" في أول عيد حقيقي للعمال منذ زمن طويل ..في أول أعياد الثورة نشهر أسلحتنا النضالية في وجه أي سلاح ونفرض شرعيتنا الثورية أمام كل الشرعيات الورقية ) هذا هو كتبته جريدة الاشتراكي التي يصدرها مركز الدراسات الاشتراكية وتم توزيعها اليوم في ميدان التحرير خلال الاحتفالية التي نظمتها اتحادات النقابات العمالية المستقلة بالميدان . وبدأت الاحتفالية اليوم باعلان تأسيس حزب العمال من ميدان طلعت حرب ..وهو حزب يهدف بنشاطه خدمة العمال والعمل علي مصلحتهم ويكون منبراً شرعياً لمطالبهم ، وشعار هذا الحزب ( حزب العمال طالع .. من الغيطان والمصانع ) في اشارة الي أنه يضم فئة العمال والفلاحين المطحونين اقتصاديا والمهمشين علي المستوي السياسي ، وهذا ما شرحته لنا ضي رحمي والتى أكدت أن أهداف الاتجاه الاشتراكي الثوري الآن هو استكمال مطالب الثورة فيما يتعلق بالفئة المطحونة في المجتمع والتي قامت ببناء مصر علي مدار سنوات طويلة وقام نظام مبارك ببيعها مرة واضطهادها مرة أخري عن طريق الخصخصة وغيرها من المشروعات الفاشلة التي ادت الي تدهور أحوال العمال والفلاحين في مصر ، وأضافت أن مركز الدراسات الاشتراكية سوف يعمل الفترة القادمة من خلال مجموعة من الندوات في القري والمصانع بهدف نشر التوعية السياسية فيما يتعلق بحقوق العمال ، واليوم مطلب كل العمال هو الالتزام بالحد الأدني للأجور وهو 1200 جنيه للعامل والبدء الفعلي في تطبيقه ، كما قام الاشتراكيون اليوم بتوزيع عدد من المطبوعات لتوضيح أهداف الثورة في الفترة القادمة وأهم الأهداف التي يجب أن يعملوا علي تحقيقها . والي جانب التيار الاشتراكي ظهر اليوم أيضا نشاط الحركات الشيوعية بمختلف مسمياتها ، وظهرت في الميدان لافتة كبيرة تعلن عن تأسيس الحزب الشيوعي المصري ، كما تواجدت الأنشطة الطلابية .. حيث أكد ممثلوا الاتحاد العام لطلبة مصر والملغي بموجب قانون 79 أنهم يعملون علي اعادة الشكل القانوني لأتحاد طلاب مصر والذي كان له دور كبير هو والعمال في انتفاضة 77 ، وأوضح مصطفي أحمد طالب بجامعة النيل أن عدد الأعضاء المؤسسين للاتحاد حتي الآن 200 طالب من الجامعات المصرية والخاصة وأنه يسعون إلي عودة الاتحاد إلي العمل في الشارع ، وقرروا النزول اليوم للاحتفال مع عمال مصر بعيدهم الأول بعد الثورة للتأكيد علي أن العمال والطلبة مطالبهم واحدة وهي كرامة المواطن المصري بينما حرصت القلة المندسة علي توزيع مطبوعاتها لتعبر عن رأيها في استكمال مطالب الثورة والمتمثلة في حل المجالس المحلية وتشكيل حكومة مدنية ومحاكمة كل المسئولين عن الفساد والافراج عن المعتقلين السياسين وانهاء حالة الطوارئ . وذلك في الوقت الذي أقام فيه " شباب من أجل العدالة والحرية " المنصة الرئيسية في الميدان والتي شهدت كلمة للناشط العمالي كمال خليل والذي هتف بأرواح عمال مصر وشكر دورهم الكبير في الثورة المصرية وقال ( الوحدة الوحدة للعمال ضد سلطة رأس المال ) وأكد في كلمته أن حق العمال المصريين لن يضيع طالما أن ميدان التحرير موجود وأن كل من عمل علي تدمير المصانع المصرية وتشريد العمال لابد من محاسبته بشكل سريع ومساعدة المتضررين من نظام الخصخصة ، وأوضح محمد عواد من مؤسسي حركة شباب من أجل الحرية والعدالة أن الحركة تقدمت بطلب للجنة الأحزاب لتغيير اسم حزب جماعة الأخوان المسلمين لأن الحركة أطلقت علي نفسها هذا الأسم منذ أول يوم في الثورة وأن احتفالية عيد العمال هي جزء لاستكمال مطالب الثورة وللدعوة لمليونية الجمعة القادمة للاحتفال بمرور 100 يوم علي الثورة المصرية . وكان ملاحظاً اختفاء شباب الاخوان المسلمين من الميدان ولم يشاركوا بشكل ظاهر في احتفالية اليوم ..وسيطرت الاتجاهات اليسارية علي الميدان وذلك في الوقت الذي ينظم فيه اتحاد النقابات المستقلة احتفالية كبيرة بحضور الشاعر سيد حجاب والمطرب علي الحجار وعدد كبير من رموز الحركة العمالية في مصر .