بدأت اليوم احتفالية جامعة القاهرة بعيد العلم بمشاركة كلياتها المختلفة ، وذلك من خلال طرح عدد من الموضوعات المرتبطة بكل كلية عبر حلقات نقاشية يديرها نخبة من أساتذة الجامعة .. تصوير: محمود شعبان وقد بدأت الاحتفالية الأولي من خلال عرض موسيقي قصير قدمت فيه عدداً من الأغاني الوطنية .. ثم بدأت أولي حلقات الملتقي الثقافي والذى أقامته كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من خلال ندوة عن رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب بمناسبة مرور 69 عاماً علي وفاته وكانت تحت عنوان "طلعت حرب والصناعة المصرية وبنك مصر والسينما" وقامت بتنسيقها وإعدادها الدكتورة عادلة رجب وكيل الكلية . وشارك في الحديث عن طلعت حرب عدد من الأساتذة منهم الدكتورة علياء المهدي عميد الكلية والدكتورة هبة نصار نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة والدكتور أحمد زيدان والدكتور شريف سامي مستشار رئيس مجلس إدارة بنك مصر .. كما تم عرض فيلم تسجيلي يضم مسيرة طلعت حرب الاقتصادية وما قام به من اعمال في مختلف المجالات الاقتصادية والزراعية والتجارية ، وأوضح الفيلم أن طلعت حرب بدأ مشواره المهني عندما عمل مديراً لشركة العقارات المصرية ثم في شركة إصلاح وبيع الأراضي وبعدها عمل في إحدي شركات الإقراض المالي ، وكان طلعت حرب شخصية ثرية في الفكر والأدب والسياسة والاجتماع وله العديد من المؤلفات ، وفى عام 1910 قام بالتصدي لمد امتياز قناة السويس للأجانب .. وبعدها بعام أقيم المؤتمر المصري الأول ومن خلاله قدم دراسة لتأسيس أول بنك وطني بمصر علي أن تكون الزارعة هي الأساس وأن تكون البنوك هي الراعية في عملية التسليف والصناعة والتجارة .. وقد أضاف الدكتور شريف سامي حفيد طلعت حرب قائلاً : هو أول من فكر في تأسيس أندية لخريجي المدارس العليا يجتمعون فيه ، وبعدها تم إنشاء النادي الأهلي وكان طلعت حرب أهلاوياً وأول من تبني فكرة أن يخضع النادي الأهلي لنظام الشركات وكان يحتاج إلي 5 آلاف جنيه ولكنه لم يتمكن من تجميع سوي مبلغ 3400 جنية فقط, وبالتالي فشلت الفكرة والتى ينادون بها الآن بعد مرور أكثر من 100 عام ، ويكفى أن أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قام بزيارة بنك مصر وصفه في قصيدة له بأنه الهرم الرابع وغنت له أم كلثوم "أذكروه خلدوه" عام 1957 من ألحان رياض السنباطي ، وقد غنتها أم كلثوم في قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة وهي المرة الوحيدة التي غنت بها في جامعة القاهرة.
.. وخبراء الإعلام : زواج شرعي بين الإعلام والاتصالات فى 2018
وكانت الصحافة والإعلام في مصر خلال القرن الماضي هما عنوان المقهي الثقافي الذي أقامته كلية الإعلام ضمن احتفال الجامعة بعيد العلم التاسع ، وشارك في الندوة عدد من الخبراء في الإعلام تقدمهم الأستاذ أمين بسيونى الخبير الإعلامي ورئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي بجامعة الدول العربية و الكاتب الصحفي لويس جريس والكاتب محمود صلاح رئيس تحرير أخبار الحوادث والدكتورة نجوى كامل الأستاذة كلية الإعلام وعمر أنور رئيس قناة النيل الثقافية ومحمد الشبة رئيس تحرير جريدة نهضة مصر. وقد أدار الندوة الدكتور محمود علم الدين وكيل كلية الإعلام وفسر أسباب اختيار عنوان موضوعها عن الماضي تحديدا مؤكدا أنه من أجل تلبية الاحتياجات لأن الشباب من حقه أن يعرف الخبرات والتجارب من السابقين عليهم في هذا المجال ، وحتى يكون تواصل بين جيلين ونوع من الاستمرار لأن من لا يعرف الماضي لن يدرك الحاضر .. ثم أدار الميكروفون ليتحدث الأستاذ أمين بسيوني عن تجربة الانتقال من الإعلام المحلي إلي الفضائي .. حيث أكد علي أن الإعلام أصبح اختيارياً وتحت أمر المشاهد وهو المتحكم الأول فيما يريد أن يراه، وقال إن اتفاقية البث الفضائي تعني التنظيم وليس التقييد كما اعتقد العض وذلك حفاظا علي المشاهد ، وطالب بأن نتفق علي مجموعة قواعد نحترمها جميعا ومن يخرج عنها يتم رفع الموضوع إلي الدولة التي تحكمه ، وأضاف قائلا " رغم التزاوج المحدود بين إمكانيات الاتصالات والإعلام إلا أنهما سوف يشهدان الاندماج التام والزواج الكامل بين الإعلام والاتصالات بداية من عام 2018حيث سيتم دمجهما في وزارة واحدة ولن يكون هناك ما يسمي بوزارة الإعلام وأخري للاتصالات ، ورغم أن الإعلام العربي نتصل به من خلال الدش والرسيفر ولكنهم اكتشفوا مؤخرا أن الشبكات الأرضية أصبحت موضة قديمة والجديد في الألياف الضوئية والتي تعمل بدون سلك أي بدون شوشرة أو عطل علي الإطلاق ، وبالتالي تعمل الدول العربية علي أن تحيط حدودها بمجموعة من الألياف الضوئية وتتشابك لتصبح نهرا متدفقا لكل وسائل الإعلام " . وبعدها تحدث الكاتب الصحفي لويس جريس عن تجربة فاطمة اليوسف والتى قامت بتأسيس روز اليوسف : كانت لها طريقة غريبة جدا للتعرف علي مذاق القارىء واكتشاف المواهب الجديدة وكانت تجوب المقاهي وتجلس عند كل من يشتري مجلة روز اليوسف وتتعرف علي أي المواد يقرأها وأي كاريكاتير يتوقف عنده ، واستمرت علي هذا النحو 4 سنوات, واكتشفت أن الناس تتوقف عند مقالات أحمد بهاء الدين وتفهمت أنه كاتب من نوع خاص وقررت أن يكون أول رئيس تحرير لصباح الخير وتحتفظ به قبل أن تخطفه الأهرام أو الأخبار , وكانت ترحب بكل التيارات السياسية فكلها كانت موجودة علي صفحات المجلة وكانت تؤمن بالرأي والرأي الآخر . أما الصحفيان محمود صلاح ومحمد الشبة فقد تحدث كل منهما عن تجربته الخاصة في الصحافة ، وفي نهاية الندوة قامت الكلية بعرض فيلم عن مجوهرات الأميرة فاطمة أبنه الخديو أسماعيل والتي قدرت ب17 ألف جنيه عام 1900 وتبرعت بها من أجل انشاء جامعة القاهرة ، وفى نهاية الندوة قامت الدكتورة هبة نصار بتكريم الاستاذ لويس جريس والدكتورة نجوي كامل والصحفيين محمد الشبة ومحمود صلاح .