في صوته الجبلي قوة و أصالة ما أن تلمس أذنيك حتى تحيلهما إلى زمن الفن الجميل حيث الألحان الفريدة و الكلمات أحادية التكرار، لتجد روحك متلبسة بالسلطنة الحتمية على أحد ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب تارة أو محلقة في حضرة إحدى أغنيات بليغ حمدي تارة أخرى، هو المطرب و الملحن أحمد سعد، الذي خص "الشباب" بحوار يفيض بالحنين إلى زمن الفن الجميل ورموزه وما تفتقر إليه موسيقى اليوم من عناصر تمكنها من ترك بصمة مميزة كتلك التي تحملها موسيقى زمن الفن الجميل. بليغ حمدي هو ملحني المفضل أسعى لتقديم "دويتو" مع أصالة الألبوم الغنائي هو بصمة المطرب باعتبارك ملحنا ...أي من ملحنين زمن الفن الجميل تفضل ولماذا؟ أرى أن جميع من احتوت عليهم ذاكرة الفن المصري القديم لهم فضل في تشكيل هوية الأغنية، بدءاً من سيد درويش و محمد عبدالوهاب و محمد فوزي و بليغ حمدي إلا أن الأقرب لي هو بليغ حمدي، الذي أراه سابقاً لعصره و ليس هذا فقط و لكنه أيضاً كان قريب جداً من الناس و لعل هذا كان السبب في استمرار ألحانه حتى الآن و تعلق الناس بها رغم تطور الموسيقى و تطور أدواتها إلا أن ألحانه نستطيع أن نصفها بالسهل الممتنع لبساطتها و روعتها في الوقت نفسه. ما الشيء الذي تراه مفتقداً في ألحان اليوم ؟ و يؤثر إلى حد كبير في استمراريتها و تأثيرها في الجماهير لأعوام قادمة؟ في الحقيقة هناك مشكلة كبيرة في عدم وضوح التصنيفات الموسيقية ما بين طربي و مونولوج و غيرها و هذا الخلط في تحديد نوع اللحن يدفعنا نحو ظلم المطربين الحقيقيين، الذين يجدون أنفسهم في مقارنة ظالمة مع المؤديين أو من كان يتم تسميتهم قديماً ب "المنولوجست"، و هذا لا يعني أن فن المونولوج ضعيف أو لا قيمة له بل على العكس تماماً فهو شكل غنائي مميز جداً و له جمهوره. قديماً كنا نرى المطرب من خلال "أوبريت" يقوم بالغناء و التمثيل في الوقت ذاته ...و الآن اقتصر دور المطرب على الغناء فقط...إلى أي العصرين تنتمي رغبتك و لماذا؟ أرى أن الفنان لابد أن يكون ملما بكل تفاصيل الرسالة التي يقدمها لجمهوره و التي من بينها الاستعراض أو الشكل المسرحى أو "الأوبريت" و هو ما نفتقر إليه اليوم، و أجيده أنا بشكل شخصي ربما لأنني حينما كنت في أكاديمية الفنون بمعهد الموسيقي العربية، في نهاية العام كنا نجتمع كطلاب في عمل مسرحي مثل ألف ليلة وليلة و شهرزاد و غيرهما و كانت هذه المساحات تعطينا فرصة أكبر لاختبار مواهبنا المسرحية و قمت خلال أحد العروض بالمشاركة في "العشرة الطيبة" للراحل سيد درويش. على ذكر سيد درويش، إلى أي مدى ترى أنه استطاع أن يغير في مجرى الموسيقي العربية؟ الرائع الراحل سيد درويش ورغم قصر عمر رحلته الفنية حيث توفي عن عمر ناهز 31 عاما إلا أنه استطاع أن يطور الألحان من المدرسة القائمة على التطريب أو استعراض الصوت و اللحن إلى المدرسة التعبيرية و استطاع أن يحقق ذلك في فترة قصيرة فبعدما مرض أستاذه في الموسيقى الشيخ سلامة حجازي تولى مكانه ليحدث هذه الطفرة في الموسيقي و التي استهجنت وقتها كأي شيء جديد. مَن من المحلنين الموجودين على الساحة حالياً تحسبه على جيل المطورين في الموسيقى؟ حميد الشاعري يحسب على هؤلاء، ممن لهم بصمات مميزة وأحدثوا تغييراً ملحوظاً في فترات معينة وهذا لا يحدث كثيراً حيث إن القادرين على القيام بتطوير حقيقي ندر. و ماذا عن "الدويتو" الذي كانت تشتهر به غالبية الأوبريتات قديماً...و ما سر اختفائه في الوقت الحالي؟ الدويتو قديماً كما حديثاً كما سيكون في المستقبل ...يعتبر أحد أهم الأشكال أو القوالب الموسيقية الناجحة، و التي تستميل الجمهور، ولعل ما يؤكد قربه من الجمهور ارتباط بعض الأسماء ببعضها البعض لدى الجماهير بسبب أغنية "دويتو" مثل محمد فوزي وليلى مراد و فريد الأطرش و شادية و غيرهم، أما عن سر اختفائه فهذا شأنه شأن اختفاء كثير من الأشياء الجميلة، الذي قد لا يكون له تفسير سوى عصر السرعة الذي نعيش فيه. مَن مِن المطربات الموجودات على الساحة حالياً يمكن أن تفكر في تقديم دويتو بالمشاركة معها؟ ليس هناك أسماء بعينها، لكني قمت بالغناء مع المطربة أصالة أكثر من مرة و بالفعل فكرنا في تقديم دويتو مشترك إلا أن تفكيرنا في الأمر بطريقة مقصودة لم يسفر عن شيء مميز إلا أننا في انتظار كلمات و ألحان مميزة تجذبنا كي نقدمها معاً. ماذا عن الابتهالات الدينية؟ ألم تفكر فى خوض هذه التجربة خاصة مع سابق خبرتك معها؟ الابتهالات و الأناشيد الدينية هي نوع خاص جداً من الأشياء التي أفضلها و أحب تقديمها و هو ما دفعني لتقديم عدد من الابتهالات الدينية، كل ابتهال يحمل اسما من أسماء الله الحسني و قد قمت بالانتهاء من 20 منها حتى الآن بالإضافة إلى انني أفكر في خوض تجربة تسجيل القرآن الكريم بصوتي و هذا لن يكون جديدا حيث إنني أحفظ القرآن الكريم و قد كنت أرتله في بداياتي و هذا ما أسعى لإنجازه خلال الفترة القادمة. ماذا عن أعمالك خلال شهر رمضان القادم؟ فقد اعتدنا إما تقديمك لأحد تترات المسلسلات الرمضانية أو المشاركة فيها بالتمثيل؟ في الحقيقة أنني كنت مشغولا خلال الأعوام الماضية عن تقديم ألبوم خاص بي بالمشاركة في الأعمال الدرامية كما ذكرت، لكني هذا العام أضع تركيزي كله في إنجاز ألبوم جديد، لأنني أعتبر أن الألبوم هو انعكاس لشخصية المطرب من خلال اختياره لكلمات وألحان معينة، تعبر عنه و عن هذه الشخصية، التي لا تتسع الأغاني الدرامية في تترات المسلسلات لتقديمها حيث يتم وضعها لخدمة السيناريو الذي يتناوله العمل و لا علاقة لشخصية المطرب بها. باعتبارك ملحنا...مع من الملحنين ستتعاون خلال ألبومك القادم؟ هناك مجموعة كبيرة من الملحنين الموهوبين أتعامل معهم خلال ألبومي القادم مثل وليد سعد و محمد يحيي و محمد عبدالمنعم ومحمد رحيم و غيرهم، و خلال هذا الألبوم ربما لن يكون هناك أغنيات بتوقيع ألحاني سوى أغنيتين لأنني أؤمن أن لكل ملحن بصمة خاصة به و أنا أريد لألبومي التنوع و الاختلاف كي لا أكرر نفسي و أقدمها بشكل مختلف عن أغنياتي السابقة. هل يمكن أن نقول إنك عدت للفنانة ريم البارودي مرة أخرى بعدما فض ارتباطكما في المرة الأولى؟ أنا وريم أصدقاء ولا يوجد بيننا أي ارتباط رسمي حتى الآن وأفضل عدم الحديث عن حياتي الشخصية.