" انطلق في طريق الشوك شامخ الرأس عالي الجبهة " .. عبارة كتبها الفنان محمد صبحي وهو في الثانوية العامة وسار عليها ويعتبرها تعبر عنه وعن مشواره والذي لم ينته كما يقال.. فهو ينفي شائعة اعتزاله ويستعد لتقديم جزء جديد من مسلسل ونيس ، كما ويستعد لعودته للمسرح مرة أخرى.. وفي هذا الحوار يحدثنا عما سوف يقدمه وعن النجومية التي أصبحت سريعة الآن.. ويرد على الانتقادات التي توجه له . * سمعنا أنك قررت أو على الأقل فكرت في اعتزال الفن.. فما صحة ذلك؟ هذا ليس صحيحاً على الإطلاق، وهذا الكلام يقال عني كل فترة، ولكنه لم يحدث، فالفن إبداع، والفنان لا يعتزل إلا إذا وجد أنه ليس لديه ما يقدمه، فطالما لدي ما أستطيع أن أقدمه وأستطيع أن أقف على قدمي فسوف أستمر. * وماذا عن الجزء السابع من مسلسل ونيس؟ أطلقت عليه اسم ونيس وأيامه، ومدة كل حلقة نصف ساعة، ونناقش القضايا كما تعودنا من الجزء الأول، وأنضم إلينا بعض الفنانين مثل سماح أنور، بجانب أبطال الأجزاء الماضية، وسوف يذاع على نايل كوميدي قريبا، ولن ينتظر رمضان القادم، وهذا أفضل طبعا حتى تتم مشاهدته بعناية بدلا من التواجد وسط كم كبير من الأعمال، حيث أن المسلسل في رمضان يفقد قيمته. * وكيف تري نجاح هذا المسلسل؟ هذا المسلسل من نوعية مسلسلات قليلة جدا، فالدراما الاجتماعية والكوميديا الاجتماعية والتربوية والأخلاقية غير موجودة الآن، فأري أن المسلسل نجح بشكل كبير ، والتفت حوله الأسرة، وأنا دائما رهاني جمهوري، والحمد لله كسبت الرهان. * البعض ينتقد أنك تكون بطل العمل ومؤلفه ومخرجه.. فما ردك على ذلك؟ بصرف النظر عن ذلك فيجب أن يكون حكم الناس على عمل نفسه، هل جيد أم لا، فأحيانا تكون عندي فكرة لا أري أنه يستطيع أحد أن يخرجها غيري، وهناك رسائل أري أني من الأفضل أن أوجهها بنفسي، ولكن الحكاية ليست حكاية أن أكون أنا الممثل والمخرج والمؤلف. * نذهب للمسرح عشقك الأول.. فسمعنا عن مشروع لعودة المسرح المدرسي.. فماذا عنه؟ بالفعل توجد ورقة عمل لإحياء فكرة المسرح المدرسي، فزمان كان فيه مسرح في كل مدرسة، وخرجت أجيال وأنا منهم عندما كنت أمثل في مسرح المدرسة الإبراهيمية، ولكني أتمني ألا يكون مصير هذا المشروع مثل مصير مشروعات كثيرة لم تنفذ، وصاحب هذه الفكرة صلاح السعدني. * من وجهة نظرك ما هي أسباب الانهيار الذي حدث للمسرح؟ كل الأمور مرتبطة ببعضها، بمعني أنه لا يمكن أن يكون لدينا مثلاً تعليم فاشل ويكون فيه مسرح جيد، لذلك نجد المسرح سئ ، بجانب السينما وما يقدم فيها، وبجانب أيضا الأغاني والكليبات الفاضحة. * وما الذي سوف تقدمه في المسرح خلال الفترة القادمة؟ سوف نقدم مهرجان المسرح للجميع الثاني، وسيكون هناك ثلاث مسرحيات وهي غزل البنات والملك سيام وسمع هس للراحل سعد الدين وهبة، وكنت قد قدمت في المهرجان الأول مسرحيات لعبة الست وكارمن وسكة السلامة 2000. ## * البعض يري أنك لك جمهورك الخاص وربما يكون عدده قليل.. فما رأيك في ذلك؟ أعتقد أني ليس لي جمهور خاص، ولا أتعمد أن أستهدف جمهور بعينه، فما يعنيني أن أقدم أعمالي للمجتمع بكل فئاته بالطبع، ويكون فيه متعة فكرية ووجدانية. * تقدم أعمال من نوع خاص ومختلفة عما يقدمه الآخرون على الرغم من أنه ربما يكون البعض كسب أكثر.. فما الذي كسبته أنت مما قدمته ؟ لم أخسر بالطبع، والمهم أني لم أقصر تجاه جمهوري، وكسبت الاحترام المتبادل بيني وبين الجمهور، وكان لدي رسالة فنية قيمة استطعت أن أوصلها للمجتمع، فكل عمل قدمته كان يناقش قضية أو يوجه رسالة. * هل مازلت ديكتاتورا في أعمالك؟ أنا أحب الانضباط والنظام واحترام العمل، ولو كانت هذه ديكتاتورية فأهلا بها ، ولكني أنا لست ديكتاتورا،وكل من يعمل معي يلمس بنفسه مدي ديمقراطيتي في اتخاذ القرار حتى نقدم عملا ناجحا في النهاية. * زمان كانت النجومية تأخذ وقتا عكس اليوم.. فمن وجهة نظرك ما هي الأسباب التي جعلت النجومية بتلك السرعة؟ لأن شعوبنا أصبحت شعوب استهلاكية، فنحن نغير الموبايل بمجرد ظهور نوع به إمكانيات زيادة أو نغمات زيادة، وحتى لو أي شخص لا يجد الأكل فيفضّل شراء موبايل حديث عن الأكل، ، فأصبح عصر لاهث ولسنا منتجين ولكننا مستهلكين، فأيضا الجمهور يستهلك النجوم ، ويستهلكهم بسرعة كموضة، ولكنها ستظل كما هي موضة وستنتهي. * ما هو المبدأ الذي مشيت عليه طوال مشوارك؟ كتبت حاجة وأنا في ثانوي لكي تكون روشتة لي أسير عليها ، وبالفعل وضعتها أمامي لكي أكون خائفا من عدم تنفيذها وحتى لا أنساها، وهي بالفعل تعبر عني وعن مشواري، وهي: انطلق في طريق الشوك شامخ الرأس عالي الجبهة ، مضموم القبضة ولا تتقهقر، انطلق أملا ورغبة وتعذب، احترق طموحا وكبريائا وتغلب، احترق كفاحا ونضالا وعيش هذه الحياة ، لن تمتهن إلا إذا تلهفت، ولن تحتقر إلا إذا توسلت، ولن تموت إلا إذا انبطحت على الأرض وزحفت، فكن جريئا ولكن لا تتهور، وكن شجاعا ولكن لا تتجبر، وكن صبورا ولكن لا تتململ، كن كل شئ ولكن تذكر أنك إنسان. * لو طلبنا منك تقول أمنية تتمناها فماذا تقول؟ نفسي نعتبر الفن ثروة، وأتمني أن يكون هناك مسرح في كل مدينة في مصر ، وتكون سعر التذكرة خمسة جنيهات، فأريد أن تكون هناك نهضة في المسرح .