تظاهر اليوم ما يقرب من 200 شخص من أهالي أسر الشهداء الذين راحوا ضحية اعتداءات الشرطة خلال أيام الثورة, ووقفوا يهتفون أمام مبني دار القضاء العالي موجهين نداءهم إلي النائب العام. وهتف عدد منهم ضد أسماء محددة من الضباط "دم كل شهيد بينادي هاتوا حقي وحق ولادي", "عايزين الدم والتار ..إحنا جوه قلوبنا نار"وقد شمل هذا التظاهر عدد من الأهالي من مختلف المحافظات بالجيزة والقاهرة والإسكندرية والسويس ، وتعالت أصواتهم بطلب القصاص من حبيب العادلى وزير الداخلية وأعوانه من ضباط الشرطة الذين قاموا بتوجيه الرصاص الحي لأبنائهم أمام أعينهم. تحدثنا إلي والدة شهيد الإسكندرية السيد أحمد مصطفي ثابت والتي قالت: ابني مات قدام عيني يوم 28 ومافيش أغلي من الضنا, وقلبي محروق من اللي قتلوه, وأنا حضرت من الإسكندرية من أجل الوقوف في أربعين الشهداء ولن نمشي جميعا أنا وعدد من الأهالي الذين جاءوا معي حتى نقتص لأبنائنا. أما شقيق الشهيد إبراهيم حسني عبد الصمد وعمره 14 سنة فيقول: أخي ضرب برصاص قوات الشرطة بعد أن أنهي تدريبه في النادي ولابد أن أحصل علي حقه من وائل الكومي مقدم المباحث الذي أمر بإطلاق النار عليهم, ورغم أن مظاهرتنا بدأت من الساعة التاسعة صباحا إلا أنه لم يخرج إلينا أحد من مكتب النائب العام ليطمئننا أن حق ودم أبنائنا الشهداء لن يضيع هدرا وأكثر ما أثار غضبنا هو محاكمة العادلي من أجل قضايا أموال عامة, ونحن نخشى ألا يأخذ عقابه ونحن نطالب بالقصاص منه في ميدان عام ولن نهدأ إلا بتنفيذ هذا المطلب حتى نستريح. أما والد الشهيدين إيهاب وإبراهيم محمد أحمد نصار فيقول : أولادي راحوا خلاص ومش عايز أي حاجه غير العدل، فلابد من محاكمة كل عناصر الفساد بشكل سريع ونحن نشعر بتباطؤ في محاكمتهم، وبداخل كل واحد فينا نار وحرقه علي ابنه, وأنا توفي اثنان من أولادي ولم يفعل لي أحد شيء ولا أريد تعويضاً لأن مفيش حاجة تعوض دم أولادي ولكن أنا عايز أنتقم من اللي قتلوا أبني, ولو قعدت هنا سنة كاملة لن أنتقل إلا بالحصول علي حق أبني, وأكثر ما وجع قلبي أن ضباط الشرطة إبراهيم نوفل وأشرف سعفان ومحمد مختار الذين أمروا بضرب النار علي المتظاهرين من الخلف - وجميعهم ماتوا بنفس الطريقة يدل علي أنهم جبناء دول لو يهود مش هايعملوا كده!- ولكن بدلا من محاسبتهم تم نقلهم وترقيتهم فأين العدل فيما حدث فلا بد أن أأخذ حق أولادي. أما والدة الشهيد محمد أشرف التي جاءت إلينا وتريد أن تعرف كيف توفي أبنها بعد أن تعرفت عليه في المشرحة وعلى جسده آثار تعذيب وصعق كهربائي فتقول: ابني عاش مقهوراً ومات مذلولاً, عندما تعرفت علي جثته في المشرحة لم أصدق نفسي فمه مليء بالقطن وأسنانه يجز عليها من أثار التعذيب الموجودة في أنحاء متفرقة من جسده، ومصيبتي أن تقرير الوفاة كتب أن سبب الوفاة ضربة علي الرأس أدت إلي ارتجاج في المخ وأريد أن أعرف من الذي قام بتعذيبه فهو خرج من سجن الفيوم بعد أن تم حبسه ظلماً في قضايا تسوية نهاية العام وقاموا بالقبض عليه في أثناء عودته من العمل حيث كان يعمل في النقاشة وكان من المفترض أن يتم الإفراج عنه بعد 3 أشهر فقط وعندما فتحت السجون أمروهم بالهروب ولكن يوم 29 يناير قال لي إنه بخير وسيسلم نفسه للشرطة العسكرية وبالفعل عرفت بعدها أنه تم ترحيلة من السجن الحربي وبعد أيام جاءني خطاباً من النيابة العسكرية لتسلم جثته من مشرحة زينهم، وما أريده الآن هو أن أعرف لماذا تم تعذيبه بالشكل البشع الذي شاهدته عليه, فهو عاش مظلوما ومات بالتعذيب ، أين العدل والرحمة؟.