جيد جداً أن تقوم الشرطة بأدوار كثيرة .. لكن هذا بشرط قيامها بدورها الرئيسي في حماية أمن المواطنين ، ولذلك كان غريباً وسط حالات الإنفلات الأمني التى نعيشها وسيطرة البلطجية وقطاع الطرق علي الشوارع وانتشار الاسلحة في كل مكان .. أن نسمع عن " تخاذل أمني " تجاه البني آدمين .. وفى الوقت نفسه " تكثيف أمني " تجاه الكلاب !!. كلامنا عن محافظة بنى سويف التى تنتشر في شوارعها الكلاب الضالة بشكل خطير فعلاً .. والأمر قد يبدو طريفاً إذا علمنا أن المحافظة أنشأت فرقاً متخصصة لمكافحة الكلاب من الشرطة والطب البيطرى كما أنشأت بنداً خاصاً فى الميزانية السنوية للقضاء على هذه الظاهرة خاصةً فى ظل تكاثر الكلاب بشدة فى المحافظة .. وهو ما دعى مديرية الطب البيطرى للقيام بحملات مكثفة لإعدام أكبر قدر ممكن من هذه الكلاب ، وفى تصريح رسمى صادر عن المديرية نشرته صحيفة " بنى سويف اليوم " أنه من أول يناير وحتى سبتمبر تم إعدام ما يقرب من 6883 كلباً ضالاً منها 662 كلباً تم إعدامهم بالخرطوش و6221 بالمواد السامة والقاتلة وذلك على مستوى قرى ومدن المحافظة ومن أجل مكافحة هذه الظاهرة قام المحافظ بعمل ميزانية خاصة لمكافحة الكلاب الضالة بمبلغ 50 ألف جنيه بغرض شراء السموم المستعملة فى قتل هذه الكلاب إلى جانب رصد مكافآت عينية لأفراد الشرطة وموظفى المديرية من فرق مكافحة الكلاب !. الطريف فى الأمر أن مديرية الطب البيطرى ببنى سويف شددت على ضرورة أن يحصل المواطن الذى يسعى لتربية كلاب الحراسة على ترخيص من المديرية على أن يتم تجديد هذا الترخيص بشكل سنوى وذلك من أجل الحد من هذه الظاهرة حيث تبين أن غالبية الكلاب الضالة يتم تربيتها فى البيوت ككلاب حراسة ولكنها تخرج عن " طوع " أصحابها وتهرب إلى الشوارع لتسبب هذه الحالة من الذعر وتتكاثر الكلاب الضالة فى القرى والشوارع المقطوعة والشوارع المظلمة وتزداد شراستها ليلا مع خلو الشوارع من المارة خاصة وأن أغلب الأهالى ينامون باكرا فتبدوا القرى خالية تماما بداية من الساعة التاسعة مساءً ، وهنا تخرج الكلاب المسعورة لتنشط ولتلتقط أمامها كل من تجده ، وهناك حالات كثيرة من الإصابات التى تحدث يومياً نتيجة "عضة" الكلاب المسعورة وتلجأ المستشفيات والوحدات الصحية بالمدن والقرى لمعالجة "العضة" بحقنة "التيتانوس" لكن المهم فى الأمر فعلاً أن الأهالى يعلمون تماماً خطورة عضة الكلب وبمجرد أن يتعرض شخص لهذا الإصابة يذهب مباشرة للوحدة الصحية لأخذ الحقنة. جدير بالذكر أن بعض الفلاحين يربون الكلاب لوقايتهم من الذئاب الضالة التى تسكن الأراضى الزراعية حيث أنه من المعروف لدى الفلاح أن الذئب يخاف من الكلب لهذا يحرص الفلاحون على اصطحاب الكلاب معهم ليلاً إلى الحقول ، أيضاً من الفئات التى تحرص على تربية الكلاب فى الأرياف رعاة الأغنام والمواشى لحمايتها من السرقة. لكن الكلاب الضالة لم تترك القرى والمناطق القديمة فقط وإنما انتقلت لاحتلال المدن الجديدة فى الظهير الصحراوى لمحافظات الصعيد بما يشكل خطورة كبيرة على أهالى تلك المناطق بل أن بعض المواطنين يخشون الإقامة والانتقال إلى هذه المناطق لإنها مناطق مقطوعة وتحيط بها الحيوانات الضالة فى الجبال والصحارى المحيطة.. ورغم هذه الحملات المكثة لمكافحة الكلاب الضالة إلا أن منظمات حماية حقوق الحيوان لم تحرك ساكناً ربما لأنها لا تعلم شيئاً عن طبيعة هذه الحملات حيث تركز جهودها فقط على القاهرة وضواحيها مع أن المحافظات والأقاليم مليئة بالقضايا التى تخص حقوق الحيوان. أيضا الحملات التى تستهدف قتل الكلاب لا تجرؤ على دخول الشوارع والأزقة بالقرى والمدن ، وإنما تركز فقط على الطرق المقطوعة والمناطق البعيدة حيث أن الكلاب التى تسكن الشوارع يكون لها صاحب فى الغالب والذى قام بتربيتها من أجل حراسة البيت بل وحراسة الشارع من الغرباء ، حيث تعتبر هنا ملكية خاصة وليست كلابا ضالة فى هذه الحالة.