** حجزت كاب فيردى مكانها فى نهائيات كأس العالم 2026 لأول مرة بعد فوزها على أرضها على إيسواتينى 3/صفر لتتصدر مجموعتها فى التصفيات الإفريقية. وأصبح الفريق سادس منتخب من إفريقيا يتأهل لكأس العالم بعد المغرب وتونس ومصر والجزائر وغانا. وبذلك ستصبح هذه الجزيرة (الدولة) الصغيرة المطلة على المحيط الأطلسى، والتى يبلغ عدد سكانها حوالى 525,000 نسمة، ثانى أصغر دولة من حيث عدد السكان تشارك فى نهائيات كأس العالم بعد أيسلندا التى تأهلت فى عام 2018. ** المفاجأة ليست بالطبع فى الفوز على منتخب أى سواتينى البلد الذى يقع جغرافيًا فى قلب جنوب إفريقيا وكان يسمى سابقا سوازيلاند، والمفاجأة أنه تأهل مباشرة إلى نهائيات المونديال برصيد 23 نقطة وبفارق 4 نقاط عن منافسه الكاميرون العريق الذى تعادل سلبيا فى ياوندى مع أنجولا، والمفاجأة أيضا أن الفريق الذى يسمى «أسماك القرش الزرقاء» لأنه ملجأ هذه الأسماك الشهيرة على شواطئه قد حقق هذا الإنجاز من قلب بدايات سيئة تثير الإحباط لتأهل منتخب «أسماك القرش الزرقاء» على أى سواتينى وسجل أهدافه الثلاثة فى الشوط الثانى، مما ضمن له تصدر المجموعة الرابعة، وكاب فيردى هو ثالث منتخب يتأهل لكأس العالم لأول مرة، مثل المنتخب الأردنى والأوزباكستانى من التأهل إلى منافسات كأس العالم 2026 كذلك لأول مرة فى تاريخهما، وربما انضمت منتخبات أخرى وأنت تقرأ هذه السطور بالتأهل للمونديال لأول مرة. ** المفاجأة أيضا أن كاب فيردى حقق إنجازه بعد بداية سيئة فى مشواره الذى لعب خلاله عشر مباريات، حيث تعادل سلبيا على أرضه مع أنجولا، وخسر 1/4 فى الكاميرون التى كانت هى المرشح الأول لصدارة تلك المجموعة. وكان منتخب كاب فيردى تغلب على أى سواتينى قبل مواجهة الكاميرون وهزيمته منها. كما كان أداء الفريق ضعيفًا فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025، حيث فاز بمباراة واحدة فقط من أصل ست مباريات، وفشل فى التأهل إلى البطولة التى وصل فيها إلى ربع النهائى مرتين، فى عامى 2013 و2023. ومع ذلك حافظ المسئولون فى الاتحاد على ثقتهم فى مدرب الفريق المخضرم، بيدرو ليتاو بريتو. وهو أحد الدروس المهمة فى ظاهرة تغيير المدربين دون فائدة. ** قاد المدرب، المعروف باسم «بوبيستا»، فريقه إلى خمسة انتصارات متتالية فى تصفيات كأس العالم، بما فى ذلك فوزان حاسمان بهدف واحد خارج أرضه الأول على أنجولا، وآخر على أرضه أمام الكاميرون. وبعد فشله فى التأهل إلى النهائيات بتعادله المثير 3-3 فى ليبيا الأسبوع الماضى، حقق الرأس الأخضر الفوز أمام 15 ألف مشجع . ** مرة أخرى حقق منتخب كاب فيردى إنجازا مهما بالنسبة لتاريخه فى كرة القدم، وليس لصغر عدد سكانه، ولذلك كانت الاحتفالات عارمة فى الجزيرة. لكن هل يعد تأهل كاب فيردى ترسيخا لفكرة أنه لم تعد هناك أسماك قرش وحيتان فى اللعبة تفترس الأسماك الصغيرة؟ هل هذا هو التغيير فى خريطة كرة القدم الإفريقية؟ هل هناك علاقة مباشرة للتصنيف، حيث إن كاب فيردى فى المركز 70 حسب تصنيف فيفا فى سبتمبر الماضى، بينما الكاميرون العريق تصنيفه 52 وهو بالطبع مركز بعيد عن «الأسود التى كانت لا تقهر» أم أن التغيير هو ذهاب الألقاب الكبيرة والقارية وأى منها إلى منتخبات وفرق غير مرشحة إطلاقا وهو ما حدث مع اليونان مثلا فى بطولة أوروبا 2004، وما حققه منتخب الدنمارك عام 1992 فى البطولة نفسها.