نشر عدد من الشباب على إحدى صفحات الفيس بوك يؤكدون أنهم جاءتهم إعلانات على البريد الالكتروني تعلن عن توافر فرص عمل مغرية في ولاية تدعى" بورنو" بنيجيريا.. وكانوا يستفسرون عن تلك الولاية.. وبالبحث عن تلك الولاية اكتشفنا أنها تحت سيطرة جماعة إرهابية لا تقل خطورة عن داعش.. وهي جماعة" بوكو حرام".. واسم بوكو حرام يتألف من كلمتين الأولى بوكو وتعني بلغة الهاوسا "التعليم الغربي"، وحرام وهي كلمة عربية، فبوكو حرام تعني "منع التعليم الغربي"، وقد تأسست الجماعة في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وهو الذي أسس قاعدة الجماعة المسماة أفغانستان، في كناما، ولاية يوبه، ويدعو يوسف إلى الشريعة الإسلامية وإلى تغيير نظام التعليم، وعند تأسيسها كانت الحركة تضم نحو 200 شاب مسلم، بينهم نساء، ولكن تزايد العدد كثيرا خلال السنوات الماضية، إلى أن وصلت أنها تملك ما بين ستة وثمانية آلاف مقاتل، حسب تقديرات دراسات نيجيرية، وهم من نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين، وتمول معاركها من العمليات التي تشنها على البنوك وفرض الإتاوات، وتستولي على الكثير من أسلحة ومعدات الجيش من خلال مهاجمة ثكناته، وكان الاتحاد الأفريقي قد أقر تشكيل قوة مواجهة تضم 7500 جندي لقتال مسلحي التنظيم في شمال نيجيريا ومناطقها الحدودية. وفي أغسطس 2014 أعلنت بوكو حرام الخلافة في مدينة غووزا شمال نيجيريا، وأصبح قائدها هو أبو بكر شيكاو هو الخليفة، ولكنها منذ عدة أشهر بايعت تلك الجماعة تنظيم داعش الإرهابي ، وغيرت اسمها إلى ولاية غرب أفريقيا. وتسيطر على قطاعات كاملة من شمال شرق نيجيريا، وخصوصا ولاية" بورنو" وهي إحدى الولايات الست وثلاثين المكونة لنيجيريا، واستطاعت بوكو حرام أن تسيطر على ثلث هذه الولاية، وتقوم تلك الجماعة بالعديد من العملات الإرهابية أشهرها العام الماضي عندما قامت بخطف 200 فتاة نيجيرية، وآخرها تلك العمليات منذ أيام عندما قامت بتفجير سوق شعبي بتلك الولاية أسفر عن مقتل 50 شخصا وجرح العشرات. ويقول أيمن داود- أحد أفراد الجالية المصرية بنيجيريا-: إذا كانت هناك إعلانات عن وظائف في ولاية بورنو بنيجيريا فهذا بالتأكيد نصب، لأن تلك الولاية يخاف النيجيريون أنفسهم الذهاب إليها أو دخولها، ومن الصعب أن يكون بتلك الولاية أي أجانب حتى لا يتعرضون للخطف أو القتل، وهي في الأساس ولاية فقيرة ليس فيها عمل، ويسيطر عليها بوكو حرام وهي مقرها يخرجون منها للقيام بعمليات سرقة وسلب وقطع طريق وفرض إتاوات، وتقوم بالعديد من العمليات الإرهابية في كثير من المناطق في نيجيريا وتدخل في معارك عديدة مع الأمن الذي يحاول أن يسيطر عليها ولكنه يفشل في ذلك حتى الآن، ولذلك على أي شخص تأتيه تلك الإعلانات ألا يتلفت إليها حتى لا يقع في فخ تلك الجماعة الإرهابية التي ربما تكون تحاول أن تستقطب أفراداً لها مثلما تفعل داعش .