مع ظهور العديد من القنوات الفضائية في الفترة الأخيرة أصبحت الجملة المناسبة هي "ربنا يكون في عون المشاهد" الذي يتلقى هذا الكم اليومي ما بين برامج التوك شو والبرامج السياسية وبعض البرامج الترفيهية .. وهو ما جعل المشاهد تائه في مولد قنوات لا آخر له كلها اتخذت من مفردات الثورة اسماً لها . فضلا عن عودة بعض القنوات التي حجبها النظام السابق مثل قنوات الحافظ والناس والرحمة والفجر وتواصل والخليجية والعفاسى. والتي استأنفت البث وحصلت علي تراخيصها بعد الثورة وقد خرجت الإحصائية الأخيرة عن مركز "ماد توك شو – مصر" تؤكد أن عدد ساعات برامج التوك شو المسائية التي يتابعها الجمهور وصلت إلي 28 ساعة يوميا وأن هذه البرامج وصلت إلي 13 برنامجاً بخلاف عدد من البرامج التي تم إطلاقها مؤخرا مع ظهور لمحطات فضائية جديدة وصلت ‘إلي 16 قناة مثل قناة النهار cbc والتحرير و25 يناير وغيرها . وأشارت الإحصائية إلى أن برامج التوك شو المسائية يشارك في تقديمها 18 مذيعاً ومذيعة، وأن هناك 3 برامج يقوم بتقديمها أكثر من مذيع واحد، هي "الحياة اليوم" و"القاهرة اليوم" و"في الميدان"، ويقوم مذيع واحد بالتقديم في العشرة برامج الأخرى ، ويعد برنامج "على الهوا" الذي يقدمه جمال عنايت أقدم هذه البرامج والذي بدأ منذ منتصف التسعينات, يليه برنامج القاهرة اليوم الذي يقدمه الآن عمرو أديب. وأكد عمرو البلدي مدير المركز الإعلامي بمدينة الإنتاج أن هناك عدداً من القنوات الفضائية حصلت علي تصاريح بعد الثورة ..ولكن ليس جميعا يبث من مدينة الإنتاج الإعلامي ، ورغم أن المنطقة الإعلامية أعطت تصاريح ل 16 قناة إعلامية إلا أن 4 فقط من هذه القنوات يتم بثها من المدينة وهم روتانا مصرية وcbc ومصر 25 التي أطلقها الأخوان والجزيرة مباشر ..ولكنها لم تنتقل بعد إلي استوديوهاتها بالمدينة لأنها مازالت في مرحلة الإعداد لها ومن المقرر أن تبدأ البث من بداية الشهر القادم ، أما بقية القنوات قامت بتأجير عدد من الاستوديوهات في منطقة الهرم مثل قناة التحرير. بينما قال سيد حلمي رئيس مدينة الانتاج أن تزايد انطلاقات العديد من القنوات الإعلامية في الفترة الأخيرة –فترة ما بعد الثورة –ليس بالأمر السيئ بالنسبة للمشاهد ، بل أنه أمر صحي وموجود في العديد من دول العالم فمن الصعب أن نحصر المشاهد ما بين ثلاثة أو أربعة برامج فقط بل يوجد أمامه العديد من البرامج والقنوات وهو الذي يحدد أولويات مشاهدته وفقا لما يريد وبالتالي هنا تعمل كل قناة علي جذب عدد أكبر من المشاهدين من خلال تجويد مادتها الإعلامية من ناحية .. ومن ناحية أخري رصد ومتابعة الأحداث وتكون نبضاً للجمهور علي شاشاتها, وهذه القنوات وما تتضمنها من برامج ما هو إلا انعكاس للمناخ الإعلامي الإيجابي الذي تتمتع به مصر حاليًّاً, ومن المتوقع أن تشهد المدينة في الفترة القادمة انطلاق المزيد من القنوات الفضائية الحرة التي ستساعد على زيادة إيراداتها. ويعلق الدكتور صفوت العالم الأستاذ كلية الإعلام قائلاً : إذا كنا في فترة عدم استقرار سياسي فهذا من الطبيعي أن ينعكس علي مضمون القنوات الفضائية من برامج ، والانفتاح الذي نشهده لا يقتصر علي الإعلام بل موجود في الأحزاب ..وأصبح لكل حزب حرية إصدار قناة تعبر عنه مثل الأخوان, وأصبح بعد الثورة هناك متسعاً لكل الاتجاهات ، فالبعض يحاول أن يستفيد من هذه الحرية تحسبا من إصدار قوانين أو قرارات في وقت لاحق قد تؤيد من هذه الحرية فالكل يلحق يأخذ فرصته!!, وهي تشبه عملية البناء علي الأراضي التي حدثت أثناء الثورة وغيرها ولكن بطريقة مشروعة. وقد استبعد أن ينعكس هذا الإفراط في القنوات الفضائية في إحداث حالة من الفوضى الإعلامية وقال المشاهد أصبح أكثر وعيا وبعض القنوات التي تحدث هذه الفوضى ينعكس هذا بوضوح علي نسب مشاهدتها وعلي الإعلانات التي بها وأكبر دليل قناة الفراعين التي انطلقت منذ ما يقرب من 4 سنوات إلا أن الفرق واضح بينها وبين قناة مثل دريم, فربما تحدث فوضي في المضمون نتيجة للأوضاع العامة التي تمر بها البلد وما تصبه من انعكاسات وتخبط في البرامج ، ولكن الجمهور من حقه أن يختار ما يناسبه والملتقي لديه 600 أو 700 بديل وبالتالي غير مضطر لأن يشاهد ما لا يعجبه .