"التحدى كلمة لايدرك قيمتها الا القليلون الذين ذاقوا طعم نجاح التحدى" وهذا ما فعلته جهاد إبراهيم فتعاملت مع شلل الأطفال كأنه هدية جميلة من رب العالمين تزيد متعة التحدي في لعبة الحياة, فرغم إصابتها بإعاقة حركية إلا أن الشابة الدكتورة"جهاد ابراهيم " تحدت الإعاقة ونظرات المجتمع؛فدائما تشعر بأن هذه الاعاقة هدية من ربنا اليها تزيد من متعة رحلة الحياة حتى تستطيع ان تتحدى اعاقتها وتتحمل الصعاب وتزداد عزيمتها وصبرها وتحملها حتى تصل الى نجاح باهر يبهر كل من حولها . وفى ظل كل هذه المعاناة نجحت جهاد فى ان تبعث فى نفوس من حولها البهجة والامل والسعادة وحب التحدى ، فقد أصيبت بشلل الأطفال منذ طفولتها ولكن الله أعطاها نعمة كبيرة كانت في كونها "جهاد" حقًا جعلتها لم تشعر لحظة بأن لديها اعاقة تمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعى ، وعاشت طول حياتها راضية بما قسمه الله لها ,خالية من التعقيدات النفسية ,أخذت جرعة كبيرة من حب اهلها واصحابها وكل من حولها ,متفوقة فى دراستها وناجحة فى حياتها حتى اصبحت استاذة جامعية بكلية الاداب جامعة عين شمس,وحصلت على جائزة الجمهورية فى السباحة عام 2013 التى أقيمت بنادى الصيد الرياضى ، تقول الدكتورة جهاد ابراهيم : والدتى كانت تحملنى على كتفها وتذهب بى الى المدرسة ,وعندما وصلت الى الصف الرابع الابتدائى اهدانى احد اقاربى اول كرسى متحرك اجلس عليه ,وكنت فرحانة به كثيرا فكنت معتقدة ان ربنا أخذ منى رجلى ليعطينى هذا الكرسى هدية ، اكثر ماكان يؤلمنى فى طفولتى عندما كان يدخل الموجة الى الفصل وجميع زملائى يقفون الا انا ,فكان ينظر لى ويقول : " صح النوم انتى لسه نايمة " هذه الجملة كانت اكثر مايؤلمنى فى صغرى ,انما اكثر ما كان يؤلمنى فى شبابى هو عندما التحقت بكلية البنات قسم الاجتماع كانت جميع محاضراتى فى الادوار العليا فكنت أتغيب عن المحاضرات وانتظر زملائى فى الحديقة حتى آخذ منهم المحاضرات,فهذا كان يشعرنى بالحرج والضيق ، واكثر يوم فرحت فيه هو يوم حصولى على المركز الاول على الدفعة وموافقة مجلس القسم بتعييني معيدة بالقسم رغم بعض الاعتراضات نظراً لظروفي ولكن ربنا وقف بجانبى وحقق لى امنيتى فى ان اصبح دكتورة ,بالرغم من عدم تحقيق حلمى بان اكون طبيبة بشرية ,ولكن ربنا عوضنى بأنى اصبحت دكتورة جامعية" . ولم تحرم جهاد من حقها فى ممارسة الرياضة ,فكانت دائما تحرص على ممارسة الرياضة للحفاظ على جسمها وتنشيط عقلها,فاختارت رياضة " السباحة " وكان النجاح والتألق والتفوق حليفا لها ، وبررت جهاد اختيارها للسباحة قائلة " كنت أقوم بعمل علاج طبيعي فإذا بخبيرة ألمانية تراني وتعجب جداً بلياقتي وبجسمي وتقول لي :أفضل لعبة بالنسبة لك السباحة وفي اليوم التالي قررت أن يكون هناك اختبار لي تحت الماء و بفضل الله تعلمت خلال فترة وجيزة أربع عومات "حرة وباك وفراشة ودولفين" ودخلت عدة بطولات أولها بطولة الجمهورية عام 2006 وحصلت فيها علي مركز ثان "فضة", وفي عام 2007 حصلت علي مركز أول وثان في بطولة المحافظات, وبعدها عام 2008 حصلت علي بطولة كأس مصر وحصلت فيها علي ثلاثة مراكز أولي (ذهب)، وفي عام 2010 حصلت علي مركز ثان وغيرها من البطولات، وأخيرا حصلت على ميداليتين في بطولة الجمهورية والتي أقيمت في نادي الصيد المصري عام 2013 ونهت الدكتورة"جهاد ابراهيم"حديثها بانها غير عاجزة عن الحركة ,بل انها تمشى بروحها .