت تقول على نفسها "أنا تخينه بس حلوة" أو " أنا كلبوظة وجميله " وأعتقد أنه من الصعب أيضا أن نتقبلها ولكنى كنت أبحث عن أى جملة أو كلمة تشعر الفتاه أو المرأة الممتلئة بإنها لاتقل جمالا عن النحيفه حتى ألهمنى الله بفكرة " أنا بكبوزه بس مزة " وكنت أريد من خلالها أن أوصل رسالة للمجتمع كله بأنه لايوجد أى تعارض بين أن تكون الفتاة ممتلئة وجميله فى نفس الوقت وأن الجمال ليس مقصورا على النحيفات فقط ومن هنا أيضا بدأت فكرة تصميم الأزياء للمتلئات والتى حاولت من خلالها أن أقضى على إحساس أى فتاه بكابوظه بإن هناك ملابس معينه فقط هى التى تستطيع أن تلبسها وأنه ليس من حقها أن تحلم بأن تلبس على الموضه مثل أى فتاة أخرى .
ولكن البعض فسر دعوتك تلك والتى لاقت إعجابا كبيرا من كل الناس تقريبا بإنها دعوة للإبتعاد عن الحياة بشكل الصحى والإستسلام للسمنة ومايمكن أن يترتب عليها من مشاكل صحية ؟ - هذا غير حقيقى وللأسف قد أساء البعض تفسير كلامى بدليل إننى قبل أن أبدأ فكرة تصميم أزياء الباكبوظات لطالما حاولت فى قصة الريجيم ومرة نجحت ومرات فشلت وكثيرا ما أصبت باليأس والإحباط والإكتئاب خاصة بعد فشل العملية والتى كانت السبب فى إنى مررت بأسوأ فترة إكتئاب يمكن أن يمر بها بشر لدرجة إنى امضيت ما يقرب من سنة لاأخرج من غرفتى تقريبا والغريب أن تلك الفترة هى التى قلبت حياتى رأسا على عقب لأنى كنت أقضى معظم الوقت على الاب توب أتابع فيها العالم كله فوجدت الناس فى الخارج وتحديدا السيدات والبنات الممتلئات ليس لديهن أى مشكلة فى الأمر بالعكس فكلهن يلبسن ما يعجبهن دون أى مشكلة أو إحساس بإن هذا يناسبنى وهذا لا يناسبنى كما أن المجتمعات هناك لاتتعامل مع الباكبوظه على إنها كائن رخو لايفعل أى شىء سوى أنه يأكل وينام بالعكس فهى تعمل وتلعب رياضه وتحب وتتزوج وليس لديها أى مشكلة مع المجتمع فمثلا وزيرة الصحة فى بلجيكا وزنها فوق المائة كيلو ولا توجد أزمه مع الرأى العام ولأن أكثر من ثلثى الشعب المصرى يعانى من السمنة قررت أن أنقل هذا الفكر الى مصر وأنشأت صفحة على الفيس بوك للممتلئات فقط ولم أتخيل إنها ستحقق كل هذا الصدى وبسبب هذا الإقبال جائتنى فكرة باكبوظه فاشون وخطوة خطوة بدأت فكرة تصميم ملابس الباكبوظات وكان هذا هو أول خط تصميم أزياء للممتلئات فى مصر ومع الوقت بدأت الفكرة تكبر وتأخذ خطوات جديدة ومتميزة ومع ذلك فأنا طوال الوقت ما أنصح عميلاتى أنه طالما لديك فرصه للتخلص من السمنة أو على الأقل الحد منها فلابد أن تقنصيها خاصة إنها باب واسع للكثير من الأمراض ومن ثم فعلينا أن نفعل أقصى ما بوسعنا للتخلص منها ولكن هذا كله لن يحدث إلا أذا أحببنا أنفسنا كما هى ورضينا بها ونظرنا لمميزاتنا قبل عيوبنا وقتها فقط سيرى الأخر تلك المميزات أيضا وسنبدأ نحن أولى خطواتنا فى الوصول لأهدافنا.
بما إنك لك تجارب كثيرة وطويلة مع الريجيم .. تعتقدى ما هى أهم أسباب فشل الأغلبية العظمى فى الوصول الى وزن مثالى ؟ - هو الحقيقة موضوع الريجيم تخطى معى فكرة التجربة الى فكرة الدراسة فأنا درست بالفعل كل ما يتعلق بالأنظمة الغذائية الصحية وأسباب نجاح وفشل الريجيم ووصلت الى أن المشكلة الرئيسية أننا لانعرف كيف نتعامل مع أنفسنا أو أهدافنا بحب فلو كل واحد فينا عرف كيف يحب نفسه ويرضى بها كما هى سيجد أن كل الظروف بما فيها جسمه نفسه بيساعده على تحقيق اهدافه يعنى مثلا لو واحدة قررت تعمل ريحيم وهى كارهه كل الأكل المرتبط بالريجيم وكارهه شكلها ونفسها مستحيل تخس حتى لو صامت العمر كله والعكس صحيح بمعنى انك لو حبيتى شكلك كما هو وحاولتى أت تغيرى نفسك للأفضل ستجدى أن أقل خطوة تأخذيها تعد بمثابة خطوات فى طريق تحقيقك لهدفك .
وماذا عن فكرة ملكة جمال الباكبوظات ؟ - الفكرة جاءت لى بإنه طالما كنت تخينه فلماذا لاأكون تخينة وجميلة أو تخينه وأنيقة ومن هنا بدأت فكرة ملكة جمال الباكبوظات وبدأتها بشكل تجريبى على الفيس بوك ففوجئت بإقبال غير متوقع من البنات الاتى كن يبحثن عن أى خطوة تدعم ثقتهن بأنفسهن .
هل حلم الرشاقة مازال يراودك ؟ - بالتأكيد فهو هدف من أهدافى ولكن ليس لإنى غير راضيه عن شكلى الأن وإنما لإنى أعلم أن السمنة باب واسع للعديد من الأمراض خاصة أن أجسادنا تضعف كلما تقدمنا فى العمر لذا فأنا طبعا مازلت أحلم بفكرة الرشاقة وأسعى لتحقيقها .
وهل يمكن أن تخوضى تجربة أى جراحة تخسيس مرة أخرى من أجل قصة حب أو ارتباط ؟ - مستحيل أنا الأن أكبر وأنضج ومن يريدنى فعليه أن يأخذنى كما أنا لأن الحب الحقيقى ليس له علاقة بكونى تخينه ولا رفيعه أو بيضاء ولا سوداء فالمهم الشخصية ومن له رأى أخر فهذا لايحي ولا يعرف معنى كلمة حب من أساسه.