قد لا يعرف اسمه كثيرون رغم أنهم " دندنوا " كلماته .. فهو شاعر غنائي كبير قدم أغنيات لكبار نجوم الطرب مثل أنغام وعمرو دياب ومحمد فؤاد وعلى الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح وسميرة سعيد ، وفى نفس الوقت هو إعلامي صاحب مشوار ناجح في إذاعة الأغاني، تعالوا نعرف تفاصيل أكثر عن قصة ناصر رشوان في السطور القادمة. من هو ناصر رشوان؟ أنا شوية غُلب على شوية كلام، وذلك لما عانيته خلال مشوار حياتي، ومنذ أن توفى والدي وكان عمري وقتها 8 سنوات، حيث تولت أمي المسئولية بعد ذلك وحملت عبء تربية 5 أبناء بعيدا عن قريتها التي نشأت فيها، والحمد لله نجحت في تربيتنا، أما بالنسبة لي فأنا تخرجت في كلية التجارة وعشقت الشعر. وكيف بدأت علاقتك بالشعر ؟ علاقتي بالشعر ورثتها من والدي، وبالرغم من أن توفي وعمره 45 عاما، إلا أنني دائما كنت أراه شاعرا كبيرا، لم تمكنه الظروف من أن يكون أشهر شعراء عصره، فالبيئة الصعيدية التي نشأ فيها كانت تخلو من الأضواء ولم تسمح له بنشر أشعاره، فموهبة أبي الدفينة هي التي جعلتني أبحث بداخلي كي أحقق ما لم يحققه هو . وما هي تفاصيل رحلتك مع الشعر الغنائي؟ منذ صغري وأنا أكتب أشعاراً ولم يكن أحد يعرف ذلك، وظل هذا الموضوع طي الكتمان حتى التحقت بالجامعة، وأنا كان نفسي ألتحق بكلية الهندسة إلى أن التنسيق اضطرني لدخول كلية التجارة، فبدأت أركز في الشعر وتعرفت على بعض الفرق الغنائية الشبابية التي كانت مشهورة في هذا الوقت، ثم كتبت أغنية "يا ليلة" لعمرو دياب وكانت ضمن أغنيات ثاني ألبوم له وكان هذا في عام 1984، ثم تعرفت على محمد فؤاد وعلى الحجار، وأصبحت لا أحمل هم العمل والحصول على وظيفة بعد تخرجي لأنني بدأت اكسب مبالغ تمكنني من عيش حياة كريمة. وكيف دخلت الإذاعة المصرية؟ دخولي الإذاعة جاء بالصدفة، فبعد أن أقلمت نفسي على أن مهنتي الأساسية ستكون تأليف الشعر، جاءتني فكرة عرض كتاباتي على الإذاعة، وقابلت الإعلامي الأستاذ فهمي عمر، الذي أعجب بي جدا وعرض عليّ العمل في شبكة الإذاعات الموجهة، وبالفعل دخلت التدريبات وفي آخر الامتحان سألوني، ماذا تريد أن تعمل؟ فقلت لهم اريد أن أعمل معد برامج على أساس أنني أجيد الكتابة، ولكنهم قبلوني كمقدم برامج، ومن وقتها بدأت رحلتي مع الإذاعة حتى انتقلت لإذاعة الأغاني منذ 8 سنوات. ما السبب في أن معظم أشعارك يقوم بتلحينها أمير عبد المجيد؟ لو نظرنا إلى معظم أعمال أحمد رامي سنجد أن معظمها يقوم بتلحينها رياض السنباطي، ومعظم أعمال بليغ حمدي مع مجموعة معينة من الشعراء كعبد الرحمن الابنودى وعبد المجيد منصور ومحمد حمزة، بمعنى أنه من قديم الزمان كل شاعر يبحث عن الملحن الذي يحدث بينهما التآلف الذي يخرج أعمالا جيدة، فأنا وجدت هذا التآلف بيني وبين أمير، ولكن هذا لا يمنع أنني عملت مع ملحنين آخرين. وماذا عن برنامجك مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي؟ أنا مع الأبنودي في برنامج "هي الليالي كده" وليس العكس، والبرنامج يتناول قصص الغناء الخاصة بشاعرنا الكبير عبد الرحمن الأبنودى، والفكرة بدأت منذ رمضان الماضي، فأنا كنت أرغب في تقديم عمل كبير يليق بإذاعة الأغاني، ويليق أيضا بمشواري الإذاعي، فقلت أن أي برنامج يضع فيه الأبنودي لمسته بالتأكيد سيكون مصيره النجاح، وعرضت عليه أن يكون ضيف شرف معي في بعض حلقات البرنامج لأنني خفت من رفضه إذا قلت له أنه سيكون ضيفا دائما في البرنامج، وبالفعل ذهبت إليه وسجلنا حوالي ساعة ونصف تقريبا حوالي 4 حلقات، وبدأت إذاعة أول حلقة وفى نهايتها وعدت الجمهور أن الحلقة القادمة ستكون رحلة الأبنودي مع بليغ حمدي، فبدأ الجمهور يتصل بالأبنودي ويسأله عن تفاصيل الحلقات التي لم تذع، فأعجب الأبنودي بالفكرة ووافق على أن نعمل سلسلة الغناء. صف لنا كواليس العمل مع الأبنودي؟ "هى الليالى كده " لا أعتبره برنامجا بل هو قعدة مع أبويا أو خالى، فأنا أسافر كل أسبوع إلى الإسماعيلية للأبنودى، وعندما أصل إليه أجده قد جهز الغداء، ولا يسمح بأي كلام قبل أن نتناول الغداء، ثم نبدأ تسجيل الحلقة في نفس القعدة لذلك الموضوع وصل للناس كما هو طبيعي وتلقائي إلى جانب أن الأبنودي حكاء رائع، وأى شخص يستمتع وهو يسمعه . ما الذي استفدته منه كشاعر؟ في الشهور القليلة التي قضيتها مع الأبنودي تعلمت منه ما يساوي ما تعلمته طيلة حياتي. وهل كنت تحاور الأبنودى بشخصية الشاعر أم المذيع؟ أنا في العادي كيان مختلف ولا أتعامل بشخصيتين فأنا كنت أتكلم مع الأبنودى كمذيع أصله شاعر لأنني في الأساس شاعر قبل أن أكون مذيعا. المطربة أنغام قالت أن أعنية "ألقاك حد" التي كتبتها ظلمها اللحن، هل توافقها الرأي؟ لا أوافق الرأي، فالأغنية لحنها أمير عبد المجيد وكان اللحن رائعا، وألأغنية نجحت بشكل رهيب، وأعتقد أنه طالما أن أنغام وافقت على غناء هذه الأغنية فبالتالي هي جيدة وناجحة، ولا أعرف ما هو لازمة هذا الكلام. من هو المطرب أو المطرية الذي تريد أن تكتب له أشعار؟ أي مطرب صوته جيد يجيد الغناء أتمنى أن أكتب له، فأنا لا أركز على نجومية المطرب، فالشعراء الذين ركزوا على النجوم هم أنصح منى لكن أنا عاطفي لو سمعت صوتاً جيدأً أعطيه أشعاري بدون تفكير ولن أتنازل عن ذلك . وماذا عن تجاربك مع الأغاني الدينية؟ إذاعة صوت العرب طلبت مني تأليف أدعية دينية للمطرب أسامة الشريف وهو صديق مقرب لي وبالفعل كتبت شعرا دينيا إنسانيا اكتشفت أنه لا يتناسب مع سياسة إذاعة صوت العرب، فهم كانوا يريدون أغاني تحس على الانتماء وأنا طالما أن الكلام ليس نابعا من داخلي فلن أكتبه، ولكن زميلي الملحن أمير عبد المجيد عرض على أن نعرض هذه الأدعية على قطاع الإنتاج وبالفعل استمرت الأدعية على مدار عامين أول سنة قدمها على الحجار ومي فاروق والسنة الثانية غناها 17 مطرباً ومطربة عربية منهم عبد الله الرويشد ونبيل شعيل ومحمد المازن ولطيفة وحمادة هلال وإيهاب توفيق. هل ضمن طموحاتك تقديم البرامج التليفزيونية؟ أنا لا أرى نفسي أمام الكاميرا لدرجة أنه لو كان هناك لقاء في التلفزيون أتهرب منه لأنني أكره الأضواء وهذا هو السبب في أن كثير من الجمهور لا يعرفني، فأنا أرى أن حياة المشاهير مرهقة ومتعبة وليس هناك أفضل من أن تعيش بتلقائية.