في ندوة وصفها طلاب جامعة عين شمس بالتاريخية للشيخ محمد حسان والتي تعد الأولي من نوعها في الجامعات المصرية .. تصوير أميرة عبد المنعم بدأ الشيخ حسان كلامه بالحديث عن الإرادة وقال إنها في كتاب الله نوعان ، الإرادة الدينية الشرعية، وإرادة كونية، وما حدث في مصر من تغيرات في الفترة السابقة هي ناتجة عن إرادة كونية عليا . وأضاف : الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء يحدث، ليس في مصر وحدها، وإنما في كل مكان في العالم، وما حدث من سقوط للنظام هو استجابة من الله لدعوات المظلومين والمقهورين طوال السنوات السابقة، ولهذا لا بد أن يكون لدي المجتمع كله هذا التسليم أن ما حدث هو إرادة الله وقضاؤه، وأكد علي أنه في هذا التوقيت الحرج من تاريخ مصر لا نجد من يذكرنا بربنا فلا تزول دولة إلا بأمر الله. وأضاف أن مصر هي أرض الكنانة والأنبياء والأولياء والأتقياء والعلماء والشهداء ويجب علي الشباب في الفترة القادمة أن يستغلوا طاقاتهم في البناء مستعينين بخبرات الشيوخ والعلماء، وأوضح أن مصر لم تمر بأزمة بخل أبدا إنما الأزمة التي مررنا بها الفترة السابقة هي أزمة ثقة والدليل علي ذلك أنه عندما حدثت مجاعة في المدينة أرسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلي سيدنا عمرو بن العاص يطلب منه أن يسأل أهل مصر في المدد والمعونة فقام سيدنا عمرو بقرائة الخطاب علي أهل مصر فقاموا بإرسال قافلة من المساعدات الي أهل المدينة قال عنها سيدنا عمرو بن العاص لأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب أرسل أهل مصر لك قافلة أولها عندك في المدينة وأخرها عندي في العريش، وهذا أكبر دليل علي كرم أهل مصر، ولذلك قال سيدنا عمرو بن العاص ولاية مصر تعادل الخلافة فهي قلب الأمة كلها، وأضاف أن هذه المرحلة الحرجة تحتاج إلي جهد كل مصري صادق في البناء والتعمير ولا يجوز أن نعطل حركة الإنتاج أو حركة الدراسة في الجامعات من أجل بعض الاعتراضات فعلينا أن نبني، مؤكدا أن هذه الاعتراضات والاحتجاجات ليست من المرؤة والعقل في شيء. وأوضح الشيخ حسان أن البناء الداخلي لابد أن يبدأ بتطهير النفوس والقلوب من الكذب ومن رمي الناس بالباطل واتهام الجميع علي غير أساس فيصبح الكل متهما والكل منهوبا عرضه وشرفه ملوثا سمعته، ولكن ما علينا هو البدء بتطهير أنفسنا أولا لأن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم وأن هذه هي البداية الحقيقية للإصلاح ولابد أن تتطهر أيدينا من السرقة والرشوة والفساد ولايجب أن يتحول كل المصريين الي شيوخ علي المنابر لأن الدين هو السبيل الآن ولكن يجب أن يصبح كل فرد شيخا في مهنته، فالطبيب شيخ في الطب والمهندس شيخ في الهندسة وهكذا. ودعا الشيخ حسان إلي محاسبة المفسدين من النظام السابق محاكمة عادلة بلا ظلم أو تشفي وأن نمد أيدينا إلي الشرفاء لبناء البلاد، وأكد علي أنه لا يوجد شيخ في مصر مهما كان يستطيع التأثير علي شعب مصر الذكي الوفي الذي أثبت للعالم كله أنه شعب متحضر وإيجابي وأثبت أن مصر ليست ملكا لحكومة أو لرئيس أو لجماعة، ولكنها ملكا للمصريين. وفي رده على سؤال حول أن الرئيس القادم لمصر يمكن أن يغره المال والسلطة، أوضح أن هذه نظرة تشاؤمية لأن مصر بها الكثيرين من الأوفياء والمحترمين، ودعا الشيخ حسان أن يرزق الله مصر رئيسا صالحا ويرزقه البطانة الصالحة التي تعينه علي حماية مصر وحفظها، وأوضح أن ما وصفه من تعمد من الإعلام من تخويف المصريين من الإسلام هو شيء غير مقبول لأن الإسلام هو أحنف وأعظم شعائر الأرض، ودعا الشباب من جميع القوي السياسية من ليبراليين واشتراكين وشيوعين إلي عدم الخوف من الإسلام، وأن مصر ليست ملكا للمسلمين فقط، إنما هي ملكا لشعبها من مسلمين وأقباط، وأنه ليس من حق أي شخص أن يفرض رأيه علي شخص آخر فمن حقنا الاختلاف ولكن باحترام والاختلاف هو شيء عادي ولكن المشكلة فيمن وصفهم بالصنف "الخنفشاري الذين يفتون في أي شيء دون علم أومعرفة والذين يؤدون إلي اتساع الإختلاف بين القوي المختلفة في المجتمع. ودعا الشيخ محمد حسان جميع المصريين من القوي والأحزاب السياسية والجماعات الدينية إلي الإتفاق علي الأساسيات والأصول ثم الاختلاف علي الفروع الواردة، وأوضح أنه ليس لديه نية للترشح لرئاسة الجمهورية وأنه لا يرغب في أي منصب. وفي سؤال أخر عن الفرق بين السلفية والاخوان والشيعة وأيهم أقرب إلي المنهج الصحيح أكد علي أن السلفية اختلف البعض في تعريفها فرأي الدكتور محمد عمارة وفهمي هويدي أن السلفية هم الثلاثة قرون التي تلت عصر الرسول صلي الله عليه وسلم وهنا تم تعريفها بوحدة الزمان وهذا شيء جيد وأخرون عرفوها بالمبدأ وهم من يسيرون علي نهج السلف الصالح من التابعين وتابعي التابعين وهذا شيء رائع أيضا، وأوضح أنه ليس حارسا علي بوابة السلفية يدخل منها ما يريد ويخرج منها ما يريد، وأنه لا يوجد شيخ يستطيع أن يفعل ذلك ولكن قد يكون الشيخ حسان هو من عرف الكثيرين بالسلفية ووصف نفسه بالشيخ الغليظ المتشدد، وقال لاتحكموا علي السفلية بغلظتي فأنا شيخ غليظ، ولي أخطاء ولا تحكموا علي السلفية بأخطائي أو أخطاء غيري من الشيوخ، فنحن نخطئ ونصيب. وأكد الشيخ حسان أن المسيحيين في مصر يتمتعون بكل الحقوق التي يتمتع بها المسلمين بل يجب علي المسلمين حمايتهم وحماية أعراضهم ونسائهم وأموالهم لأن هذا من مراتب الإجماع عند الإمام أحمد إبن حنبل، وقال إنه لا يوجد دين في العالم أحنف وأرقي وأعدل من الدين الإسلامي وشريعته الغراء، ودعا الشيخ حسان الشباب إلي عدم التعصب والتطرف، وقال لا تتعصب للشيخ حسان أو الشيخ محمد حسنين يعقوب أو الشيخ أبو إسحاق ولكن عندما يسألونك عن شيخك قل الرسول صلي الله عليه وسلم شيخي وعندما يسألونك عن جماعتك قل الله سمانا المسلمين.