بحثت عن محمد الحلو طويلا وعندما وجدته أخيرا أثناء بروفاته الخاصة بإحدي حفلاته رأيته متفائلا ويحتفظ لنا ولعشاق فنه الجميل ومحبي الطرب الأصيل بالعديد من المفاجآت التي سيطرب بها جمهوره، وعندما سألت «الحلو» عن سر اختفائه، قال باستغراب ودهشة «أنا لم أختف ولا حاجة، أنا موجود وأقدم فني لكل جمهوري» وقد عرض لي مؤخرا مسرحية «سي علي وتابعه قفة» وحققت نجاحا باهرا، فمحمد الحلو ذلك الصوت الكرواني الرائع كما أطلق عليه النقاد ذلك منذ ظهوره علي الساحة الغنائية دائما ما يحب أن يظهر للجمهور ولكن في الوقت الذي يقدم فيه لجمهوره كل جديد. ما آخر أخبار مشروع ختم القرآن الذي قررته منذ فترة؟ - بالفعل ما زال المشروع قائما وقد قاربت علي الانتهاء منه فسوف أقوم بختم القرآن وأضعه علي شرائط و«سي دي» وسأنتجه لنفسي وسأقوم بتوزيعه كهبة وليس بمقابل مادي لأصدقائي وللمقربين لي، وبالنسبة لجمهوري فسوف أهدي له هذا مجانا علي شبكة الإنترنت عن طريق موقع سوف أقوم بإعداده خصيصا لهذا ولكن حين أنتهي منه فما زلت منذ أربع سنوات أحاول إنجازه. وما حقيقة ما تردد عن أنك سوف تعتزل بعد أن تختم القرآن بصوتك؟ - أبدا علي الإطلاق فلم تراودني هذه الفكرة نهائيا وإنما ختم القرآن بيني وبين ربي لا علاقة له بالغناء نهائيا. ولكن بالفعل يتردد بين الحين والآخر شائعة اعتزالك للفن؟ - دائما ما أقرأ هذا وأستعجب من أين جاءوا بهذه الأخبار، فأنا إن كنت أبتعد قليلا عن الوسط الغنائي فذلك من أجل البحث والتنقيب عن أعمال جديدة تعيش العمر كله، وتظل مستمرة لأجيال قادمة ومن أجل تاريخي الفني. تردد أنك بصدد التحضير لألبوم جديد فمن من الشعراء والملحنين ستتعاون معهم؟ - هذا حقيقي، وبالفعل أحضره حاليا وسوف أتعاون مع باقة من الشعراء والملحنين منهم أمير عبدالمجيد، محمد ضياء الدين، مدثر أبو الوفا، وسوف أتعاون لأول مرة مع الملحن عمرو مصطفي، إلي جانب تعاوني مع ابني آدم الحلو في أغنية من ألحانه وبالنسبة للشعراء فسوف أتعاون مع وائل إمام، بهاء الدين محمد، محمد العسيري، إبراهيم عبدالفتاح. وبالفعل انتهيت من أغان مثل أغنية «إلي من يهمها أمري» كلمات وائل إمام وألحان أمير عبدالمجيد. في بداية مشوارك الفني نجدك تعاملت مع كبار الملحنين أمثال بليغ حمدي ومحمد الموجي وحلمي بكر وكمال الطويل فلماذا ابتعدت عن التعامل مع الكبار الآن وبالأخص في ألبومك الجديد؟ - لأن الكبار أعطوا الكثير بالفعل وأنا أكن لهم كل احترام وتقدير وسعيد بما قدمته معهم، لكن لابد من التعامل مع الشباب لضخ دماء جديدة سواء من جيل الملحنين والشعراء بالإضافة إلي أني أتعامل مع مجموعة من الشعراء معي منذ فترة ودائما مثل أمير عبدالمجيد، محمد فضل. رغم صداقتك القوية بالملحن عمار الشريعي إلا أنه لا توجد أغان له بالألبوم الجديد؟ - أعتز كثيرا بصداقتي بعمار الشريعي وأتمني بالفعل لو يحدث تعاون لي معه. لقد خضت تجربة التلحين لنفسك ثلاث مرات في حياتك فلماذا لم تستمر؟ - لأن التلحين عبارة عن حالة مزاجية يعيشها الفنان، وبالرغم من أني قمت بالتلحين لنفسي ثلاث مرات إلا أني في الوقت الحالي أفضل أن تكون ألحان أغنياتي من خلال الملحنين الذين أتعاون معهم الآن ولا أفضل خوض تجربة التلحين حاليا. قدمت الدويتو الغنائي من قبل مع الفنان «علي الحجار» فلماذا لم تفكر في تقديمه مع آخرين مثل محمد منير علي سبيل المثال؟ - اختيارات «منير» مختلفة عن اختياراتي فمنير له لونه الغنائي وأنا لي لون آخر، ولكن بالنسبة للحجار فأنا وهو من نفس اللون. من هم المطربون والمطربات الذين تفضل اختياراتهم الغنائية بصفة عامة؟ - هاني شاكر، أنغام، علي الحجار، كاظم الساهر، سميرة سعيد، نبيل شعيل. قدمت العديد من الأغاني الناجحة علي مدار مشوارك الفني فهل هناك أغان لم تلاق النجاح الكافي وقت ظهورها؟ - يوجد ولكن عددها قليل مثل «قلبي علي طيري، باندم، زمن الطيبين، ما أروعك، اشهدي، لياليكي» فقد كانت مجموعة من الأغاني المميزة لكنها لم تحقق النجاح المطلوب وقت ظهورها. لقد ظهرت وسط جيل تعب كثيرا إلي أن حقق النجومية، فهل تعثرت فنيا علي مدي مشوارك الفني؟ - بالتأكيد فلا يوجد أحد لا يتعثر فنيا في حياته الفنية، فأحيانا كنت أختار أغاني بشكل معين ولكن أجد أن الذوق العام كان يتغير ولا يتجاوب مع ما أقدمه فكنت أضطر أن أراجع نفسي لكي أستطيع أن أقدم الأحسن للجمهور وفي نفس الوقت أن أقدم شيئا لا يبتعد عن الأصالة والطرب المميز. من المسئول عن التغيير الذي يحدث في الذوق العام؟ - بالطبع الإعلام كان له الدور الأساسي في التغيير الذي يحدث علي الساحة الغنائية. ولكن لماذا لم يحقق جيلك ما حققه الجيل الحالي من شهرة ونجومية؟ - لأننا ظهرنا بعد جيل العمالة «أم كلثوم وعبدالوهاب وغيرهما من العمالقة» وكان ظهورنا في عصر رديء للغاية لكن الشيء الجميل أننا موجودون حتي الآن رغم ظهور العديد من الأجيال علينا وهذا معناه أن الفن الأصيل يدوم مهما ظهر عليه من أجيال. ما السبب فيما أطلقه النقاد عليك عندما غيرت من نفسك وقدمت الأغاني الخفيفة حيث قالوا «محمد الحلو تحول من الغناء الكرواني إلي الغناء الكربوني»؟ للأسف فإن النقاد عندما كنت أغني الأغاني الجادة مثل «رحال، مستحيل، دوامات، ليلة شتا، صابرين» لم يشيدوا بهذه الأغاني أبدا ولم تعجبهم لذلك بعد أن قدمت ألبوم «يا قمر» جلست في بيتي لمدة أربع سنوات بدون أن أقدم شيئا جديدا في هذه الفترة ظهر عدد كبير من المطربين ممن لا يملكون الموهبة، وملأوا الساحة الغنائية بالمزيد من الضجيج والفرقعات الغنائية الكاذبة لذلك فقد قمت بإعادة حساباتي من جديد وعملت علي تجديد نفسي ورجعت لجمهوري بألبوم «حنيت» وقد نجح بقوة وحقق نجاحا جماهيريا هائلا، وعن طريق ذلك الألبوم فتحت الطريق لأبناء جيلي لخوض تلك التجربة لأنهم كانوا خائفين من ذلك، فقدم وقتها الحجار «تجيش نعيش»، وهاني شاكر «علي الضحكاية». لقد صرحت من قبل أننا أصبحنا في عصر الأغنية وليس عصر المغني، فماذا تعني بذلك؟ - لأن الأغنية الجميلة عندما تقوم بتصويرها فيديو كليب ونأتي بمطربة حلوة تقوم بحركات «دلع» مثل الكثيرات من الموجودات علي الساحة، وتكون أغنية إيقاعها سهل وبسيط أما تسويقها فإنها أصبحت سلعة مثل أي سلعة تجارية يريد المنتج تسويقها فقط، وحتي تنجح لابد من توافر عناصر الجرأة الشديدة حتي تحقق النجاح لكي يحقق المنتج المكسب هكذا أصبحت الأغنية الآن وكما نراها كلنا ويراها الجمهور بالفعل. بمنتهي الصراحة ما رأيك في الحركة الغنائية الموجودة علي الساحة الآن؟ - بالطبع مع وجود الفضائيات وزيادة الإنتاج المطروح من الأغنيات تجمع كل الألوان الغنائية أصبح هناك حالة من الفوضي الأمر الذي يحتاج لبعض الوقت من أجل الخروج بنتائج وآراء سليمة للحكم علي تلك الاتجاهات وللوصول إلي قرار سليم يرتقي بالذوق العام. ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب التي ظهرت علي الساحة الفنية في السنوات الأخيرة؟ - هي برامج مهمة لأنها تعطي فرصة للمواهب لكي تظهر وهذا يقدم لنا أصواتا جديدة، وألوانا جديدة غنائية تلاقي استحسانا كبيرا من الجمهور وبعد ذلك لابد أن تخطو خطوات جيدة في دراسة الموسيقي ولابد أن تكون اللجان القائمة علي هذه البرامج حريصة علي تقديم هذه المواهب للجمهور بعد انتهاء البرناج فالمطرب سابقا كان يحتاج إلي تأهيل مثل المهندس والطبيب ولكن بالطبع لابد من توافر الموهبة والصوت القوي والحضور المميز. كل المطربين يعمدون إلي تغيير اللوك مع كل ألبوم جديد، فهل تأخذ هذا في اعتبارك؟ - بالتأكيد ولكن في الحدود التي تتوافق مع شخصيتي الفنية ولا تؤثر علي تأثيرا سلبيا فلا أنكر أني غيرت من شكلي بعض الشيء لكن ليس بدرجة كبيرة فلدي مقاييس أضعها لنفسي ولا أحب أن أتجاوزها. آخر ما عرض لي مسرحية «سي علي وتابعه قفة» وقد حققت نجاحا باهرا. قدمت للأطفال ألبوما غنائيا بعنوان «جنة العصافير» فما تقييمك له، ولماذا لم تكرر التجربة بعد ذلك؟ - الألبوم كان تجربة جميلة ومليئا بالألحان المميزة لكن الدعاية لم تكن مناسبة ونحن بصراحة لدينا عيب خطير ألا وهو «التصنيف» فإذا قمت بالغناء للأطفال أصبحت مطرب أطفال، ولو غنيت وطني أصبحت «مطرب وطني» وهكذا وهذه مأساة كبيرة وقد وقع فيها العديد من المطربين، وأنا عن نفسي أتمني تكرار التجربة مرة أخري للأطفال. وما آخر أخبار ابنك «آدم الحلو»؟ - يستعد حاليا لتجهيز ألبومه الأول بعد انتهائه من دراسته في معهد الكونسرفتوار، وقد التحق بالمعهد حتي يتعلم أصول الموسيقي وتاريخها. وما أسباب تأخير صدور الألبوم الأول لآدم؟ - أولا الدراسة وفي نفس الوقت المناخ الفني غير مجهز لتواجد آدم لأنه مطرب حقيقي ولا يخضع للموجات الغنائية التي نعيشها الآن ونراها في الفضائيات. وهل سيوجد دويتو يجمع بينك وبين آدم؟ - بصراحة لم ترد الفكرة حتي الآن، وإن وجدت فأنا سعيد جدا بها.