محمد جاد يدرس بكلية الهندسة منذ 10 سنوات تقريباً.. لكن عقله لم يتوقف ونجح في التوصل لاختراع ربما ينقذ مصر من انقلاب السيارات والحوادث التي نحتل فيها المرتبة الأولي عالمياً، فما الحكاية ؟.. يقول محمد جاد الشهير وسط الأصدقاء بلقب " عبقرينو " 28 عاماً : بدأ عندي حب الاختراعات منذ صغري عندما كنت في المرحلة الابتدائية لأن والدي يعمل في مجال قطع غيار السيارات والحديد، وهو ما جعل عقلي يعشق الميكانيكا، ودرست في الثانوية لمدة خمس سنوات، ومن خلال معادلة دخلت كلية الهندسة ، لكن منذ عام 2010 وأنا أؤجل الدراسة، وفي عام 2011 سافرت تركيا وفي 2012 سافرت لتركيا مرة أخري وألمانيا وشاركت في مسابقات كثيرة استغرقت مني وقتاً ولم يكن لدي تركيز في الدراسة. وهو سبب عدم تخرجي حتى الآن في الجامعة، كما أنني بصراحة متمرد علي نظام التعليم الذي لا يعجبني، فالدراسة والشهادة بالنسبة لي من أجل أسرتي فقط ، ففي كليتنا العملية جميع الأجهزة لا تعمل ولا نستخدم المعامل وفي عام 2009 كان لدي مشروع موتور وأريد تركيب ترس له وكنت أذهب للكلية يومياً لمدة شهر ونصف الشهر لإتمام هذا العمل وأهدرت وقتاً ونقوداً . في حين أنه لو قمت بعمله في " مخرطة " فلن يستغرق الأمر نصف ساعة ، ولن أنسي أن معيداً قال لنا إن الكلية تعطي لقباً وشهادة فقط ، وعندما قال له أحد الطلبة عن تمرين عملي إنه صعب قال له إن الموقف الصعب عندما تتخرج ويأتون بك لتساعدهم في تصليح مضخة مثلاً ، وأنا بطبعي غير تقليدي ..فأنا درست من خلال الإنترنت والتحقت بكورسات في أكبر جامعات اوروبا وامريكا وأعرف مهندسين درسوا عن طريق هذه الكليات . وعن اختراعاته يقول: توصلت لثلاثة اختراعات للسيارة.. أولها هو نظام الإطفاء الأوتوماتيكي، والثاني مانع الاصطدام الآلي وهذا سجلته دولياً ، والأخير مانع الانقلاب، فاختراع مانع انقلاب السيارة أول اختراع فى العالم من نوعه ولا بد أن يتم تركيبه في السيارة في أثناء صناعتها ، حيث يوجد عدد (4) ماص للصدمات مركب بآخره اطار ، وكلها متصلة بسطح السيارة ، وتكون طريقة عمله تبعا لشكل وحجم السيارة ، بحيث يعمل النظام عند ميل السيارة يمينا أو يسارا على عدم انقلابها وحمايتها عند خروجها عن السيطرة والحفاظ علي أرواح ركابها . وأنا بدأت في اختراعه عام 2010 بسبب رؤيتي علي طريق مصر الإسكندرية الصحراوي عند الكيلو 29 لعدد من الحوادث الكثيرة جداً ، والهيئة العربية للتصنيع اهتمت بهذا الاختراع وتناقشت معي حول إمكانية تطبيقه في الميزانية الجديدة للهيئة ، كما أن لي اختراعاً عن الاصطدام الامن "اكصدام متحرك"فيتم تركيب ماص للصدمات داخل السيارة وهو غير مرئى ويعمل عند الاصطدام ويخرج من السيارة لكى يصطدم أولا قبل وصول الصدمة الى جسم السيارة ، وهو يمنع انزلاق السيارة إلى أسفل ، وبالطبع في حالة وضع هذه الاختراعات في السيارة سعرها سيرتفع لأن معدلات الآمان سوف تكون أفضل ، ففى اوروبا وامريكا لكى تدخل السوق الاوروبى أو الامريكى لابد أن يتم لها اختبار تصادم بسرعات معينة واختبارات آمان ، ولو السيارة نجحت فى الإختبار تدخل السوق الأوروبية لذلك لا توجد حوادث كثيرة فى اوروبا وامريكا ولا توجد سيارات رديئة مثل المنتشرة في شوارعنا ، فالسيارات الألمانى والأمريكى قد تتحطم لكن من بداخلها يظل سليماً ، وعموماً أنا لا أسوق لأي اختراع في الخارج لأن هدفي أن ينفذ في مصر ، وحتى الآن سجلت 6 براءات اختراع في مصر .. منها 4 براءات اخترع دولية ، وبخلاف مجال السيارات .. اخترعت تكييفاً موفرا للطاقة وصديقا للبيئة عن طريق استغلال الماء الذى ينزل من التكييف فى عمليات التبريد نفسها بحيث اعيده وابخره فى الجو وانظف به التكييف وارفع كفاءته ، ودخلت به مسابقة Zero Award بجامعة " باو هاوس " الألمانية وشارك فيها مخترعون من كل بلاد العالم، وشاركني فى قسم الطاقة الذى تقدمت به للمسابقة اثنين من المخترعين أحدهما المانى والآخر اثيوبي ، وطورت من فكرتى وأضافوا لها زراعة الأسطح والحمد لله حصلنا علي جائزة الابتكار. وعن العقبات التى تواجهه يقول : أوراق التنفيذ لا توجد إلا فى أكاديمية البحث العلمي، ولا أحد يعرف كيفية إجراء خطوات التنفيذ .. فقد تم رفض اختراع لي لأننى لم اكتبه بالطريقة التي يريدونها ، وللأسف بعض الناس يحاولون التقليل من شأن أى شىء وصنع عوائق عجيبة، كما أنه لا يوجد أى معمل اعمل فيه .. ولذلك كل اختراعاتي توصلت إليها عن طريق العمل في ورش بالشارع، والتكلفة المادية لمشاريعى واختراعاتى يساعدنى فيها والدى ووالدتى، وكنت اشترى أدوات ومستلزمات الاختراعات من مصروفي أو نقود العيدية التى يعطيها لى والدى لكى اشترى ملابس جديدة ، وأيضاً الدكتورة هند حنفي رئيسة جامعة الإسكندرية الأسبق قدمت لى رسوم التسجيل الدولي لاختراعاتي وكانت نحو 4 آلاف دولار . وعن اخر اختراعاته يقول محمد جاد : اخترعت أتوبيساً متعددا للاستخدام .. ففى المصنع توجد عربات نقل وأتوبيسات لنقل الموظفين، والأتوبيس فى وقت العمل يقف بلا استخدام .. واختراعي 2 × 1 بحيث يمكن ثني الكراسى فى الأتوبيس والأرضية تفتح بحيث يتحول إلى عربة نقل .. والعكس عند الحاجة إليه كأتوبيس مرة أخري. . . .