احتشد اليوم نحو 5 آلاف متظاهر بساحة ميدان التحرير لآداء صلاة الجمعة وللمطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية .. فيما يمكن وصفه بأنه توابع لزلزال ثورة 25 يناير . ويأتى هذا فى الوقت الذى أعلن فيه إئتلاف شباب الثورة تعليق مليونية اليوم بعد تحقق أغلب أهداف الثورة والتى كان على رأسها محاكمة مبارك وأسرته وكبار رموز النظام السابق . وقد جاءت مظاهرة اليوم بالتحرير لتعلن عن تنصلها من هذا الإئتلاف الذى لا يعبر إلا عن نفسه حسب البيان الذى تم إلقاؤه على المتظاهرين .. حيث أعلنت الجبهة الثورية لحماية الثورة المصرية التى قادت لقاء اليوم أن إئتلاف شباب الثورة انعزل وخرج من الشارع وآثر المكاتب المغلقة بينما لاتزال القوى الثورية فى الشارع والدليل التجمع اليوم ، وقد انتقد البيان بقاء الحزب الوطنى وذكرت ان حله لن يعود بفائدة على الحياة السياسية حيث سيعود مجددا وإنما كان الأفضل سياسيا تجميد الحزب كما حدث فى تونس حيث يؤدى هذا الإجراء إلى منع أعضاء الحزب من ممارسة الحياة السياسية وبالتالى نضمن من ذلك عدم الالتفاف على مبادىء الثورة ، وحذر البيان اليوم من عودة الحزب الوطنى بصور أخرى خاصة وأنه الأقوى سياسياً وتنظيمياً بلا شك كما أن قانون الأحزاب الجديد لا يعطى الفرصة للطبقات الكادحة لإنشاء الأحزاب وهذا يؤدى إلى تحكم الرأسمالية مرة أخرى فى مصائر البلد.. ومن ناحية أخرى فقد نادت مظاهرة اليوم بدم الشهداء وحل المجالس المحلية ورحبت بقرار حبس مبارك والتحقيق معه ومع نجليه . هذا وبينما غابت القوى السياسية المعروفة عن مظاهرة اليوم فقد ظهرت قوى أخرى سعت لجذب المتظاهرين منها ما سمى بجبهه اللجان الشعبية للدفاع الثورة والتى وجهت دعوة لحضور مؤتمرها التأسيسى الأول يوم الجمعة الموافق 22 أبريل بميدان التحرير للإعلان عن توجهاتها السياسية خلال المرحلة المقبلة وتوسيع سبل المشاركة والتعاون مع اللجان والمبادرات الأخرى وينعقد المؤتمر تحت شعار" عدالة اجتماعية حرية محاكمة فاسدى النظام" ويتحدث فيه عدد من الشخصيات الساسية العامة. كما تم توزيع بيان آخر باسم جموع القوى الوطنية والشعبية لثورة 25 يناير والذى دعا لإطلاق مسيرة حاشدة من ميدان الدقى إلى ميدان التحرير لتحقيق باقى مطالب الثورة والتى على رأسها تجميد الحزب الوطنى. وقد دعت خطبة الجمعة اليوم مسجد عمر مكرم إلى التمسك بالعدل والأمانة فى حكم البلاد حيث ذكر الخطيب مظهر شاهين أن سبب كارثة مصر هى ضياع الأمانة والذمة لكن الله يقول " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" وأكدت الخطبة على أن مصر بلداً آمناً رغم ما تتعرض له من قلق الآن لغياب الأمن عن بعض المناطق وذكر الخطيب أن الناس الآن أصبحوا يميزون بين عصرين الأول كان فيه أمان وسرقة والثانى أصبح بلا فساد كما نتمنى ودون أمان وفضل الشيخ مظهر الحالة الثانية على اعتبار أنه لو هناك حرامى فإنه يسرق شخصاً واحدا اما الفاسدون قبل الثورة فكانوا يسرقون أمة باكمالها لكننا مع ذلك لسنا مع الفوضى وانتقل الخطيب إلى نقطة الولاية وطالب المساجد والإعلام والحياة الثقافية بضرورة توعية الناس بأهمية ان يكون الحاكم عادلاً وقوياً مثل سيدنا عمر ابن الخطاب وقد فاجأ الشيخ مظهر المصلين بقوله أنه عندما كان يذكر فضائل عمر ابن الخطاب فى خطبة الجمعة فقد كان يتعرض للمساءلة من أمن الدولة بدعوى تلميحه بفساد وظلم وجور المسئولين وعلى رأسهم الرئيس المخلوع ولكن الآن سنظل نطالب بأن يكون حاكم مصر مثل عمر ابن الخطاب فى قوته وفى عدله وأن يطبق القانون بحذافيره على الجميع دون استثناء وفى كل جمعة سنطالب بحاكم لمصر مثل عمر ابن الخطاب ومن جانب آخر حرصت الخطبة على التأكيد على وحدة المصريين جميعا بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية.