جماعة لا تختلف كثيرًا عن تنظيم "داعش" الإرهابي في الأهداف أو الجرائم أو الأفكار، فجماعة "بوكو حرام" التي أعلنت مؤخرًا ولائها لتنظيم "داعش" الإرهابي هي منذ البداية تسير على نفس المنهج، فتقتل وتذبح وتسبي وتمثل بالجثث وتصور جرائمها باحتراف وتشرد الأهالي وتعثوا في الأرض فسادًا، فعلى الرغم من أنها تختلف في المسمى والمكان الذي تنشط فيه إلا أن التنظيمين يجمعهما إرهاب واحد. ماذا تعرف عن بوكو حرام؟ "بوكو حرام" جماعة تكفيرية تزعم أنها تعمل بتعاليم الإسلام، الاسم الرسمي للجماعة "أهل السنة للدعوة والجهاد"، أما اسم "بوكو حرام" فقد أطلقته على نفسها وتعني به "منع التعليم الغربي" أو "التعليم الغربي حرام"، وسميت هذه الجماعة ب"طالبان نيجيريا" وهي مجموعة مؤلفة من طلبة تخلوا عن الدراسة، وأقاموا قاعدة لهم في قرية "كاناما" بولاية "يوبه" شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر. تأسست هذه الجماعة الإرهابية في يناير عام 2002، على يد "محمد يوسف"، وهو الذي أسس قاعدة الجماعة المسماة أفغانستان، في "كناما"، وزعم حينها أنه يدعو إلى تنفيذ الشريعة الإسلامية وتغيير نظام التعليم، وعلى حسب قوله "هذه الحرب التي بدأت الآن سوف تستمر لوقت طويل". كم يبلغ عدد بوكو حرام؟ في عام 2004 كانت الحركة تضم نحو 200 مسلح، بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الأمن في بوشي ومناطق أخرى بالبلاد، وفي 24 أغسطس 2014 أعلنت "بوكو حرام" الخلافة في مدينة "غووزا" شمال نيجيريا، وفي يوليو عام 2009 بدأت الشرطة النيجرية في التحري عن الجماعة، بعد تقارير أفادت بقيام الجماعة بتسليح نفسها، وعلى إثر ذلك تم القبض على عدد من قادة الجماعة في "باوتشي"، مما أدى إلى اشتعال اشتباكات كبيرة بين قوات الأمن النيجيرية وبوكو حرام، ويقدر عدد الضحايا حينها بحوالي 150 قتيلا. سجل الجرائم والهجمات بدأت الحركة عملياتها المسلحة عام 2009 بدعوى تأسيس "دولة إسلامية"، ففي يوليو من نفس العام وردت تقارير تفيد باستخدام مقاتلين من جماعة "بوكو حرام" دراجات نارية محملة بالوقود وأقواس مزودة بأسهم سامة للهجوم على مقر للشرطة في ولاية "يوبه"، وفي 30 يوليو، أثيرت ادعاءات عن مقتل الزعيم "محمد يوسف" بعد احتجازه من قبل قوات الأمن النيجيرية. وفي يناير عام 2010، قامت الجماعة بمهاجمة ولاية "بورنو" النيجيرية، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وفي نفس العام بدأت الجماعة في تنفيذ عمليات تفجيرية في أسواق نيجيريا لتحصد أرواح المدنيين، حيث نسب للجماعة مسئولياتها عن تفجيرات سوق "أبوجا"، انتقامًا من الشرطة النيجيرية بعد أن ألقت القبض على 92 من أعضاء الجماعة. لم تتوقف جرائم "بوكو حرام" على مدار السنوات، ففي عام 2011 قتلت الجماعة التي تدعي الإسلام، رجل دين مسلم ونصبت كمين لعدة أفراد من الشرطة في "مايدوگوري"، كما اختطفت "بوكو حرام " في إبريل عام 2014 ما لا يقل عن 200 تلميذة. مناطق نفوذ بوكو حرام تسيطر "بوكو حرام" على مناطق بشمال نيجيريا، وكثفت في الأشهر الأخيرة هجماتها عبر الحدود لتشمل الكاميرونوالنيجر، في مسعاها لإقامة ما تسمية ب"إمارة إسلامية" حول منطقة بحيرة "تشاد" المتاخمة لنيجيرياوتشادوالكاميرونوالنيجر. بوكو حرام تبايع داعش أعلن زعيم جماعة "بوكو حرام" النيجيرية "أبو بكر شيكاو" أمس الأحد، انضمام الجماعة إلى "تنظيم الدولة"، وذلك في تسجيل صوتي بثته مواقع في الإنترنت، وجاء في التسجيل، الذي بث على حساب "بوكو حرام" في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ونسب إلى "أبو بكر شيكاو"، مبايعته ل"أبو بكر البغدادي"، زعيم تنظيم "داعش"، وأكد "شيكاو" في التسجيل "نعلن مبايعة الخليفة على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر". وكان "شيكاو" أعلن في شريط مصور بث يوم 13 يوليو الماضي، دعمه لزعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي"، الذي يسيطر تنظيمه على مناطق بالعراق وسوريا أعلن فيها قيام دولة "الخلافة". شكلت دول حوض بحيرة تشاد، "النيجرونيجيرياوتشادوالكاميرون"، تحالف يهدف إلى مكافحة تمدد "بوكو حرام" في المنطقة، فقد أعلنت القمة الأفريقية المنعقدة يناير الماضي بعاصمة إثيوبيا "أديس أبابا"، أنها قررت تشكيل قوة إقليمية قوامها 8700 جنديا تشارك فيها نيجيرياوالكاميرونوالنيجر وبنين وتشاد.