كثيرون لاحظوا أن نسب مشاهدة قنوات الناس والحكمة والمجد وأزهرى وغيرها قلت بعد أحداث 25 يناير ، لم نعد نري جدلا حول ما يبثونه ولا نسمع اصواتاً كثيرة تطالب باغلاقها ، لم نعد نري الشاشات التي تحمل العلامات الشهيرة للقنوات الدينية منتشرة في البيوت والمحلات التجارية .. وذلك رغم أن المناخ الان مفتوح لهذه القنوات للعمل بشكل كبير بعد سنوات من التضيق والغلق ، فما السبب .. ؟! هل هو انتشار تواجد التيار الديني بمصر كلها بشكل يجعلنا لسنا بحاجة لقنوات بعينها ؟! هل لتفرغ عدد كبير من الدعاة لاقتحام الحياة السياسية والظهور بشكل يومي في برامج التوك شو علي القنوات العادية مثل الشيخ صفوت حجازي او الشيخ محمد حسان ، وايضا الداعية عمرو خالد الذي كنا نراه عبر قناة اقرأ مثلا واليوم هو يظهر علي القناة الثانية في برنامج اجتماعي سياسي . سألنا بعض المشاهدين وايضا سألنا بعض المتخصصين ، يقول أحمد علي محاسب : بصراحة أنا كنت اشاهد قناة الناس بانتظام شديد لانني كنت أري التليفزيون المصري مقصرا في تقديم البرامج الدينية ، واعتقد دوما ان هناك محاذير كثيرة كان يضعها النظام السابق علي المشايخ الذين يظهرون في التليفزيون المصري ، اما اليوم فالحياة تغيرت تماماً ، نحن نري الشيخ يعقوب والشيخ حسان في الجامعات وفي الندوات وعلي شاشات الفضائيات وهو ما يعني ان الاعلام المصري والفضائيات الخاصه تغيرت ، لذلك لما نعد بحاجه ملحة لمشاهدة القنوات الدينيه لان المضمون والاشخاص اصبحوا موجودين في كل مكان . أما ابراهيم سيد مهندس ديكور فيقول : بصراحة الممنوع مرغوب ، عندما كنت أسمع بأن قناه الناس اغلقت كنت اشعر بأنها لابد ان ترجع وانها اكيد تقدم اشياء تغضب النظام الفاسد ولذلك كنت حريصاً علي وجود هذه القنوات ومتابعتها ، اما الان فالامر عادي ..خاصة بعد هجوم الكثير علي بعض المشايخ ، فقد خسر الشيخ محمد حسين يعقوب جزء كبيراً من شعبيته من وجهه نظري بعد حكاية " غزوه الصناديق " ، وهكذا الفيديوهات التي يخرجها شباب الفيس بوك كل يوم للشيخ الفلاني والشيخ العلاني ، فمؤخرا ظهر اكثر من فيديو لفتوي للشيخ الحويني اغضبت الناس وجعلتهم يخشون المستقبل الذي ينتظرهم . اما مصطفي الجوهري محامي فيري انه غير صحيح بالمرة ان نسب مشاهده القنوات الدينية قلت ، مؤكدا انه هو واصدقائه وزملائه يشاهدون تلك القنوات بانتظام شديد . اما الدكتور محمد شومان عميد المعهد الدولي للإعلام فيقول إن القنوات الدينية الإسلامية بدأت مع ظهور الرأسمالية النفطية في منطقة الخليج وتحديداً في 1998 مستغلة تكنولوجيا الاتصال وتطور البث الفضائي مؤكدا أن هدف هذه القنوات في المقام الأول هو الربح وأشار محمد شومان إلى أن مشكلة القنوات الدينية الإسلامية أنها " تسيس " الدين و " تدين " السياسة، حيث تقوم بإخضاع أى قضية سياسية للدين وتعلن رأيها في ذلك، كما حدث في التعديلات الدستورية وأصبح من يقو"لا " للتعديلات الدستورية آثم ، ويري الدكتور شومان أن تدفق رموز القنوات الدينية من مشايخ ودعاة مشاهير للقنوات العادية الاخري خلق حالة من الملل نسبيا من القنوات الدينية هذاغير طبعا ان حاله الخوف من سيطره التيار الديني علي الحكم في مصر خلقت نوع من التراجع في مشاهده وتأييد مثل هذه القنوات . اما الشيخ علي سعد رئيس قناة الناس فيقول : نسبة مشاهدة القنوات الدينية لم تقل تماما ، ولعل هذا الاحساس جاء للبعض جاء نتيجة انشغال المصريين بما الأحداث اليومية في ميدان التحرير والمحافظات ، بالإضافة للمحاكمات والاموال المنهوبة والجميع يتابع بشغف علي مدار الستة شهور الماضية ما يدور في بلدنا ..اظن ان هذا حالة استثنائيه ليس اكثر وسرعان ما ستعود مشاهده القنوات الديينه لما كانت عليه هذا غير ان كل الاسباب التي ذكرت غير صحيحة ، فالناس تحب هذه القنوات لانها تعرفها باصول دينها .