إجازة المولد النبوي الأقرب.. العطلات الرسمية المتبقية في 2025    بمنتصف التعاملات بالبنوك..تعرف علي سعر اليورو اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025    أمين خارجية "المصريين": استقبال رئيس الوزراء الفلسطيني عند معبر رفح يؤكد استمرار دور مصر المحوري تجاه القضية الفلسطينية    رئيس وزراء السودان يطالب الأمم المتحدة بالتدخل لفك الحصار عن مدينة الفاشر    الزمالك يناشد رئاسة الجمهورية بعد سحب أرض اكتوبر    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    جهود «أمن المنافذ» في مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    فنان شهير يفجر مفاجأة عن السبب الرئيسي وراء وفاة تيمور تيمور    رحيل الدكتور يحيى عزمي أستاذ معهد السينما.. وأشرف زكي ينعاه    مدير أوقاف الإسكندرية يتابع لجان اختبارات مركز إعداد المحفظين بمسجد سيدي جابر    والد الطفل «حمزة» يكشف اللحظات الأخيرة في حياته بعد تناول وجبة سريعة التحضير (التفاصيل)    طبيب الأهلي يكشف حالة إمام عاشور ومروان عطية قبل مواجهة المحلة    وزير الثقافة: معرض «صوت مصر» يقدم صورة متكاملة عن أم كلثوم كقيمة خالدة في الضمير الوطني والعربي    رئيس الرعاية الصحية: بدء تشغيل عيادة العلاج الطبيعي للأطفال بمركز طب أسرة العوامية بالأقصر    جولة تفتيشية للوقوف على انتظام حركة التشغيل في مطاري الغردقة ومرسى علم    "قصص متفوتكش".. 3 معلومات عن اتفاق رونالدو وجورجينا.. وإمام عاشور يظهر مع نجله    ميدلزبره يقترب من ضم موهبة مانشستر سيتي    بلتون للتمويل العقاري تصدر أول توريق بقيمة 1.32 مليار جنيه    قرار جمهوري.. ماجد إسماعيل رئيسًا تنفيذيًا لوكالة الفضاء بدرجة وزير    الأرصاد: فرص أمطار رعدية على حلايب ونشاط رياح بكافة الأنحاء يلطف الأجواء    وزارة النقل تناشد المواطنين التوعية للحفاظ على مترو الانفاق والقطار الكهربائي    قرار جديد من وزارة الداخلية بشأن إنشاء مركز إصلاح (نص كامل)    البورصة تواصل ارتفاعها.. وانخفاض ربحية شركة كونتكت بنسبة 17%    روسيا تعلن استعدادها لتسليم 31 شخصا إلى أوكرانيا ضمن اتفاق تبادل المواطنين    وزيرة التخطيط والتعاون تتحدث عن تطورات الاقتصاد المصري في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية    غداً الأربعاء .. أوس أوس ضيف برنامج "فضفضت أوى" على watch it    الأردن: عبور 85 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية إلى غزة    واعظة بالأزهر: الحسد يأكل الحسنات مثل النار    " ارحموا من في الأرض" هل هذا القول يشمل كل المخلوقات.. أستاذ بالأزهر يوضح    كامل الوزير: تشغيل خطوط إنتاج الأسمنت المتوقفة وزيادة القدرات الإنتاجية    وزير الري: تطوير مؤسسي ومنظومة إلكترونية لتراخيص الشواطئ    حسن عابد مديرا لبطولة أفريقيا ل شباب الطائرة    جولة للجنة التفتيش الأمنى والبيئى بمطارى مرسى علم والغردقة الدوليين    53 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" خلال 34 يومًا؟    80 قطارًا.. مواعيد انطلاق الرحلات من محطة سكك حديد بنها إلى المحافظات الثلاثاء 19 أغسطس    وزيرا السياحة والإسكان ومحافظ الجيزة يتابعون مستجدات المخطط الاستراتيجي لتطوير منطقة سقارة    وزير العدل من البحيرة: نعمل علي تطوير ورفع كفاءة دور العدالة    استكمال أوراق الشهادات المعادلة العربية بجامعة بنها الأهلية (للمتقدمين إلكترونيًا فقط)    كامل الوزير يستقبل سفير الهند بالقاهرة لبحث التعاون    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 19-8-2025 في محافظة قنا    5 قرارات جمهورية مهمة وتكليفات حاسمة من السيسي لمحافظ البنك المركزي    عماد أبوغازي: هناك حاجة ماسة لتغيير مناهج التاريخ فى الجامعات    رئيس الوزراء يلتقى وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني    ضبط ترسانة أسلحة بيضاء ومواد مخدرة متنوعة بمطار القاهرة الدولي (صور)    بعد إلغاء تأشيرات دبلوماسييها.. أستراليا: حكومة نتنياهو تعزل إسرائيل    إيمي طلعت زكريا: أحمد فهمي سدد ضرائب والدي بعد وفاته    أبرز تصريحات لقاء الرئيس السيسي مع الشيخ ناصر والشيخ خالد آل خليفة    رسميًا.. 24 توجيهًا عاجلًا من التعليم لضبط المدارس قبل انطلاق العام الدراسي الجديد 20252026    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    «عارف حسام حسن بيفكر في إيه».. عصام الحضري يكشف اسم حارس منتخب مصر بأمم أفريقيا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2025 بعد انتهاء تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025 للمرحلتين الأولي والثانية    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    عماد النحاس يكشف موقف لاعبي الأهلي المصابين من المشاركة في المباريات المقبلة    جمال الدين: نستهدف توطين صناعة السيارات في غرب بورسعيد    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    إطلاق حملة لرفع وعي السائقين بخطورة تعاطي المخدرات    سعر الزيت والمكرونة والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025    هل يجوز قضاء الصيام عن الميت؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مليونية التطهير تؤجل الحكم على مبارك إلى الجمعة القادمة.. وأنباء عن وفاة 2 من معتصمى الميدان
نشر في الشعب يوم 09 - 04 - 2011

أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في ساعة مبكرة من صباح السبت بيانا حمل الرقم (34) تعليقا على الأحداث التي شهدها ميدان التحرير بالقاهرة في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، لتفريق عدد من المعتصمين بينهم عدد من ضباط الجيش.
فيما أعلنت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية، مساء الجمعة، أنها لم تطلب من أنصارها الاعتصام في ميدان التحرير عقب الانتهاء من فعاليات " جمعة التطهير والمحاكمة.
وأفادت مصادر صحفية، إن رجلين توفيا متأثرين بجراح ناجمة عن أعيرة نارية في وسط القاهرة، فيما نفى متظاهرون إطلاق الجيش لأعيرة حية.
قال بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي نشر على صفحة المجلس على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه "أمر بضبط وإحضار المدعو إبراهيم كامل أحد فلول الحزب الوطني والذي وردت معلومات تؤكد تورطه مع بعض من أتباعه في أعمال تحريض وبلطجة وإثارة للجماهير في ميدان التحرير أمس".

وأوضح البيان أن قرار الضبط والإحضار شمل 3 من مساعدي كامل الذي يعد أحد كبار رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني الحاكم سابقا والمتهم الرئيسي بحسب بلاغات متعددة بالمسئولية عن أحداث سابقة عرفت باسم "موقعة الجمل" قبل تنحي الرئيس المصري السابق عن منصبه.

وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيانه أنه "سوف يستمر بكل حسم وقوة وراء فلول النظام السابق والحزب الوطني ويؤكد أيضا أن القوات المسلحة سوف تظل دوما ودائما درعا قويا متماسكا يحمي ويذود عن البلاد وضامنا لأمن واستقرار وسلام وطموحات شعب مصر العظيم".

أمن ومصلحة الوطن خط أحمر
كما أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أنه "نظرا لوجود عناصر من الخارجين على القانون بميدان التحرير بعد تظاهرة الجمعة للمواطنين الشرفاء والتي قامت بأعمال شغب وترويع للمواطنين، ولم تلتزم بتوقيتات حظر التجوال وتواجد بينهم بعض الأفراد المدعين انتماءهم للقوات المسلحة قد قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض المواطنين الشرفاء بالتصدي لأعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال دون أي خسائر.

وتؤكد القوات المسلحة أنها لم ولن تسمح بأي عمل أو إجراء قد يضر بأمن ومصلحة الوطن والمواطنين، كما تؤكد بأنها سوف تقوم مستقبلا بفرض وتطبيق القانون بكل قوة وحزم إذا ما اقتضى أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك".

جار التحقق
وصرح مصدر رسمي بأنه يجرى حالياً التحقق من صحة انتماء الضباط الذين يرتدون الزي العسكري ظهر الجمعة بميدان التحرير للمؤسسة العسكرية من عدمه.

كان عدد من الأفراد مرتدي الزي العسكري ظهروا في الميدان خلال "جمعة المحاكمة والتطهير"، وأعلنوا تأييدهم لمطالب الثورة، موجهين انتقادات لأداء المجلس العسكري.

وفاة 2 من معتصمي التحرير
أفادت مصادر صحفية، إن رجلين توفيا متأثرين بجراح ناجمة عن أعيرة نارية في وسط القاهرة، فيما نفى متظاهرون إطلاق الجيش لأعيرة حية.

وقال مصدران طبيان إن القتيلين كانا ضمن 15 شخصاً أصيبوا بالرصاص.

وكان دوي إطلاق الرصاص قد دوى في المنطقة المحيطة بميدان التحرير بالقاهرة الليلة الماضية، وقال المحتجون إن الجيش "أطلق أعيرة في الهواء"، ولم يتضح إن كان هناك مسلحون آخرون بالميدان وقت إطلاق الأعيرة.

ونفى متحدث باسم الجيش ل"رويترز" قائلا إن "الجيش أطلق أعيرة فارغة ولم يطلق أعيرة حية لتحذير المحتجين".

وقال محتجون السبت إن عددا منهم أصيب وقتل في الاشتباكات. وأشار أحدهم إلى آثار دماء في الميدان.

لم ندع للاعتصام في التحرير
من جهتها، أعلنت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية، مساء الجمعة، والتى من بينها جماعة الإخوان المسلمين وائتلاف شباب الثورة أنها لم تطلب من أنصارها الاعتصام في ميدان التحرير عقب الانتهاء من فعاليات " جمعة التطهير والمحاكمة .

وصرح الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين أن الجماعة ملتزمة بموقف اللجنة التنسيقية، باعتبارهم أحد أعضائها الذين وقعوا على بيان الدعوة لتنظيم ''جمعة التطهير والمحاكمة''، وهو البيان الذى لم يشمل الدعوة للاعتصام بعد الانتهاء من فعاليات جمعة التطهير والمحاكمة .

وأكد العريان أن الجماعة لم تطلب من أنصارها البقاء في التحرير أو مغادرته معللا أن الموقف واضح من البداية وهو أن الجميع سوف يتظاهر ويعبر عن نفسه في ضوء الالتزام بمواعيد حظر التجوال .

وأوضح مصدر مسئول في اللجنة التنسيقية- فضل عدم الكشف عن هويته- إن هناك توافقاً داخل اللجنة بشأن الموقف من اعتصام بعض الثوار والمتظاهرين والناشطين السياسيين داخل ميدان التحرير، وهذا الموقف يتلخص في أن أية اعتصامات أو دعوات للمبيت في الميدان هي عمل فردي لم تتم الدعوة له من جانب أي من القوى السياسية الموقعة على بيان اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية.

يذكر أن اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية هي المظلة السياسية التي تضم الغالبية العظمى من القوى السياسية الفاعلة في تنظيم أحداث ثورة 25 يناير ومنها مجلس أمناء الثورة، وجماعة الإخوان المسلمين، والجمعية الوطنية للتغيير، وائتلاف شباب الثورة، وتحالف ثوار مصر، وائتلاف مصر الحرة، وحركة شباب 25 يناير، وائتلاف الأكاديميين المستقلين.

وقامت قوات الأمن المركزي في وقت مبكر من صباح اليوم بفض الاعتصام بالقوة واعتقال بعضا من الضباط الذين شاركوا المتظاهرين في الاعتصام .

احتراق حافلتين في ميدان التحرير
وعلى الصعيد نفسه، قال شهود عيان من ميدان التحرير بالقاهرة إن دخانا كثيفا يظهر بوضوح جراء احتراق حافلة نقل ركاب مدنية وناقلة جنود عسكرية في أعقاب تفريق المتظاهرين اللذين شاركوا في جمعة "المحاكمة والتطهير".

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب والأدخنة تتصاعد من المركبتين من دون أن يعرف على وجه الدقة المسئول عن احتراق تلك المركبات.

وقال شهود عيان إن أعدادا تقدر بالآلاف بدأت التجمع مجددا في الميدان الذي يقع بوسط العاصمة المصرية بعد ساعتين من تفريق اعتصام بالقوة وأن العشرات يتوافدون حاليا على المكان للاطمئنان على ذويهم وأصدقائهم أو الاستعداد لتظاهرة جديدة خاصة بعدما انتهت فترة حظر التجول المحددة في الفترة من الثانية حتى الخامسة صباحا.

وكانت قوات من الجيش والأمن المركزي قد فرقت اعتصاما في الميدان والقت القبض علي عدد من المشاركين فيه. وقال مشاركون في الاعتصام إن القوات اطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المعتصمين.

وشهدت منطقة وسط القاهرة ارتباكا مروريا صباح اليوم السبت إثر قيام المتظاهرين بميدان التحرير بإغلاق جميع الطرق المؤدية الى الميدان.

وقام المتظاهرون بتوسيع مناطق اغلاق الميدان؛ حيث وضعوا الأسلاك الشائكة وسط شارع قصر النيل فى مواجهة النادى الدبلوماسى، مما اضطر أتوبيسات النقل العام ونقل الموظفين التى فوجئت بالأسلاك الى الدوران مرة أخرى عكس الاتجاه للسير عبر شارع هدى شعرواى فميدان طلعت حرب والاتجاه الى شارع رمسيس ، مما سبب ارتباكا مروريا كبيرا.

وقام قائدو الحافلات والمركبات الخاصة بمحاولة اقناع المتظاهرين بإزالة الأسلاك الشائكة والسماح لهم بالمرور، إلا أنهم أصروا على موقفهم بوضع الأسلاك مما أدى الى وقوع بعض المشادات اللفظية بين الجانبين.

أما داخل الميدان وفى الشوارع المؤدية اليه.. فقد عادت ظاهرت انتشار الدراجات البخارية التى كانت طاغية على المشهد فى بداية ثورة 25 يناير؛ حيث أخذ قائدو تلك الدراجات فى جلب الطعام والمياه للمتظاهرين داخل الميدان، وتحذيرهم من أى تحركات أمنية لمحاصرة الميدان أو تطويقه.

وقام المتظاهرون بتجهيز كميات كبيرة من الطوب وكسر السيراميك والبدء فى تجميعها داخل أماكن معينة داخل الميدان تحسبا لوقوع أى مواجهات أو أعمال عنف أخرى، خاصة مع تأكيدهم عزمهم القيام باعتصام مفتوح داخل الميدان، فيما خلا الميدان والشوارع المؤدية اليه من أى عناصر أمنية.

كما انتشرت داخل الميدان العديد من الحلقات النقاشية بين المتظاهرين حول أحداث العنف التى وقعت فجر اليوم، واختلفت رؤى المتظاهرين حول المسئولين عن تلك الأحداث وعما إذا كان هناك عناصر مخربة قد اندست فى صفوفهم أمس أم لا.

مساعدات خليجية سخية للعفو عن مبارك
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الشروق" أن دولة خليجية رئيسية تسعى لإجراء وساطة مع المجلس العسكرى لاستصدار عفو صحى عن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وأسرته، مقابل "حزمة مساعدات اقتصادية سخية"، حسبما أكدت مصادر رسمية فى القاهرة.

وقالت المصادر إن عرض الدولة الخليجية تضمن إعفاء مبارك من المحاكمة على أساس "تقدم سنه وسوء حالته الصحية"، وكذلك أسرته "بوصفها أسرة رجل ممن حاربوا فى أكتوبر"، بعد قيامهم بتسويات اقتصادية يمكن بعدها إعفاؤهم من المحاكمة.

قدرت المصادر حجم "المساعدات الاقتصادية" التى عرضتها الدولة الخليجية بأنها تكفى لسداد جزء كبير من الديون المصرية الخارجية.

وحسب أحد هذه المصادر، فقد اعتذر المجلس العسكرى عن عدم قبول العرض الخليجى، لأنه "يمكن أن يمثل صدمة كبيرة للرأى العام المصرى".

وبحسب نفس المصدر فإن مثل هذا الأمر لا يمكن البت فيه إلا إذا ثبت أن إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين خلال الثورة لم يكن بأوامر شخصية من مبارك، "وأظن أنه لم يقل لوزير الداخلية اضرب عليهم رصاصا حيا على الإطلاق"، حسب تعبير المصدر.

وكانت مصادر مصرية غير رسمية فى ألمانيا قد نقلت عن مصادر طبية فى مستشفى هايدلبرج أن فحوصات طبية أجريت مؤخرا للرئيس مبارك فى شرم الشيخ أثبتت أن حالته الصحية تحتاج لمزيد من التدخل الطبى، وربما الجراحى.

وبحسب مصدر عسكرى فإن أى قرار بسفر الرئيس للعلاج مع مرافق أو أكثر، لا يمكن أن يتم إلا فى ظل إجراءات قانونية مقيدة تضمن ألا تضيع حقوق الثورة، مشيرا إلى انه رغم ان هناك آراء متنوعة داخل المجلس العسكرى الأعلى حول الطريقة الأمثل للتعامل مع مصير الرئيس مبارك وعائلته وان هناك من يقول «ما فيش داعى نبهدل الرجل فى آخر أيامه» وبين من يقول "الموضوع ده ممكن يتسبب فى غضب واسع".

وقال المصدر إن التوافق هو أن يتم التعامل مع ملف مبارك وأسرته فى إطار من الحرص على مكتسبات الثورة ومقدرات الاستقرار. "المجلس بيفكر ان كل خطوة هيكون ليها رد فعل، واللى مفكر إن الرئيس (السابق) لوحده وليس لديه مدد من الدعم الداخلى والخارجى غلطان".

فى الوقت نفسه، تسعى السلطات المصرية الرسمية لضمان وضع كل ما يمكن إثباته من أملاك وأصول وأموال لأسرة الرئيس مبارك فى الخارج تحت التجميد، وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية فى الخارج وغربية فى الداخل، فإن هناك خطوات اتخذت بالفعل لحصر وتجميد كل ثرواتهم والعمل على استرجاعها، بما فى ذلك مخاطبة السلطات المصرية للحكومة الكندية لاتخاذ إجراءات تشريعية لضمان إجراء هذا التجميد فى وقت لم تكن هذه التشريعات موجودة سابقا.

وبحسب مصادر غربية فإن معظم ثروة أسرة مبارك قد تم "التعامل معها" فى الأيام الأولى للثروة وتم تسييل جزء كبير من الأصول الثابتة خاصة فى عدد من الدول الأوروبية وتحويلها عبر معاملات نقدية إلى دولة عربية ثم دولة عربية ثالثة، وان المتبقى من هذه الاموال والأصول قيد التجميد، ولكن عملية الحصر لم تنته بعد.

ولفت مصدر غربى إلى أن امتلاك الرئيس أو أسرته "فندقا على سبيل المثال» فى إحدى العواصم الغربية لا يعنى أن هذا الامتلاك غير شرعى «حتى لو قدر ثمنه اليوم ببلايين الدولارات، فربما لم يكن هذا ثمنه وقت شرائه، ثم إنه يمكن الدفع أن أصل المال تم الحصول عليه من خلال عملية قانونية تماما لشراء وبيع أراضى ثم المضاربة فى البورصة".

وبحسب مصدر غربى آخر، فإن الأمر "سيستغرق وقتا" و"سيتم فى إطار القوانين الحاكمة" والتى تتطلب بالضرورة إثبات عدم شرعية هذه الأموال.

تأجيل محاكمة مبارك للجمعة القادمة
وفى السياق ذاته، تقرر تأجيل النطق بمحاكمة محمد حسنى مبارك الرئيس السابق من قبل "المحاكمة الشعبية" للجمعة القادمة فى محاولة للضغط على المجلس العسكرى لتنفيذ مطالب المتظاهرين بمحاكمة مبارك، ودعا المتظاهرين لتوافد جموح الشعب للحضور فى ميدان التحرير الجمعة القادمة فى "جمعة مليونية".

وكانت المحاكمة انطلقت فى جلسة المحاكمة الشعبية التى عقدت عصر الجمعة فى ميدان التحرير، برئاسة المستشار محمود الخضيرى وعصام الإسلامبولى وعبد العزيز الشرقاوى.

وأكدت المحكمة إحالة كل من محمد حسنى مبارك وسوزان ثابت وعلاء وجمال مبارك زكريا عزمى ومحمد صفوت الشريف واحمد فتحى سرور إلى المحكمة بتهمة إفساد الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية للمصريين وقتل المتظاهرين عمدا، كما طالب المتظاهرين محاكمة احمد فاضل رئيس قناة السويس.

وتم عرض شهادات الشهود على إدانة هؤلاء السابق ذكرهم من حيث الاتهامات التى وجهت لهم.

وأقسم الحضور فى ميدان التحرير بالقسم التالى "نشهد أمام الله وأمام المجتمع الدولى أن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ونجلية علاء وجمال مبارك واعوانهم محمد صفوت الشريف وزكريا عزمى وأحمد فتحى سرور وحسين سالم ومفيد شهاب وأخرون قد أفسدو مصر سياسيا واقتصاديا وأفقرو شعبها وخانو الأمانه وأفسدو الحياة العامة للشعب المصرى والله على ما أقول شهيد".

مطالب بإقالة النائب العام
هذا، وتحدث الشيخ صفوت حجازى الداعية الإسلامى فى خطبة الجمعه بميدان التحرير مؤكدا على أن الثورة مازالت مستمرة ولم تنتهى إلا بتحقق مطالب الثورة كاملة.

وقال حجازى "نطالب بإقالة النائب العام الذى يرتبط بعلاقات جيده مع حسنى مبارك وأسرته، ونطالب بتشكيل محاكم ثورية".

وأضاف "إذا لم يأتى المجلس العسكرى بمبارك لمحاكمته سنتوجه نحن إلى شرم الشيخ من أجل المجيئ به ومحاكمته".

وشدد على ان شباب الثورة على اتم استعداد للتوجه إلى شرم الشيخ للقبض على الرئيس السابق وأسرته، إذا لم يسرع المجلس العسكرى فى محاكمته.

وأوضح أنه سيتم إجراء محاكمة شعبية لحسنى مبارك عقب صلاة الجمعه وسيتم الحكم عليه، مطالبا المجلس الاعلى للقوات المسلحة بتنفيذ الحكم الذى سيصدر اليوم من ميدان التحرير.

وأشار صفوت حجازى إلى أن مظاهرة اليوم تطالب بمحاكمة رموز النظام الفاسد، وإقالة رؤساء الجامعات والمحافظين التابعين للنظام القديم.

وطالب صفوت حجازى المصريون بعدم الإلتفات لكل من ينتمى إلى جهاز الامن الوطنى مشيرا إلى انه من فلول جهاز امن الدولة الذى لم ينتهى حتى الآن.

عبد الحليم قنديل: لن نهدأ إلا بإعدام مبارك
من جانبه، أكد عبد الحليم قنديل، المنسق الأسبق لحركة كفاية، أن فجر الثورة لن ''يطلع'' إلا بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأفراد أسرته محاكمة عاجلة، مشدداً على رفض الثورة لنظرية ''كبش الفداء'' التي تحاول تهدئة الجماهير، حتى وإن كانت القرابين المقدمة بحجم زكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور.

وقال قنديل من معقل الثورة بميدان التحرير: ''لن نشعر بالأمن أو الرضا إلا إذا تم إعدام الرئيس السابق؛ رأس الفساد والاستبداد، بتهمة الخيانة العظمى''.
وأردف قنديل أن إعدام مبارك يعد درساً لكل رئيس مصري قادم، كما أنه بمثابة تحدياً لأمريكا وإسرائيل وعملائهم بمنطقة الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

وأشار رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، إلى أن الشعب المصري يعتز بالجيش وشهدائه وقيادته، مضيفاً ''ولكن هذا التباطؤ في ملاحقة مبارك وأسرته أصبح يخيفنا ويوحي بشيء من القلق''، مضيفاً أن المحاكمة العاجلة لمبارك ستعيد الثقة بين الشعب والجيش وستقضي على هذا القلق الذي انتاب الكثيرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.