تعليم الفيوم يحصد مركز ثاني جمهورية في مسابقة المعلمة الفعالة    ارتفاع محلي وانخفاض عالمي.. كم سجل سعر صرف الدولار اليوم الخميس 16 مايو 2024؟    أسعار السمك اليوم الخميس 16 مايو 2024 في أسواق أسيوط    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    هيئة شؤون الأسرى: ارتفاع حصيلة المعتقلين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر ل 8755    محمد شريف يقود تشكيل الخليج المتوقع أمام الاتحاد بالدوري السعودي اليوم    أخبار الأهلي: التشكيل الأقرب للأهلي أمام الترجي في ذهاب نهائي أفريقيا    محامي سائق أوبر يفجر مفاجأة: لا يوجد دليل على كلام فتاة التجمع.. ولو ثبت سأتنحى عن القضية    السجن المشدد 15 عاما وغرامة 500 ألف جنيه لعامل لاتهامه بالإتجار بالمخدرات في قنا    «الداخلية» تكشف ملابسات مقتل سائق بالشرقية.. وتضبط مرتكبى الواقعة    أمين الفتوى: بهذه الطريقة تصادف ساعة الاستجابة يوم الجمعة    البحيرة: توريد 188 ألف طن قمح للشون والصوامع حتى الآن    حالات الحصول على إجازة سنوية لمدة شهر في قانون العمل الجديد    محافظ أسيوط يستقبل مساعد وزير الصحة ويتفقدان مستشفى بني محمديات بأبنوب    حزب الله اللبناني: أطلقنا أكثر من 60 صاروخا على مواقع إسرائيلية ردا على استهداف البقاع    تفاصيل الحالة الصحية لرئيس وزراء سلوفاكيا.. خضع لجراحة 5 ساعات    بوتين وشي جين يعتمدان بيانا مشتركا حول تعميق علاقات الشراكة    جامعة قناة السويس تصنف من أفضل 6.5 % جامعة عالميا وفقا لتصنيف CWUR 2024    نزع ملكية قطعة الأرض رقم «27س» لإقامة جراج متعدد الطوابق عليها    تمهيدا لإعلان الرحيل؟ أليجري يتحدث عن لقطته مع جيونتولي "سأترك فريقا قويا"    أخبار الأهلي: موقف الأهلي من التعاقد مع أحمد حجازي في الصيف    صدام جديد مع ليفربول؟.. مفاجأة بشأن انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر    «الري»: إعادة تأهيل وتشغيل الممر الملاحي لترعة الإسماعيلية بالتعاون مع «النقل» (تفاصيل)    تداول 10 آلاف طن و585 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    أستاذ طب وقائي يحذر من زيت الطعام المستعمل: مادة خطيرة تدخل في تبييضه    مصرع شاب أثناء محاولته إرجاع مركب انقطع وتيره في المنوفية    «مترو الأنفاق» يُعلن انتطام حركة القطارات بالخط الثاني    «الداخلية» تواصل الحملات على المخابز للتصدي لمحاولات التلاعب في أسعار الخبز    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    يسري نصر الله يحكي تاريخ السينما في مهرجان الفيمتو آرت الدولي الثالث للأفلام القصيرة    ختام فعاليات مهرجان المسرح بجامعة قناة السويس، اليوم    الأحد.. الفنان عمر الشناوي حفيد النجم كمال الشناوي ضيف برنامج واحد من الناس    توريد 188 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة    «الرقابة الصحية»: حل 100% من شكاوى المنتفعين ب«التأمين الشامل» خلال أبريل    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان مشروع إنشاء مستشفى منفلوط المركزي    ياسمين عبدالعزيز تنشر صورة مفاجئة: زوجي الجديد    اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    «الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية المديح والابتهالات.. ماذا قالت؟    نجم الترجي السابق ل«أهل مصر»: الأهلي مع كولر اختلف عن الجيل الذهبي    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيرات للحوثيين في اليمن    طريقة عمل دجاج ال«بينك صوص» في خطوات بسيطة.. «مكونات متوفرة»    تنظيف كبدة الفراخ بمكون سحري.. «هيودي الطعم في حتة تانية»    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    غارات إسرائيلية على منطقة البقاع شرق لبنان    «سلامتك في سرية بياناتك».. إطلاق حملة «شفرة» لتوعية المجتمع بخطورة الجرائم الإلكترونية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    إبراهيم عيسى: "في أي لحظة انفلات أو تسامح حكومي البلاعات السلفية هتطلع تاني"    محمود عاشور يسجل ظهوره الأول في الدوري السعودي    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    بوتين يصل إلى الصين في "زيارة دولة" تمتد ليومين    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مليونية التطهير تؤجل الحكم على مبارك إلى الجمعة القادمة.. وأنباء عن وفاة 2 من معتصمى الميدان
نشر في الشعب يوم 09 - 04 - 2011

أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في ساعة مبكرة من صباح السبت بيانا حمل الرقم (34) تعليقا على الأحداث التي شهدها ميدان التحرير بالقاهرة في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، لتفريق عدد من المعتصمين بينهم عدد من ضباط الجيش.
فيما أعلنت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية، مساء الجمعة، أنها لم تطلب من أنصارها الاعتصام في ميدان التحرير عقب الانتهاء من فعاليات " جمعة التطهير والمحاكمة.
وأفادت مصادر صحفية، إن رجلين توفيا متأثرين بجراح ناجمة عن أعيرة نارية في وسط القاهرة، فيما نفى متظاهرون إطلاق الجيش لأعيرة حية.
قال بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي نشر على صفحة المجلس على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه "أمر بضبط وإحضار المدعو إبراهيم كامل أحد فلول الحزب الوطني والذي وردت معلومات تؤكد تورطه مع بعض من أتباعه في أعمال تحريض وبلطجة وإثارة للجماهير في ميدان التحرير أمس".

وأوضح البيان أن قرار الضبط والإحضار شمل 3 من مساعدي كامل الذي يعد أحد كبار رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني الحاكم سابقا والمتهم الرئيسي بحسب بلاغات متعددة بالمسئولية عن أحداث سابقة عرفت باسم "موقعة الجمل" قبل تنحي الرئيس المصري السابق عن منصبه.

وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيانه أنه "سوف يستمر بكل حسم وقوة وراء فلول النظام السابق والحزب الوطني ويؤكد أيضا أن القوات المسلحة سوف تظل دوما ودائما درعا قويا متماسكا يحمي ويذود عن البلاد وضامنا لأمن واستقرار وسلام وطموحات شعب مصر العظيم".

أمن ومصلحة الوطن خط أحمر
كما أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أنه "نظرا لوجود عناصر من الخارجين على القانون بميدان التحرير بعد تظاهرة الجمعة للمواطنين الشرفاء والتي قامت بأعمال شغب وترويع للمواطنين، ولم تلتزم بتوقيتات حظر التجوال وتواجد بينهم بعض الأفراد المدعين انتماءهم للقوات المسلحة قد قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض المواطنين الشرفاء بالتصدي لأعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال دون أي خسائر.

وتؤكد القوات المسلحة أنها لم ولن تسمح بأي عمل أو إجراء قد يضر بأمن ومصلحة الوطن والمواطنين، كما تؤكد بأنها سوف تقوم مستقبلا بفرض وتطبيق القانون بكل قوة وحزم إذا ما اقتضى أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك".

جار التحقق
وصرح مصدر رسمي بأنه يجرى حالياً التحقق من صحة انتماء الضباط الذين يرتدون الزي العسكري ظهر الجمعة بميدان التحرير للمؤسسة العسكرية من عدمه.

كان عدد من الأفراد مرتدي الزي العسكري ظهروا في الميدان خلال "جمعة المحاكمة والتطهير"، وأعلنوا تأييدهم لمطالب الثورة، موجهين انتقادات لأداء المجلس العسكري.

وفاة 2 من معتصمي التحرير
أفادت مصادر صحفية، إن رجلين توفيا متأثرين بجراح ناجمة عن أعيرة نارية في وسط القاهرة، فيما نفى متظاهرون إطلاق الجيش لأعيرة حية.

وقال مصدران طبيان إن القتيلين كانا ضمن 15 شخصاً أصيبوا بالرصاص.

وكان دوي إطلاق الرصاص قد دوى في المنطقة المحيطة بميدان التحرير بالقاهرة الليلة الماضية، وقال المحتجون إن الجيش "أطلق أعيرة في الهواء"، ولم يتضح إن كان هناك مسلحون آخرون بالميدان وقت إطلاق الأعيرة.

ونفى متحدث باسم الجيش ل"رويترز" قائلا إن "الجيش أطلق أعيرة فارغة ولم يطلق أعيرة حية لتحذير المحتجين".

وقال محتجون السبت إن عددا منهم أصيب وقتل في الاشتباكات. وأشار أحدهم إلى آثار دماء في الميدان.

لم ندع للاعتصام في التحرير
من جهتها، أعلنت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية، مساء الجمعة، والتى من بينها جماعة الإخوان المسلمين وائتلاف شباب الثورة أنها لم تطلب من أنصارها الاعتصام في ميدان التحرير عقب الانتهاء من فعاليات " جمعة التطهير والمحاكمة .

وصرح الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين أن الجماعة ملتزمة بموقف اللجنة التنسيقية، باعتبارهم أحد أعضائها الذين وقعوا على بيان الدعوة لتنظيم ''جمعة التطهير والمحاكمة''، وهو البيان الذى لم يشمل الدعوة للاعتصام بعد الانتهاء من فعاليات جمعة التطهير والمحاكمة .

وأكد العريان أن الجماعة لم تطلب من أنصارها البقاء في التحرير أو مغادرته معللا أن الموقف واضح من البداية وهو أن الجميع سوف يتظاهر ويعبر عن نفسه في ضوء الالتزام بمواعيد حظر التجوال .

وأوضح مصدر مسئول في اللجنة التنسيقية- فضل عدم الكشف عن هويته- إن هناك توافقاً داخل اللجنة بشأن الموقف من اعتصام بعض الثوار والمتظاهرين والناشطين السياسيين داخل ميدان التحرير، وهذا الموقف يتلخص في أن أية اعتصامات أو دعوات للمبيت في الميدان هي عمل فردي لم تتم الدعوة له من جانب أي من القوى السياسية الموقعة على بيان اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية.

يذكر أن اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية هي المظلة السياسية التي تضم الغالبية العظمى من القوى السياسية الفاعلة في تنظيم أحداث ثورة 25 يناير ومنها مجلس أمناء الثورة، وجماعة الإخوان المسلمين، والجمعية الوطنية للتغيير، وائتلاف شباب الثورة، وتحالف ثوار مصر، وائتلاف مصر الحرة، وحركة شباب 25 يناير، وائتلاف الأكاديميين المستقلين.

وقامت قوات الأمن المركزي في وقت مبكر من صباح اليوم بفض الاعتصام بالقوة واعتقال بعضا من الضباط الذين شاركوا المتظاهرين في الاعتصام .

احتراق حافلتين في ميدان التحرير
وعلى الصعيد نفسه، قال شهود عيان من ميدان التحرير بالقاهرة إن دخانا كثيفا يظهر بوضوح جراء احتراق حافلة نقل ركاب مدنية وناقلة جنود عسكرية في أعقاب تفريق المتظاهرين اللذين شاركوا في جمعة "المحاكمة والتطهير".

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب والأدخنة تتصاعد من المركبتين من دون أن يعرف على وجه الدقة المسئول عن احتراق تلك المركبات.

وقال شهود عيان إن أعدادا تقدر بالآلاف بدأت التجمع مجددا في الميدان الذي يقع بوسط العاصمة المصرية بعد ساعتين من تفريق اعتصام بالقوة وأن العشرات يتوافدون حاليا على المكان للاطمئنان على ذويهم وأصدقائهم أو الاستعداد لتظاهرة جديدة خاصة بعدما انتهت فترة حظر التجول المحددة في الفترة من الثانية حتى الخامسة صباحا.

وكانت قوات من الجيش والأمن المركزي قد فرقت اعتصاما في الميدان والقت القبض علي عدد من المشاركين فيه. وقال مشاركون في الاعتصام إن القوات اطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المعتصمين.

وشهدت منطقة وسط القاهرة ارتباكا مروريا صباح اليوم السبت إثر قيام المتظاهرين بميدان التحرير بإغلاق جميع الطرق المؤدية الى الميدان.

وقام المتظاهرون بتوسيع مناطق اغلاق الميدان؛ حيث وضعوا الأسلاك الشائكة وسط شارع قصر النيل فى مواجهة النادى الدبلوماسى، مما اضطر أتوبيسات النقل العام ونقل الموظفين التى فوجئت بالأسلاك الى الدوران مرة أخرى عكس الاتجاه للسير عبر شارع هدى شعرواى فميدان طلعت حرب والاتجاه الى شارع رمسيس ، مما سبب ارتباكا مروريا كبيرا.

وقام قائدو الحافلات والمركبات الخاصة بمحاولة اقناع المتظاهرين بإزالة الأسلاك الشائكة والسماح لهم بالمرور، إلا أنهم أصروا على موقفهم بوضع الأسلاك مما أدى الى وقوع بعض المشادات اللفظية بين الجانبين.

أما داخل الميدان وفى الشوارع المؤدية اليه.. فقد عادت ظاهرت انتشار الدراجات البخارية التى كانت طاغية على المشهد فى بداية ثورة 25 يناير؛ حيث أخذ قائدو تلك الدراجات فى جلب الطعام والمياه للمتظاهرين داخل الميدان، وتحذيرهم من أى تحركات أمنية لمحاصرة الميدان أو تطويقه.

وقام المتظاهرون بتجهيز كميات كبيرة من الطوب وكسر السيراميك والبدء فى تجميعها داخل أماكن معينة داخل الميدان تحسبا لوقوع أى مواجهات أو أعمال عنف أخرى، خاصة مع تأكيدهم عزمهم القيام باعتصام مفتوح داخل الميدان، فيما خلا الميدان والشوارع المؤدية اليه من أى عناصر أمنية.

كما انتشرت داخل الميدان العديد من الحلقات النقاشية بين المتظاهرين حول أحداث العنف التى وقعت فجر اليوم، واختلفت رؤى المتظاهرين حول المسئولين عن تلك الأحداث وعما إذا كان هناك عناصر مخربة قد اندست فى صفوفهم أمس أم لا.

مساعدات خليجية سخية للعفو عن مبارك
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الشروق" أن دولة خليجية رئيسية تسعى لإجراء وساطة مع المجلس العسكرى لاستصدار عفو صحى عن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وأسرته، مقابل "حزمة مساعدات اقتصادية سخية"، حسبما أكدت مصادر رسمية فى القاهرة.

وقالت المصادر إن عرض الدولة الخليجية تضمن إعفاء مبارك من المحاكمة على أساس "تقدم سنه وسوء حالته الصحية"، وكذلك أسرته "بوصفها أسرة رجل ممن حاربوا فى أكتوبر"، بعد قيامهم بتسويات اقتصادية يمكن بعدها إعفاؤهم من المحاكمة.

قدرت المصادر حجم "المساعدات الاقتصادية" التى عرضتها الدولة الخليجية بأنها تكفى لسداد جزء كبير من الديون المصرية الخارجية.

وحسب أحد هذه المصادر، فقد اعتذر المجلس العسكرى عن عدم قبول العرض الخليجى، لأنه "يمكن أن يمثل صدمة كبيرة للرأى العام المصرى".

وبحسب نفس المصدر فإن مثل هذا الأمر لا يمكن البت فيه إلا إذا ثبت أن إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين خلال الثورة لم يكن بأوامر شخصية من مبارك، "وأظن أنه لم يقل لوزير الداخلية اضرب عليهم رصاصا حيا على الإطلاق"، حسب تعبير المصدر.

وكانت مصادر مصرية غير رسمية فى ألمانيا قد نقلت عن مصادر طبية فى مستشفى هايدلبرج أن فحوصات طبية أجريت مؤخرا للرئيس مبارك فى شرم الشيخ أثبتت أن حالته الصحية تحتاج لمزيد من التدخل الطبى، وربما الجراحى.

وبحسب مصدر عسكرى فإن أى قرار بسفر الرئيس للعلاج مع مرافق أو أكثر، لا يمكن أن يتم إلا فى ظل إجراءات قانونية مقيدة تضمن ألا تضيع حقوق الثورة، مشيرا إلى انه رغم ان هناك آراء متنوعة داخل المجلس العسكرى الأعلى حول الطريقة الأمثل للتعامل مع مصير الرئيس مبارك وعائلته وان هناك من يقول «ما فيش داعى نبهدل الرجل فى آخر أيامه» وبين من يقول "الموضوع ده ممكن يتسبب فى غضب واسع".

وقال المصدر إن التوافق هو أن يتم التعامل مع ملف مبارك وأسرته فى إطار من الحرص على مكتسبات الثورة ومقدرات الاستقرار. "المجلس بيفكر ان كل خطوة هيكون ليها رد فعل، واللى مفكر إن الرئيس (السابق) لوحده وليس لديه مدد من الدعم الداخلى والخارجى غلطان".

فى الوقت نفسه، تسعى السلطات المصرية الرسمية لضمان وضع كل ما يمكن إثباته من أملاك وأصول وأموال لأسرة الرئيس مبارك فى الخارج تحت التجميد، وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية فى الخارج وغربية فى الداخل، فإن هناك خطوات اتخذت بالفعل لحصر وتجميد كل ثرواتهم والعمل على استرجاعها، بما فى ذلك مخاطبة السلطات المصرية للحكومة الكندية لاتخاذ إجراءات تشريعية لضمان إجراء هذا التجميد فى وقت لم تكن هذه التشريعات موجودة سابقا.

وبحسب مصادر غربية فإن معظم ثروة أسرة مبارك قد تم "التعامل معها" فى الأيام الأولى للثروة وتم تسييل جزء كبير من الأصول الثابتة خاصة فى عدد من الدول الأوروبية وتحويلها عبر معاملات نقدية إلى دولة عربية ثم دولة عربية ثالثة، وان المتبقى من هذه الاموال والأصول قيد التجميد، ولكن عملية الحصر لم تنته بعد.

ولفت مصدر غربى إلى أن امتلاك الرئيس أو أسرته "فندقا على سبيل المثال» فى إحدى العواصم الغربية لا يعنى أن هذا الامتلاك غير شرعى «حتى لو قدر ثمنه اليوم ببلايين الدولارات، فربما لم يكن هذا ثمنه وقت شرائه، ثم إنه يمكن الدفع أن أصل المال تم الحصول عليه من خلال عملية قانونية تماما لشراء وبيع أراضى ثم المضاربة فى البورصة".

وبحسب مصدر غربى آخر، فإن الأمر "سيستغرق وقتا" و"سيتم فى إطار القوانين الحاكمة" والتى تتطلب بالضرورة إثبات عدم شرعية هذه الأموال.

تأجيل محاكمة مبارك للجمعة القادمة
وفى السياق ذاته، تقرر تأجيل النطق بمحاكمة محمد حسنى مبارك الرئيس السابق من قبل "المحاكمة الشعبية" للجمعة القادمة فى محاولة للضغط على المجلس العسكرى لتنفيذ مطالب المتظاهرين بمحاكمة مبارك، ودعا المتظاهرين لتوافد جموح الشعب للحضور فى ميدان التحرير الجمعة القادمة فى "جمعة مليونية".

وكانت المحاكمة انطلقت فى جلسة المحاكمة الشعبية التى عقدت عصر الجمعة فى ميدان التحرير، برئاسة المستشار محمود الخضيرى وعصام الإسلامبولى وعبد العزيز الشرقاوى.

وأكدت المحكمة إحالة كل من محمد حسنى مبارك وسوزان ثابت وعلاء وجمال مبارك زكريا عزمى ومحمد صفوت الشريف واحمد فتحى سرور إلى المحكمة بتهمة إفساد الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية للمصريين وقتل المتظاهرين عمدا، كما طالب المتظاهرين محاكمة احمد فاضل رئيس قناة السويس.

وتم عرض شهادات الشهود على إدانة هؤلاء السابق ذكرهم من حيث الاتهامات التى وجهت لهم.

وأقسم الحضور فى ميدان التحرير بالقسم التالى "نشهد أمام الله وأمام المجتمع الدولى أن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ونجلية علاء وجمال مبارك واعوانهم محمد صفوت الشريف وزكريا عزمى وأحمد فتحى سرور وحسين سالم ومفيد شهاب وأخرون قد أفسدو مصر سياسيا واقتصاديا وأفقرو شعبها وخانو الأمانه وأفسدو الحياة العامة للشعب المصرى والله على ما أقول شهيد".

مطالب بإقالة النائب العام
هذا، وتحدث الشيخ صفوت حجازى الداعية الإسلامى فى خطبة الجمعه بميدان التحرير مؤكدا على أن الثورة مازالت مستمرة ولم تنتهى إلا بتحقق مطالب الثورة كاملة.

وقال حجازى "نطالب بإقالة النائب العام الذى يرتبط بعلاقات جيده مع حسنى مبارك وأسرته، ونطالب بتشكيل محاكم ثورية".

وأضاف "إذا لم يأتى المجلس العسكرى بمبارك لمحاكمته سنتوجه نحن إلى شرم الشيخ من أجل المجيئ به ومحاكمته".

وشدد على ان شباب الثورة على اتم استعداد للتوجه إلى شرم الشيخ للقبض على الرئيس السابق وأسرته، إذا لم يسرع المجلس العسكرى فى محاكمته.

وأوضح أنه سيتم إجراء محاكمة شعبية لحسنى مبارك عقب صلاة الجمعه وسيتم الحكم عليه، مطالبا المجلس الاعلى للقوات المسلحة بتنفيذ الحكم الذى سيصدر اليوم من ميدان التحرير.

وأشار صفوت حجازى إلى أن مظاهرة اليوم تطالب بمحاكمة رموز النظام الفاسد، وإقالة رؤساء الجامعات والمحافظين التابعين للنظام القديم.

وطالب صفوت حجازى المصريون بعدم الإلتفات لكل من ينتمى إلى جهاز الامن الوطنى مشيرا إلى انه من فلول جهاز امن الدولة الذى لم ينتهى حتى الآن.

عبد الحليم قنديل: لن نهدأ إلا بإعدام مبارك
من جانبه، أكد عبد الحليم قنديل، المنسق الأسبق لحركة كفاية، أن فجر الثورة لن ''يطلع'' إلا بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأفراد أسرته محاكمة عاجلة، مشدداً على رفض الثورة لنظرية ''كبش الفداء'' التي تحاول تهدئة الجماهير، حتى وإن كانت القرابين المقدمة بحجم زكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور.

وقال قنديل من معقل الثورة بميدان التحرير: ''لن نشعر بالأمن أو الرضا إلا إذا تم إعدام الرئيس السابق؛ رأس الفساد والاستبداد، بتهمة الخيانة العظمى''.
وأردف قنديل أن إعدام مبارك يعد درساً لكل رئيس مصري قادم، كما أنه بمثابة تحدياً لأمريكا وإسرائيل وعملائهم بمنطقة الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

وأشار رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، إلى أن الشعب المصري يعتز بالجيش وشهدائه وقيادته، مضيفاً ''ولكن هذا التباطؤ في ملاحقة مبارك وأسرته أصبح يخيفنا ويوحي بشيء من القلق''، مضيفاً أن المحاكمة العاجلة لمبارك ستعيد الثقة بين الشعب والجيش وستقضي على هذا القلق الذي انتاب الكثيرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.