علي عبد اللطيف و ياسر حسن.. شابان لا تتعدي أعمارهما ال30 عاماً , يحملان مثل آلاف الشباب مؤهلات متوسطة.. ومثل كثيرين لم يجدا وظيفة مناسبة تلائم دراستهم, راودهما حلم السفر والهجرة بحثاً عن الرزق ولكن تكاليفه العالية جعلته حلماً مستحيلاً، وفجأة قررا التفكير خارج الصندوق وأن تكون البداية من الشارع عبر مشروع بسيط وهو أول كافية متنقل في شكل سيارة يقوم بعمل المشروبات الساخنة والمثلجة، وقد شاهدا هذا المشروع من خلال فيديوهات توضح انتشاره في عدة دول, بالفعل بأقل الإمكانيات مع صديقهما الثالث أيمن إبراهيم انطلقت سيارتهم ومعها مستقبلهم.. ويتواجد هذا المشروع الصغير بمدينة السادس من أكتوبر, ولاحظنا التواجد للكثيرين سواء من المارة أو من راكبي السيارات أمام العربة لإعجابهم بالفكرة إلي جانب جودة الخدمة, وأيضاً بسبب كثرة المطاعم في المنطقة، يقول ياسر حسن- 28 عاماً-: الفكرة ليست جديدة فهي موجودة ومطبقة في كثير من الدول العربية منها ليبيا والسعودية وكذلك في الخارج, ولكن غير مطبقة في مصر, لذا قررنا أن نتحد ونجمع ما ادخرناه من أعمال بسيطة متقطعة لشراء سيارة وتنفيذ المشروع بنفس الجودة والنظافة التي شاهدناها, وبفضل الله لاقت الفكرة نجاحاً وإعجاباً من الكثيرين. ويقول علي عبد اللطيف شريكه في المشروع: هي فكرة ومشروع ناجح بقدر كبير في الخارج، وتكلفة تجهيز هذه السيارة علي هذا النحو حتي تضاهي مثيلاتها في الخارج وتقدم الخدمة بنفس الجودة عالية بعض الشيء، وكعادة أي مشروع مهما كان حجمة في مصر لابد وأن يواجه صعوبات, ولكن بمرور الوقت بفضل الله بدأت النتيجة الرائعة تظهر، لكن المشكلة الرئيسية هي أننا أحيانا نتعرض لمطاردات من الحي, رغم أننا أنهينا كل التصاريح والأوراق المطلوبة ولكن جهاز المدينة يضع المشاكل أمامنا, وكل فترة يأتي الموظفون ويسحبون منا الرخصة ونتعب كثيرا حتى نرجعها مرة أخري, بينما يقف بجانبنا عشرات الباعة من المتجولين الذين يعملون بدون اي ترخيص أو شهادات طبية أو يقدمون بضائع وخدمة جيدة ورغم ذلك يتركونهم, فحتي الكهرباء نحن قمنا بعمل "ممارسة" في شركة الكهرباء وندفع ثمنها شهرياً, ونحن لا نريد سوي شيء واحد فقط وهو أن نأكل لقمتنا بالحلال، ونتمنى أن تساعدنا الدولة.. لا نريد أى أموال أو وظائف.. فقط يتركونا نعمل مادمنا في حدود القانون وغير مخالفين، وبإذن الله بكفاحنا سينمو مشروعنا الصغير هذا ويصبح في يوم ما سلسلة من الكافيهات الكبيرة.. والله قادر علي كل شيء.