إذا كنت قد جربتي جميع أنواع الريجيم وفشلت.. فربما جاء الوقت لتعترفي أمام نفسك بأنك "بكبوزة" وأن هذه هي طبيعتك ولا داعى للحرج، فأنت بكبوزة بس «مُزّة».. وربما أصبح بإمكانك أن تصبحين ملكة جمال البكبوزات والاشتراك في مسابقة جمال البدينات التي نظمتها مصممة الأزياء مروة السعيد.. وتنوي تنظيمها سنويا مروة واحدة من البكبوزات الراضيات السعيدات بأجسامهن الممتلئة, عاشت حياتها كلها سنوات وراء السنوات حتي تجاوزت الثلاثين وهي طفلة بدينة, مراهقة بدينة وشابة بدينة.. في المدرسة كانت دائما مثار سخرية زملائها ومدرسيها، لا أحد يفكر في مراعاة مشاعرها.. فهي دائما التخينة البكبوزة.. تسير في الشارع تنال من التعليقات السخيفة قدرا كبيرا, عندما ارتبطت بقصة حب حالت سمنتها بين إتمام الزواج, قال له أهله أن البدينات لا ينجبن.. عندما كانت تفكر في شراء ملابس جديدة كانت نظرات الباعة تجرحها قبل أن تدخل المحل.. عندما تتعامل مع المواصلات حدث ولا حرج.. جربت جميع أنواع الريجيم، أجرت جراحة خطيرة فشلت في أسبوعها الأول.. ماذا تفعل أكثر من ذلك.. إنها طبيعة جسمها.. «مروة» قررت أن تتوقف عن الريجيم، أن تتوقف عن الشعور بالحرج، أن تتباهي بجسمها وتعبر عنه وتساعد البكبوزات أمثالها خاصة في العثور علي المقاس المناسب، وهي مأساة لكل سيدة ممتلئة، فالماركات المشهورة تعلن عن ملابس مقاسات «إكس لارج» لكنها لا تناسب كل فتاة كما أنها قليلة وشحيحة وأسعارها مرتفعة.. «مروة» افتتحت أتيليه خاصا بها وخط إنتاج خاص لملابس البدينات ومساعدتهن في الحصول علي الملابس المناسبة.. تقول لاقت الفكرة نجاحا كبيرا, من تعاملت معهن كن سعيدات لأنهن وجدن أخيرا من يفكر فيهن في النهاية.. كان بالنسبة لهن مكانا تشعر فيه المرأة بآدميتها, لا تشعر بالغربة أو بالحرج.. لم تقتنع مروة أن دورها انتهي إلي هذا الحد.. فكرت أن «التخن» لا يقلل من الفتاة ولا من أنوثتها، بالعكس، فهناك الكثير والكثير من الفتيات البدينات الجميلات, وحتي عهد قريب كان المجتمع يري في السمنة جمالا, قررت مروة تنظيم مسابقة خاصة للبدينات عنوانها «بكبوزة بس مزة» كتبت تشرح الفكرة علي صفحتها في الفيس بوك, شروط المسابقة ألا يقل الوزن عن 85 كيلوجراما ولا يزيد على 120 كيلوجراما، وأن تكون المتسابقة متفرغة ولا تعمل, مقبولة الشكل جميلة الروح.. فلن يتم اختيار الملكة لجمال شكلها فقط ولكن لجمال روحها، لأن جمال الروح يشكل 80% من الجمال كما تعتقد مروة. تحصل الفائزة علي فرصة للعمل كموديل للملابس الإكس لارج بالإضافة إلي فستان سواريه هدية. وكانت المفاجأة, سيلا من الرسائل من فتيات يرغبن في المشاركة, بالإضافة إلي عروض من رعاة رسميين.. تقدمت كثيرات تم اختيار 100 من بينهن واستبعاد من لا تنطبق عليها الشروط وتمت تصفيتهن إلي 20 فتاة واختيار واحدة من بينهن هي «ندي رجب», وزنها 90 كيلو جرام, وأصبحت تحمل رسميا لقب «ميس بكبوزة» , بعد أن حازت علي إعجاب لجنة التحكيم وإعجاب الجمهور علي صفحات التواصل الاجتماعي.. تعتقد مروة أن مجتمعنا يمارس عنصرية وتمييزا ضد البدينات ويدفع المرأة في اتجاه كراهية نفسها وجسمها رغم أن 60% من المصريات يعانين من البدانة وفقا للإحصائيات الرسمية ولا معني للسخرية منهن، فلا أحد يعلم ظروف أحد، فقد تكون الفتاة حاولت كثيرا أن تنقص وزنها وفشلت لأسباب متباينة ليس من بينها «أنها مفجوعة وبتحب الأكل» فهذه للأسف الصورة النمطية السائدة عن البدينات والتي يرسخها الإعلام بالسخرية الدائمة من ذوات الوزن الزائد دون مراعاة لمشاعرهن.. مروة أطلقت خط أزياء باسم «بكبوزة فاشون» وشعارها دائما «أنا بكبوزة بس مزة»..