الأصل هنا فى قلب حى الحسين وخان الخليلى .. ذلك المكان لا يزال يحمل بين جدرانه العتيقة ذكريات من كل العصور بداية من العصر الفاطمى والأيوبى والمملوكى والعثمانى ، حيث لم يؤثر إيقاع الحياة مطلقاً على الطبيعة التراثية لهذا المكان.. تصوير : محمد لطفى وفى رمضان يكتسب حى الحسين أهمية خاصة ويتوافد عليه يومياً الآلاف لتناول وجبات الإفطار والسحور فى المحلات والمطاعم الشعبية والفاخرة التى تملأ المكان .. ويأتى هذا التواجد الهائل بعد عودة قبضة الشرطة إلى المكان بعد غياب دام عدة شهور استغلها البلطجية والفتوات فى اقتحام وسرقة بعض المحلات التجارية فى خان الخليلى .. عم زكريا طنطاوى مخبر المباحث فى الحى أكد لنا فى حديثه معنا أن الأمن عاد بقوة والمخبرون فى كل مكان فى الحسين مثلما كان فى الماضى حتى تعود السياحة للمنطقة لطبيعتها ويومياً يتم ارشاد الشرطة إلى البلطجية والفتوات فى المنطقة فتقوم الشرطة بضبطهم ولهذا عاد الأمان لمنطقة الخان والحسين لكن السياحة الخارجية لا تزال قليلة. ورغم حالة الهدوء السياحى التى تشهدها المنطقة إلا أن زائر المكان لا يكاد يجد مكاناً شاغراً فى مقاهيها خصوصا مقهى الفيشاوى أما فى مقهى نجيب محفوظ فى الخان والتى تم تطويرها مؤخرا فتشهد إقبالا غير عادى حيث يقدم المقهى أشهى الأكلات الشرقية وتشكيلات متنوعة من الأطباق الرمضانية الشهيرة وذلك بصحبة أنغام التخت الشرقى مع الشيشة والشاى بالنعناع. أما خان الخليلى فلا تزال حركة السياحة به بطيئة ، وخلال الشهور الماضية أغلقت العديد من البازارات كما ترك العديد من الحرفيين الورش التى كانوا يعملون بها وتحولوا لمهن أخرى .. محمد حسين ( 34سنة) كان يعمل فى ورشة نحاس فترك الورشة والآن يعمل بائع لب أمام مسجد سيدنا الحسين وعندما سألناه عن ذلك قال: أصحاب الورش أفلسوا ومافيش مرتبات ولا أجور لأن حركة البيع متوقفة من كام شهر وعدد كبير من العمال والحرفييين تركوا الخان واشتغلوا فى حاجات أخرى علشان أكل العيش. ونظراً لتراجع أوضاع الحرف التراثية فى منطقة الخان فقد طالبت النقابة العامة للعاملين فى الحرف التراثية المصرية بتعويضات عن الركود السياحى ورفع الجمارك عن المواد الخام المستخدمة فى هذه الحرف، وتوفير جميع الخامات المستخدمة فى جميع أنواع الحرف التراثية، وتوفير معارض داخلية وخارجية، والمطالبة بتوفير تأمينات ومعاشات للعاملين بالحرف التراثية. أما عن أحوال شهر رمضان فى شارع المعز فإن الحياة تبدو عادية اللهم إلا بيت السحيمى الذى يقوم يومياً بتنظيم حفلات وأمسيات من الفن الشعبى تبدأ من التاسعة مساءً وتحظى بإقبال جماهيرى كبير لأنها بالمجان كما تحظى أيضا بتأمين غير عادى من الشرطة.