حملت عزيزة محمد إبراهيم من سكان الدويقة ملابسها وأبنائها يوم السبت 29 يناير الماضي لتعتصم داخل ميدان التحرير، واليوم جمعت عزيزة كل أغراضها من ميدان التحرير لتعود إلى الخيمة التي نصبتها في منطقة الدويقة عقب انهيار الصخرة على منزلها. تصوير أميرة عبدالمنعم عزيزة أكدت أنها سعيدة بما حققته فيكفي أن من شردوها هي وأولادها سنة كاملة هم مشردون ومطاردون الآن، وبينما قررت عزيزة الرحيل من ميدان التحرير أصر محمد أمين مدرس من محافظة دمياط علي البقاء في الميدان لحين محاكمة رؤوس النظام الماضي، وأخذ حق الشهداء منهم، ولكن المشهد في العموم كان يميل إلي الرحيل من الميدان حيث قامت الشرطة العسكرية بإزالة الحواجز المؤدية إلى الميدان من شارع قصر العيني، وعادت حركة المرور إلى طبيعتها. وعاد العمل بمعظم المحلات وشركات السياحة، حيث أكد محمد السيد صاحب إحدي شركات السياحة أن اليوم هو أول مرة يفتح فيها الشركة منذ جمعة غضب ولكنه قرر النزول اليوم لإحساسه بأن القوات المسلحة تسيطر علي الوضع في الميدان وأيضا لبدء المتظاهرين في العودة إلى منازلهم. داخل الميدان تكرر نفس مشهد أمس وهو عمل الشباب علي تنظيف الميدان وشوارع منطقة وسط البلد المحيطة به وانضم الي الشباب المتطوعين طلاب من مدرسة الخلفاء الراشدين الابتدائية، والذين عملوا علي مساعدة الشباب في النظافة. وقالت بسمه عبدالمنعم إنها لم تنزل إلي الميدان وقت المظاهرات وذلك لرفض والدتها، ولكن اليوم وبعد أن شعرت بأهمية ما فعله هذا الميدان لتاريخ مصر ومساهمته في تغيير مسار حياتنا جميعا قررت هي ومجموعة من أصدقائها النزول إلى الميدان لتنظيفه، وذلك حتي لا يواجه معتصمي ميدان التحرير الاتهامات بالفوضوية أو عدم التحضر. وانتشرت اليوم في الميدان سيارات بنك الدم والتي كانت تحث المواطنين علي التبرع بالدم من أجل المصابين في الأحداث الأخيرة، وبالفعل لاقت نداءاتهم استجابة من المواطنين والذين حاولوا رد الجميل لمصابي الثورة علي مافعلوه من أجل مصر، وإلي جانب محاولات الشرطة العسكرية إخلاء الميدان سار بعض المواطنين في مسيرة جابت الميدان وهم يرددون شعار الشعب يريد إخلاء الميدان. وأكد محمد عباس أن أحوال الموظفين وسائقي السيارات الأجرة ومعظم العاملين باليومية توقفت حياتهم طوال العشرين يوما الماضية خاصة من يعملون في مناطق وسط البلد نتيجة عدم الأمن وانتشار البلطجية حول الميدان واليوم وبعد تلبية مطالب المتظاهرين والتي أسعدت مصر كلها نرجو منهم ترك الميدان حتي تعود الحياة الي طبيعتها ويعود العمل ونترك المجلس الأعلي للقوات المسلحة ليباشر مهام عمله ويعيد الحياة إلي البلاد مرة أخري. ومن جانبهم ظل موقف شباب 25 يناير متأرجحاً بين ترك الميدان والبقاء فيه .. ولكن كما أوضحت لنا مها أبوبكر احدي عضوات حركة كفاية أنه بالأمس دار نقاش بين ما يزيد عن 250 شاباً حول ترك الميدان والمعظم رحب بفكرة ترك الميدان للقوات المسلحة والعودة إليه إذا تطلب الأمر ذلك، ولكن اعترض شباب الإخوان المسلمين وقالوا إنهم لن يتركوا الميدان إلا بعد الإفراج عن المعتقلين السياسين وحل المجالس النيابية ولكن اليوم وبعد قرار المجلس الأعلي للقوات المسلحة في بيانها الخامس بحل مجلسي الشعب والشوري تغير الأمر، والجميع سوف يعود إلي منازلهم والتفكير في المرحلة القادمة وبناء البلد.