في مفاجأة من العيار الثقيل، ولكنها غير مستغربة، قامت إدارة النايل سات منذ أيام بغلق أربع قنوات دينية إسلامية وهي الناس والحافظ والخليجية والصحة والجمال وفي تصريحات للأستاذ أشرف بلقيني مدير قناة الخليجية قال إن إدارة النايل سات قامت بإغلاق القنوات وأضاف إنهم لم يبلغوا بقرار الغلق نهائيا، وفوجئوا بغلق القنوات الأربع . يذكر أن التليفزيون الرسمي قد شن حملة شعواء على القنوات الإسلامية في برنامج " مصر النهاردة " الذي يقدمه خيري رمضان ، الذي اتهم القنوات الإسلامية بأنها تبث التطرف ومنابر فتنة طائفية على حد وصفه . فضلاً عن وجود ما لا يقل عن عشرين قناة مسيحية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية أو الإنجيلية ، كما توجد قنوات مسيحية تابعة للمجلس الملي فضلاً عن قنوات الملياردير الطائفي نجيب ساويرس ومع ذلك كلها تعمل ولم يتم الاقتراب منها .. فماهى الاسباب السياسية التى تسببت فى اغلاق القنوات الدينية؟ بدأ مسلسل تحجيم الاعلام باغلاق قنوات الاوربيت و ابعاد عمرو اديب ثم بيع الدستور واقالة ابراهيم عيسى .. وعقب هاتين الصدفتين .. تصادف ان اكتشف المسئولون عن الاعلام فى مصر ان هناك قنوات فضائية تهدد امن الوطن وتعبث بعقول المشاهدين .. قنوات تثير الفتن .. واخرى تثير الشهوات .. اكتشفوها صدفة لان ريسيفرات الحكومة لم تكن تلتقطها من قبل .. هذه اقاويل نسمعها ويرددها الكثيرين .. فالناس فى الشارع والجالسون فى المقاهى والمدردشون فى منتديات الانترنت يقولون ان الدولة اغلقت هذه القنوات لاسباب سياسية .. والمسئولون يقولون انهم اغلقوها لانها تثير الفتن وتنشر الخرافات .. وفى تصورى ان قرار الاغلاق لم يكن سهلا .. وان المسئولين الذين اتخذوه درسوا ابعاده جيدا .. ولعلهم بحثوا عن بدائل اخرى وحلول اخرى فلم يجدوا .. لماذا ؟ اظن انهم تأخروا كثيرا .. تركوا الامور تتفاقم حتى خرجت عن سيطرتهم ، مثلما يحدث فى كل شىء فى بلدنا .. يتركون الاسعار ترتفع حتى تخرج عن السيطرة .. و يتركون اسرائيل تعمل فى منطقة منابع النيل حتى تخرج عن السيطرة .. فلما خرجت القنوات عن السيطرة لم يكن امامهم سوى اتخاذ القرار الذى تخيلوا انه لن يمثل ادنى مشكلة .. فمنظمات حقوق الانسان وجماعات ممارسة الضغوط الخارجية وغيرها لن تعترض على اغلاق قنوات دينية لان هذه المنظمات اساسا لا تعترف بالاديان .. اما اعتراض الناس فالكل يعرف انه لا يوضع فى الحسبان والا لكانت الحكومة نفسها تغيرت بدلا من مره ألف مرة .. انا شخصيا اتصور ان التغيرات المفاجئة والتحولات الكبيرة التى حدثت للشخصية المصرية مؤخرا يمكن ان تكون على رأس هذه الاسباب .. فالمصريون اصبحوا اكثر ميلا للتشدد .. انتشرت اللحى .. وزادت نسبة المنقبات فى مشهد لم يكن مألوفا فى الشارع المصرى ، فهل كانت هذه القنوات هى السبب ؟ ما تبثه هذه القنوات لايكاد يقارن بما تقدمه قنوات التليفزيون الرسمى الذى يسمح لنوال السعداوى وايناس الدغيدى وجمال البنا بالظهور على شاشاته .. ليس فقط لنشر الرذيلة وانما لتكفير المشاهدين .. أسباب غلق القنوات الدينية في هجمة غير مسبوقة على القنوات الدينية التي تبث على القمر الصناعي "نايل سات"، قرر مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية إغلاق قناة "الناس"، كما كشفت عنه "الشروق" في عدد ماضي، بدعوى إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط وكانت قد سبقتها قناة "البدر" بأيام قليلة. وكشفت مصادر مطلعة أن قرار غلق تلك القنوات جاء بعد أن أبدت عدد من القيادات القبطية غضبها لجهات سيادية عليا من الحملة التي شنتها تلك القنوات على الأنبا بيشوي وعدد من القيادات القبطية، وفي الوقت نفسه كشفت تلك المصادر بأن مفاوضات تجري بين السفارة الأمريكية وعدد من القيادات الصوفية لإطلاق قناة فضائية "تحارب الفكر السلفي". من ناحية أخرى تقدم أكثر من 150 أستاذ من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف بطلب عاجل للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يطالبون فيه بإلغاء قناة "أزهري" أو تغيير اسمها، وهي القناة التي يملكها الداعية الشهير الشيخ خالد الجندي وآخرون بحجة أنها تحمل اسم الأزهر، وهي لا تمثل الأزهر الشريف، وبأن صاحبها ومالكها والمساهمين فيها ليسوا من دعاة ولا أساتذة الأزهر الشريف، كما أن القناة لم تحصل على موافقة الأزهر بحمل هذا الاسم، وبالتالي فلابد من إجبار الشيخ خالد الجندي، مالك القناة، على تغيير هذا الاسم، وإلا تتم محاكمته بتهمة انتحال الصفة، التي تصل عقوبتها إلى ثلاث سنوات سجنا، فضلا عن كونها "قضية مخلة بالشرف والآداب". وقد أوقفت مصر مؤقتا الثلاثاء 12/10/2010 بث قناة "الناس" ذات التوجه السلفي وثلاث قنوات تابعة لها على القمر الصناعي المصري "نايل سات" هي قنوات "الخليجية" و"الحافظ" و"الصحة والجمال" التي تعود ملكيتهم جميعا لشركة "البراهين" السعودية. وأرجع مسؤول رسمي السبب لمخالفة الشركة المالكة للقنوات شروط الترخيص الممنوح لها. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن المنطقة الإعلامية الحرة "أوقفت ترخيص شركة البراهين العالمية المالكة لعدد من القنوات الفضائية"، مشيرة إلى أن القرار سيسري "لحين توفيق البراهين لأوضاعها." وقال أسامة صالح، رئيس الهيئة العامة للاستثمار، فى بيان له أن هذه القرارات تأتى نتيجة رصد بعض المخالفات لشروط التراخيص الممنوحة لهذه القنوات، مشيراً إلى ضرورة التزام جميع القنوات الفضائية بآداب وأخلاقيات العمل المهنى وبميثاق الشرف الإعلامى فى كل ما تبثه على شاشاتها، انطلاقاً من أن حرية الرأى والتعبير تنتهى حدودها عند التسبب فى إحداث الضرر أو الأذى للمجتمع أو للمتلقى بشكل عام، منوهاً بأن حرية التعبير لا تعنى تقديم مواد علمية تثير الفتن والكراهية، أو تنشر ما هو غير صحيح علمياً أو فكرياً أو عقائدياً بين الناس. من جانبه، أكد الدكتور عاطف عبدالرشيد، رئيس قناتى الحافظ والصحة والجمال التابعتين لشركة البراهين، أنه فوجئ بقطع الإرسال عن القناتين بعد ظهر أمس، دون سابق إنذار، وقال: لم تتلق إدارة القناة أى إنذارات من قبل سواء كتابياً أو تليفونياً، تحذرنا من وقف برنامج معين ولم يعترض أحد من قبل على سياسة القناة والعمل بها.بحسب جريدة المصري اليوم. وأضاف: حتى الآن لا أعرف سبب ما حدث، واتصلت بالمسؤولين لمعرفة سبب قطع الإرسال فلم أصل إلى إجابة محددة، وأنا شخصياً أتمنى أن أعرف السبب حتى أتلاشاه مستقبلاً وأكد عبد الرشيد أن الهجوم الذى شنه الإعلام التليفزيونى خلال الفترة الماضية على القنوات الدينية كان المقصود منه قناتى «الناس» و«الخليجية»، وليس المقصود منه قناتى «الحافظ» و«الصحة والجمال»، مستطرداً: لكن لأن القنوات الأربع تتبع شركة واحدة تم إغلاقها جميعاً وقال مراقبون- بحسب رويترز- إن مصر استاءت من تدخل قنوات فضائية عربية بشكل غير مباشر في قضايا طائفية أثيرت فيها في الأسابيع الماضية وذلك من خلال توجيه انتقادات إلى الدين المسيحي. وفي يونيو الماضي هددت إدارة "النايل سات" المصري قناة "الناس" بالإغلاق، إذا لم توقف بثّ برنامج "سهرة خاصة"، الذي يتناول الشبهات التي يلقيها القُمّص زكريا بطرس عن الإسلام. وأشار الإنذار إلى أنّ البرنامج يتضمن إساءة إلى المسيحية والمسيحيين. ومن جهة اخرى أنشأ مجموعة من نشطاء الفيس بوك، حملة تطالب الحكومة المصرية ممثلة فى وزير الإعلام المصرى ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإغلاق قنوات "الرحمة، الناس، الحافظ"، لأنها تخالف القوانين المصرية والدولية التى تحظر الدعوة إلى الكراهية ضد أتباع الديانات الأخرى وانتهاك حقوق المرأة وحقوق الأقليات. ونظرًا لما تبثه هذه القنوات، حسب وجهة نظرهم، من كراهية وعنف ضد كل من هم غير المسلمين، لا سيما المسيحيين فى مدن فرشوط، وأبو تيشت ونجع حمادى، واليهود والبهائيين، بل والمسلمين والطوائف الأخرى التى لا تتفق مع وجهة نظرهم، منعهم من أن يتقلدوا أى مناصب عليا فى الدولة. وذكر النشطاء على الجروب، أن هذه القنوات تدعو للتمييز ضد المرأة، فتعتبرها مخلوقاً متدنياً لا ينبغى أن يحصل على التعليم، وألا تتقلد أى من المناصب العليا فى الدولة. وبلغ عدد أعضاء الجروب إلى الآن 1.507 عضوًا، والقائمون عليه 6 من النشطاء، قاموا بوضع العديد من مقاطع الفيديو ورسوم الكاريكاتير.