حواديت جدو ومتعب وشيكابالا وزاهر التي عشنا معها على مدى سنوات فتحت ملف الأسئلة من جديد حول الفساد الذي نعيشه في الكرة المصرية ، والفساد عندنا - علي عكس العالم كله - كان يثبت وجوده بالأقدمية ويصبح الأمر الواقع بمرور الوقت في غياب أي دليل أو حقيقة واضحة أو أرقام ومعلومات . وأصبح عاديا جدا أن ينشغل الرأي العام بقضية ويتبادل أطرافها الاتهامات والشتائم حسب رغبة البعض .. ثم فجأة يقررون حسب نفس الرغبة دفن كل شيء ووضع كلمة النهاية وسط حسابات ومصالح في الخفاء وليس مهما أن يعرف الناس الحقيقة .. وليس ضروريا أن يظهر الظالم والمظلوم .. وليس مطلوبا معرفة الفاعل الحقيقي " المجهول " مادام الفعل نفسه مسليا للناس ولبرامج الفضائيات والصفحات الرياضية ، وبعد ثورة 25 يناير كلنا توقعنا أن يتم فتح ملفات الفساد القديمة.. أو علي الأقل إغلاق منافذ أى هروب من الحساب، لكن يبدو حتى الآن ومع استمرار الوضع علي ما هو عليه.. فإن الفاعل سيظل مجهولاً حتى إشعار آخر. تعالوا نقص شريط الذكريات " المؤسف " لنعرف كيف يضحكون علينا بأن الدوري المصري رقم 12 عالميا وأننا أبطال إفريقيا للأبد حتي لو تعادلنا مع سيراليون وهزمنا من النيجر وأن لاعبينا لديهم موهبة ومهارة تؤهلهم للفوز بالمونديال لولا الحظ .. كل ذلك ونحن لا نعرف عن أبسط قواعد الاحتراف شيئا ، ونبدأ من قضية جدو التي انتهت لكن حتى الآن لم يخرج علينا أحد ليقول " من المجرم الذي قام بتزوير توقيع اللاعب " فهل بمجرد أن يقوم ممدوح عباس بدفع غرامة اللاعب وترضيته من جيبه الخاص ينتهي الأمر يعني ببساطة كده .. في النهاية هو أشتري "صمت القانون " بفلوسه ! ولو جئنا لاتحاد الكرة .. الكل تأكد من وجود مخالفات مالية بالاتحاد ومع تقديرنا لقيام الإدارة المالية بتسوية الديون وعمليات إهدار المال العام .. فهل هذا يعني أن الموضوع يمر بدون عقاب! وماذا عن وقوف الإتحاد أمام عقد جمعية عمومية هدفها إسقاط أعضاءه .. هل يصح هذا والبلد كلها في ثورة ضد أي كبت للحريات والرأي الآخر؟! ثم أن وجود سمير زاهر رئيساً لاتحاد الكرة كانت بسبب "إجراءات قانونية وخطوات تقاض " لكن أصل القضية هو "هل فعلأ ترشح زاهر من الأساس لم يكن قانونيا " .. ولماذا تغاضي اتحاد الكرة عن تطبيق نظام الاحتراف رغم أن مهلة " الفيفا " ستنتهي بعد أشهر قليلة ! وما سر تنازل حسن فريد رئيس نادي الترسانة عن شكواه في الفيفا من أجل تطبيق المادة 18 والخاصة بأندية الشركات والمؤسسات بالدوري .. وإذا كنا حاسبنا المسئولين عن ملف " صفر المونديال " ولم نعد نسمع شيئا عن هشام عزمي وزملائه .. فلماذا لم نعاقب من أتهمهم مجدي عبد الغني بالفساد في اتحاد الكرة بغض النظر عن اعتذاره بعد ذلك .. ومن هم المسئولون عن "مهزلة أم درمان " والتي تسببت في مشاكل مازالت أثارها باقية حتي الآن ، ولماذا ترفض الجبلاية عقاب أي ناد يفاوض لاعبا مرتبطا بعقد مع فريق آخر رغم مخالفة ذلك لكل قواعد الفيفا؟ ! حالياً كل الأمور مفتوحة ع المكشوف في مصر عدا كرة القدم .. كل الأسرار يتم كشفها لكننا مانزال لا نعرف السر وراء اعتزال محمد بركات دوليا .. و مصير القضية التي سبق أن رفعها الأهلي ضد ستراسبورج الفرنسي واتحاد الكرة المصري بعدما رفض الأخير قيد حسني عبد ربه في صفوف الفريق منذ 4 أعوام .. وشكوي مجلس إدارة نادي الزمالك للجنة التظلمات باتحاد الكرة بعد اعتمادها نتيجة مباراة حرس الحدود في الدور الأول للدوري منذ موسمين بفوز الحرس 2-1 رغم مشاركة أحمد عيد عبدالملك في المباراة وهو موقوف من اتحاد الكرة وطبعا القائمة طويلة وتضم القضية الشهيرة التي كانت بين هاني سعيد ومحمد عبد المنصف منذ 3 سنوات عندما تبادلا الاتهامات بخصوص سرقة عقد هاني مع الزمالك وقتما كان يريد التراجع للرحيل إلي الأهلي .. فمن الكاذب فيهما ! وماذا عن عشرات القضايا التي كانت مرفوعة من لاعبي المحلة ضد مستشار رئيس شركة غزل المحلة تتهمه بالرشوة .. وهل بمجرد إقالته يصبح الموضوع منتهيا ! وأين مبلغ الغرامة التي كان يطالب بها الزمالك لاعبه الغاني "أجوجو " الذي هرب منذ 3 أعوام بدون أي حس ولا خبر .. ونفس الشيء حدث مع البرازيلي ريكاردو وإذا كان فعلا اتحاد شمال أفريقيا غير معترف به لدي الفيفا .. فلماذا عشنا عامين في مسلسل "إيقاف إبراهيم حسن " .. ومن هو " الكبير " الذي أجبر وليد سليمان علي التوقيع لإنبي رغم أن اللاعب كان يتوسل لطوب الأرض برغبته في اللعب للأهلي ولماذا توقف الكلام فجأة عن " ملايين البث الفضائي " وأصبح الدوري المصري حاليا علي المشاع لدرجة أن كثيرا من القنوات العربية تذيع الأهداف في نشراتها الرياضية "عادي جدا " .. وإذا كانت المراهنات حراما كما قالوا وممنوعة قانونا .. فلماذا تم السماح لمسابقات زيرو 0900 التي يتنبأ فيها المشاهدون في كل القنوات الفضائية بنتائج المباريات .. وهي في الأصل مراهنات لكن تليفونية ! وهناك قضايا كثيرة لمصر لدي الفيفا تم تجاهلها منذ سنوات بلا سبب .. منها مثلا الشكوي التي تقدم بها إلي الاتحاد الدولي ضد منتخب نيجيريا بعدما اعتذر عن عدم الحضور للعب مباراة ودية في القاهرة منذ عامين .. وهناك قضية أخري منذ 3 سنوات للزمالك يشكو فيها معتز اينو لتوقيعه للنادي الأهلي قبل انتهاء عقده مع الزمالك وذلك باعتراف اللاعب ، وأخيرا .. ماذا حدث في قصية نادي الاتصالات ضد الهاني سليمان وما فعله في مباراة الاتحاد والمحلة الشهيرة عندما سجل هدفا بيده في مرماه ليمنح المحلة فرصة البقاء بالدوري علي حساب الاتصالات منذ موسمين .. فاكرين ؟! ربما بعد كل هذه الأسئلة تنتظرون إجابات .. ولكن لا شيء والإجابة الوحيدة هي " ولا حاجة " أو "الموضوع اتنسي خلاص " .. لم يعطنا أحد أي مبرر لصمته أو حتي نهاية منطقية والكل يرفض الحديث فيما مضي وكأن شيئا لم يكن .. فهل " نوبات " التسامح أصابت الجميع أم أن الفساد الرياضي أصبح أمرا واقعا عندنا .. أم أننا ننسي بسرعة وهذه نعمة كبيرة لابد أن نحتفي بها ؟! .