مع طلوع فجر كل يوم ينشط قلب منطقة المكس بالاسكندرية وبالتحديد عند كوبري السمك , حيث يتجمع عدد كبير من الصيادين والبائعين والزبائن في انتظار المراكب القادمة من عرض البحر وعليها الرزق بعد رحلات صيد طويلة ، وهذه المنطقة التاريخية التي اشتهرت بجميع أنواع السمك .. إلي جانب وصورة الصياد التقليدية في بنطلونه الأسود الفضفاض والقميص الابيض والبرنيطة الواسعة للأسف لم تعد كذلك , فكل شيء تغير ومعاناة الصيادين في ازدياد .. طلوع فجر كل يوم ينشط قلب منطقة المكس بالاسكندرية وبالتحديد عند كوبري السمك , حيث يتجمع عدد كبير من الصيادين والبائعين والزبائن في انتظار المراكب القادمة من عرض البحر وعليها الرزق بعد رحلات صيد طويلة وهذه المنطقة التاريخية التي اشتهرت بجميع أنواع السمك ... وصورة الصياد التقليدية في بنطلونه الأسود الفضفاض والقميص الابيض والبرنيطة الواسعة للأسف لم تعد كذلك , فكل شيء تغير ومعاناة الصيادين في ازدياد .. فهناك قائمة من المشكلات تنتظرهم كل يوم بداية من قلة الرزق وعدم التأمين علي المراكب وخلافات الصيادين مع غياب الشيخ الكبير , ومرورا بتلوث السمك بماء المجاري وانتشار تجارة المخدرات والبلطجية ... التفاصيل كلها نحكيها لكم بعد جولة قمنا بها في هذه المنطقة .. يقول أحمد محمد صياد من سكان المنطقة : المكس اختلفت عن زمان ... الناس في الماضي كانت تعيش بالفطرة ويحبون الخير والرزق لبعض وكان فيه احترام لكلمة الكبير ... الآن لايوجد غير البلطجة وكل يوم الشرطة تدخل لحل مشكلات الصيادين بعدما كانت فيه كلمة شرف نلتزم بها كلنا وحتي شيخ الصيادين دوره فقط عمل تراخيص للمراكب وانهاء الأوراق الرسمية مقابل الفلوس وليست له كلمة مسموعة , والمكس حاليا مهددة بالخطر لأنه لايوجد حاجز يحمي المنطقة من مياه البحر خاصة وقت ( النوة ) لأن المياه تخرج علي الكوبري وتغرق الأسواق والبائعين , وأيضا الشغل قليل ويوم بيوم لكن لازم نصبر لأن الصيد مهنتنا وقدرنا ! أما أحمد عبده صياد فيقول : مياه البحر القريبة من شط المكس ملوثة بسبب الصرف الصحي الذي يصب فيها والروائح الكريهة منتشرة في الشوارع وفي المنطقة ... ، المكس زمان كانت مخصصة للصيادين الحقيقيين أصحاب المهنة ... الآن كل واحد عنده فلوس يشتري مركب ويعمل صيادا وبالتالي عددنا زاد والرزق قل ! ولذلك أدخلنا أولادنا التعليم لأن المهنة أصبحت غير مضمونة وكلها تعب وبهدلة ، ومن أخطر المشكلات التي تواجه الصيادين هي عدم وجود تأمينات علي المراكب في حالة غرقها ، كما المركب تتكلف من 30 إلي 50 ألف جنيه وعمرها الافتراضي 10 سنوات ولوغرقت لايوجد بديل أو تعويض لأن فكرة التأمين مرفوضة ولانهتم بالمستقبل والمشكلة الأكبر هي الضرائب المفروضة علينا ولا تناسب في أحيان كثيرة مستوي دخلنا أو رزقنا . أما مصطفي العربي صياد , فيرصد معاناة من نوع أخر حيث يقول : هناك أيام نمنع فيها من الصيد لمصلحة أصحاب المزارع ونبقي في الشارع بدون عمل رغم أن الرزق في البحر وسمعنا أكثر من مرة عن وجود تعويض عن هذه الفترة ولكن لم يحدث شيء . أيضا لايوجد في المنطقة من يدافع عن حقوقنا سواء كان جمعية للصيادين أو شيخا كبيرا مسموع الكلمة مثلما يحدث في بورسعيد ورشيد . والأمان في المنطقة شبه معدوم علي حد وصف سيد أبو حمو صياد حيث يقول : كل يوم تقوم خناقات بين الأهالي والصيادين ولا يوجد من يتدخل ويحمي الناس , نتمني ان يتم التركيز علي هذه المنطقة ووضعها في الاهتمام . ومن أخظر التهم التي توجه لصيادي المكس هي تجارة المخدرات ومنهم محمد عبد العظيم ، يقول : دخلت السجن 10 سنوات بتهمة تهريب المخدرات بعدما خرجت خسرت كل حاجة والآن أعيش في الشارع ونفسي في كشك صغير أنام وأبيع السمك فيه . أما عبد الحميد دسوقي فقد خرج من السجن بعد قضاء 25 عاما بتهمة الاتجار بالمخدرات ويقول طلبت المساعدة من كل الناس وتعبت وتبت ونفسي في بيت صغير وكشك آكل منه عيش . معاناة الصيادين كلها معلومة لدي حسن عبد المطلب , شيخ صيادي المكس منذ 42 سنة وقد حصل علي الشياخة من خلال التعيين ويفوز بها كل عام بالتزكية وأهم ما يشغل باله فقط اجراءات الترخيص حيث يقول : مسألة حصول المراكب الجديدة علي الرخص تمنعني من خدمة الصيادين وذلك لان استخراج التصاريح يمر بخطوات معقدة وطويلة تستغرق سنة أو أكثر حيث تحتاج امضاءات وتقارير وأختاما ورغم ذلك رخصنا 80 مركبا و 20 شراعا و 2500 لانش يعمل عليها جميعا حوالي 4 الاف صياد ونحن في حاجة لوجود ميناء داخل منطقة المكس وهو خطوة هامة تيسر عمل الصيادين , أيضا من حق الصيادين نزول البحر في أي وقت ومنعهم لمدة 45 يوما لحماية أسماك المزارع شيء في حاجة لاعادة نظر لان لدينا مراكب صغيرة لا يمكن أن تؤثر علي هذه المزارع أما تهمة المخدرات بالنسبة للصيادين فكانت زمان .