فى العدد الاخير من مجلة الشباب الذى صدر بمناسبة مرور شهر على ثورة 25 يناير نشرنا تحقيقا بعنوان ( المتحولون ) تناولنا خلاله مواقف بعض الزملاء الصحفيين الكبار الذين كان معروفا عنهم علاقتهم بالحزب الحاكم والنظام السابق .. واردنا من خلاله ان نرصد كيف تبدلت هذه المواقف بعد ثورة 25 يناير .. الاستاذ طارق حسن رئيس تحرير الاهرام المسائى احد هؤلاء الزملاء الذين تكلمت معهم محررة المجلة عن تبدل مواقفهم .. وجاء فى مقدمة الحوار معه بالنص " فى حوار لمجلة الشباب منذ 5 اشهر مع طارق حسن رئيس تحرير الاهرام المسائى أكد أنه لا يمانع فى ترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية لانه عضو فاعل فى حزب مهم .. والان بعد الثورة وبعد تنحى الرئيس مبارك تغير موقف الاهرام المسائى تماما من النظام السابق والحزب .. سالنا طارق حسن عن هذا التغيير فقال : مازلت مصرا على رايى فى احقية جمال مبارك فى الترشح لرئاسة الجمهورية مثل أى عضو فى الحزب الوطنى فهو مازال حتى هذه اللحظة عضوا بالحزب الوطنى الديموقراطى .... الى اخر حديثه الذى قال فيه إن الاهرام المسائى لم يحد عن طريقه وانه يتبنى الكشف عن قضايا الفساد منذ فترة طويلة .. وعقب صدور العدد تلقت المجلة اتصالا من الاستاذ طارق حسن اعترض فيه على بعض ماورد فى حوار المجلة معه خاصة فيما يتعلق بكلامه عن جمال مبارك .. واستشهد طارق حسن بالحوار الذى نشرته الشباب معه فى اكتوبر الماضى والذى سئل فيه عن جمال مبارك فكانت اجاباته – نقلا عن المجلة – كالتالى : * نأتي لمسألة مثارة حاليا في الشارع المصري .. الأرقام الرسمية تؤكد أن أعضاء الحزب الوطني وصلوا لمليوني عضو .. فهل حزب حاكم بهذه الشعبية وله الأغلبية البرلمانية محتاج لحملة جمع توقيعات لترشيح أحد أعضائه؟ ! { أتحدي أي شخص يقول إن هناك قرارا صدر من مؤسسات الحزب بهذا الكلام . * لكن الحزب صمت تجاه هذه الحملات وهو ما يعني موافقته عليها ضمنيا ؟ ! { يمنع إيه .. يعني مثلا لو أنت النهاردة عملت حاجة علي الإنترنت كيف أمنعك مادمت لم تخالف القانون ! خاصة وأنك لست معي أصلا ولا عضوا بالحزب ولا علاقة لي بك .. هناك عضوة في حزب الوفد عملت حملة توقيعات لدعم ترشيح السيد جمال مبارك للانتخابات الرئاسية وحزبها عاقبها فعلا لكن الحزب الوطني لا علاقة له بها وليس مطلوبا منه ' الحجر عليها ' واحد تاني في حزب التجمع عمل حاجة تانية شبيهة وحزبه فصله لكن لا علاقة لنا به عموما .. أنا ضد هذه الظاهرة لأنها تستبق إرادة مؤسسات الحزب في طرح مرشحها والحزب أعلن ذلك بلسان أمينه العام وأمين سياساته وأمين أعلامه وهناك رئيس منتخب يؤدي مهامه علي أكمل وجه كما لا أري مناسبة لذلك وأعتبرها حالة من الفوضي في المجتمع المهمة الأساسية أمامنا الآن هي انتخابات مجلس الشعب وهي علي الأبواب بينما الانتخابات الرئاسية في 2011 .. ثم أين هم مرشحو الأحزاب الأخري ! كلهم قالوا لم يأت موعد الإعلان عن ذلك .. اشمعني يعني الحزب الوطني ! * مادمنا وصلنا لهذه النقطة فلن نتطرق لأمور فقدت أهميتها من كثرة الكلام فيها بخصوص ادعاءات التوريث وغيرها لكن في رأيك .. لماذا يبتعد السيد جمال مبارك عن الإعلام علي الأقل ليوضح للمواطن العادي كل ما يخص عمله السياسي ومهامه الحزبية ؟ ! { أنا متحفظ علي سؤال يقول لي ' اشمعني جمال مبارك ' .. هو سؤال يمثل نوعا من الاستهداف والترويج لدعاية غير حقيقية السيد جمال مبارك عضو في الحزب الوطني مثل بقية أعضاء الحزب له من الواجبات والحقوق مثلهم تماما هو أمين عام مساعد وأمين سياسات مثله مثل بقية قيادات الحزب الوطني .. وأمانته التي يتولاها مثل بقية أمانات الحزب والكل خاضع لقيادة واحدة وهو الرئيس حسني مبارك وهناك مكتب سياسي للحزب الكل يخضع له .. وبالتالي السؤال هو عن نشاط الحزب الوطني وليس عن قيادة هنا أو هناك يعني نتكلم عموما عن الأمين العام أو أمين الإعلام أو أمين التنظيم أو أمين المهنيين أو أمين الفلاحين وليس عن شخص بعينه وأذكر لي حزبا يذهب للقري والنجوع ليستمع للناس مثل الحزب الوطني .. نعم القيادات تتحدث للإعلام لكن عملها الأساسي ليس هذا بل هو الاتصال بالناس وحل مشاكلهم بصراحة .. جولات الوزراء والمسئولين في القري المختلفة هي زيارات للحزب وحكومته للاستماع للناس وليست جولات لجمال مبارك كما يصور البعض في زيارة أخيرة لإحدي القري ذهب وزير الزراعة ووزير التنمية المحلية ومعهم المسئول الحزبي وهو السيد جمال مبارك ليتكلموا مع الناس ويسمعوا منهم .. هو تقليد لما يقوم به الرئيس مبارك بنفسه ولذلك الحزب الوطني هو الذي أنهي فكرة أن الحزب يجلس في غرفة مكيفة وأصبح ينزل ليتكلم مع الناس بعد كل ده .. اشمعني نتكلم عن جمال مبارك بالذات !. * لكن ما تقوله ضده وجهة نظر منتشرة إعلاميا حاليا .. ؟ ! { غير صحيح .. ده واحد قام بتأليف حاجة علي مزاجه وعايز الناس تصدقها والحقيقة أنه لا أحد يصدق أو يهتم أقولك وأكتبها وخلاص .. ' ده واحد عايز يحط لي قطعة حشيش في جيبي ويقول لي أنت حشاش ' .. مش بالطريقة دي هم هكذا يضيعون جهد حزب بأكمله مع الناس وعشان كده مفيش حد من المواطنين العاديين مشي خلفهم هم مجموعة من ' الممتهنين ' للإعلام وناس كانوا في وظائف وطلعوا علي المعاش وعندهم وقت فراغ فقالوا يعملوا مناضلين ويتكلموا في السياسة .. والجولات السابقة التي تكلمنا عنها حلت مشاكل كثيرة فلماذا تكلموا عن الموجودين فيها ولم يعلنوا للناس عن هذه الحلول ! .. ده مش عمل سياسي لكنه ' مرض ' وأسلوب للاغتيال المعنوي واهدار لحق المواطن . بقيت نقطتان : الاولى : أن تقاليد المؤسسة العريقة التى ننتمى اليها تحول دون شبهة تعمد الاساءة لأى زميل .. خاصة اذا كان زميلا وصديقا مثل الاستاذ طارق حسن الذى نحمل له كل التقدير ونعترف بالطفرة التى حققها فى توزيع الاهرام المسائى منذ تولى رئاسة تحريره ، واذا كان هناك خطا من الزميلة التى اجرت معه الحوار فى نقل كلامه بشكل اخرجه عن سياقه فإننا بكل شفافية وشجاعة حريصون على تصويب هذا الخطأ . والثانية : ان عنوان الموضوع الذى نشر فى المجلة وهو ( المتحولون ) ليس صفة لمن تكلمنا معهم .. فنحن لا نملك ان نصف احدا بأى وصف ، لكنه مجرد عنوان لموضوع صحفى تكلم فيه ثلاثة من زملاء المهنة ، ويستطيع القارىء بعد ان يقرأ محتواه ان يحدد ما اذا كان الزميل الذى تكلم قد غير مواقفه ام لا .. مع مراعاة ان الظروف كلها تغيرت وتحولت وفرضت رؤى جديدة ليس من الحكمة ولا من المنطق ان نتجاهلها او نتعامل معها وكأن شيئا لم يكن .. لكن المؤكد ان طارق حسن فى حواره المنشور فى مجلة الشباب فى عدد اكتوبر 2010 لم يقل صراحة إنه يؤيد ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية .