يشهد ميدان روكسى منذ الجمعة الماضية حركة احتجاجية معارضة ضد المعتصمين فى ميدان التحرير.. حيث يؤكد معتصمو روكسى على دعمهم للمجلس العسكرى ورفضهم لما أسموه ب "ديكتاتورية ميدان التحرير" كما جددوا رفضهم لفكرة المجلس الرئاسى المدنى وحرصوا على تأكيد دعمهم الكامل للمجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية .. تصوير: محمد لطفى
ونجح هذا الاعتصام بالفعل فى لفت الأنظار إلى ضرورة مراعاة الاستقرار فى الفترة الانتقالية لكن مع الوقت تسلل إلى روكسى عدد من أنصار مبارك ففشل الاعتصام فى توسيع قاعدته.. وإذا كانت مطالب روكسى تأتى على النقيض تماماً من مطالب ميدان التحرير إلا أن ميدان التحرير يفرض نفسه بقوة على القرار السياسى وهو ما دفع معتصمو روسكى للمطالبة بإخلاء الميدان والتخلص من سطوته على القائمين بإدارة شئون البلاد سواء كان الحكومة أو المجلس العسكرى. فمع من سيقف الشعب وإذا أتيح للناس أن يخرجوا ويعبروا عن آرائهم فهل سيتوجهون الآن إلى التحرير أم إلى روكسى؟ ومن أجل نبذ الانقسام فى الحركة الثورية ظهرت مبادرة "إحنا بنحب البلد دى" والتى رفعت شعار "مصر أولاً.. الثورة أولا" حيث يقول إسلام الكتاتنى عضو بالمبادرة أن أكبر خطأ وقع فيه الثوار هو الانسحاب من الميدان بعد التنحى فقد كان من المقرر أن يظل الاعتصام مفتوحاً وباقياً حتى تتحقق جميع المطالب لكن عندما ترك الثوار الميدان تصور المسئولون عن إدارة البلاد أن الثورة انتهت وأن بقية المطالب يمكن تحقيقها مع الوقت كما أدى ذلك فيما بعد إلى مزيد من الانقسامات فى الرؤى والتوجهات وكان آخر انقسام هو انقسام روكسى حيث يضم عددا من الشباب المؤيدين للمجلس العسكرى الذى يتعرض لانتقادات حادة فى التحرير وهذا الانقسام طبيعى جدا لكن المشكلة الأخطر تكمن فى صراعات القوى والحركات والإئتلافات الثورية كما دخل فى الموضوع حركات لم تشارك أصلاً فى الثورة وهؤلاء موجودون فى الميدان ويتحدثون باعتبارهم ثوريون ولكن الحقيقة غير ذلك ويضيف إسلام أن المبادرة تشدد على أهمية الوحدة والاتحاد بين كافة القوى والأحزاب والمبادرات فيما بينها للوقوف صفا واحدا كما كان الحال فى بداية الثورة. وفى صباح اليوم جرت محاولات للتوفيق بين شباب حركة روسكى المؤيدة للمجلس العسكرى وبين مطالب معتصمى ميدان التحرير حيث يقول خالد الزغبى أحد من شاركوا فى اعتصام روكسى أن القوى الثورية حدث لها نوع من أنواع التفتت وأن هناك عدد كبير من شباب 25 يناير لا يرضون على ما يحدث فى ميدان التحرير الآن فالهجوم على المجلس العسكرى لا ينبغى أن يكون وراداً فى تفكير أى شاب وطنى كما أن الغطرسة والتدخل فى تشكيل الوزارة على هذا النحو يعد بمثابة انتهازية سياسية ولهذا خرج الشباب إلى روكسى لوقف هذه التدخلات غير المبررة وأكد أن هناك دخلاء وعناصر لم تشارك أصلا فى الثورة وإنما تتواجد فى الميدان الآن بهدف تأجيج المطالب وخلق خلافات بين الجيش والشعب وأن هذه العناصر ربما تكون مموله من الخارج بهدف إسقاط الدولة وإشاعة الفوضى والبلبلة ولهذا لا ينبغى أن ننخدع بمثل هذه الشعارات على الإطلاق كما أن هناك عدداً كبيراً جداً من شباب 25 يناير لم يتحركوا رغم أنهم ليسوا مقتنعين بما يحدث. و أقرأ أيضا: تجدد موقعة الشاى والكشرى بالتحرير!!